العدد 674 - السبت 10 يوليو 2004م الموافق 22 جمادى الأولى 1425هـ

براندو... رجل التناقضات والواقعية

ثمانون عاما من العطاء

مارلون براندو واحد من أشهر ممثلي الشاشة والمسرح من جيل الممثلين الذين ظهروا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وإليه يعود الفضل في إعادة صوغ قواعد التمثيل، إذ تغيرت الأحوال منذ دخوله عالم التمثيل وتألقه فيه. وكانت أعظم إنجازات هذا الأب الحنون ذي العاطفة الجياشة والمفعم بالحيوية قيامه بتبسيط طرق التمثيل، بأدائه التحليلي الذي كان يستحضر من خلاله كل أبعاد القوة والعمق في مهنة التمثيل. وبالمقارنة مع براندو بدا معظم عمالقة الشاشة في تلك الفترة سطحيين، وربما يقدمون أداء سخيفا.

رجل متناقض يميل للقتال ورفض لعب الكثير من الأدوار التي لا تهدف سوى لتحقيق شيء من خطط هوليوود، كما انه كان يعبر دائما وبصراحة عن اشمئزازه من صناعة الأفلام في هوليوود ومن حياة مشاهيرها، كما أنه استغل شهرته ليلفت الانتباه للقضايا السياسية ولكنه بعدها كان يقبل أي دور يعرض عليه حين يكون الثمن مناسبا. كان أحد أكبر ألغاز الشاشة، ولا يبدو أنه سيكون هناك شخص مثله تماما.

ولد في الثالث من ابريل/ نيسان العام 1924 في مدينة أوماها بولاية نبراسكا، وتجلت نزعة براندو الثورية في وقت مبكر من حياته، ما أدى إلى طرده من المدرسة العسكرية. أما أول عمل له فهو حفار لمصارف المجاري وقنوات المياه، وسبّب ذلك الكثير من الاحباط لوالده الذي كان غاضبا من عدم امتلاك ابنه لأي طموح الأمر الذي بدا واضحا من مسلكه في الحياة، ولذلك عرض عليه والده أن يدعمه ماليا فيما يختاره من طريق لمستقبله، فقرر براندو أن يصبح ممثلا.

كانت والدته تدير فرقة مسرحية محلية، وأرسله والده إلى مدينة نيويورك ليدرس الطريقة الستانيسلافسكية في التمثيل مع ستيلا ادلر. بعدها عمل في استوديو الممثلين تحت إرشاد لي ستراسبيرغ، الذي وجد فيه التزاما بمبادئ طريقة التمثيل التي درسها بطريقة لم يسبق لها مثيل. بعد أن قدم أول أعماله Bobino في العام 1943، ترك براندو المسرح ليعود بعد عام في مسرحية I Remember Mama ثم في العام 1946 بمسرحية Truckline Café وكانت ثمرة هذه الأعمال حصوله على ثناء النقاد الذين اعتبروه اكثر الوجوه الواعدة على المسرح.

لمع نجم براندو كممثل تجديدي في العام 1947 بعمل من انتاج تينسي ويليامز جاء تحت اسم A Streetcar Named Desir ظهر فيه براندو في دور المتوحش ستانلي كوالسكي، وقدم أداء رائعا يتناسب مع آراء الناقد فيه. أذهل براندو جمهور المشاهدين بأداء صادق ومميز، وبقوة في التمثيل وقدرة على الاثارة، الأمر الذي حوله بين عشية وضحاها إلى ثورة مسرحية. ولذلك سارعت هوليوود لاختطافه، ولكنه قاوم مفاوضات الاستوديوهات بازدراء مميز. كان يمثل جيلا جديدا ومختلفا تماما من النجوم، رفض الاغراءات، وتجاهل اكبر النقاد، وتنازل عن سحر هوليوود وبريقها. وزاد تمنعه ذلك من رغبة هوليوود فيه. وفي العام 1950 وافق براندو على بطولة فيلم The Man الذي انتجه ستانلي كريمر، والذي ظهر فيه براندو في دور ضحية الحرب المشلول، وهو أيضا الدور الذي تطلب منه البقاء في أحد مشافي علاج جنود الحرب لمدة شهر واحد استعدادا للدور.

وفي الوقت الذي لم يحقق فيه هذا الفيلم أي نجاح تجاري، فقد أخطأ النقاد في محاولاتهم الإشادة بأداء براندو، وفي العام 1951 تم الإعلان عن نية بطل الفيلم براندو ومخرجه ايليا كازان تقديم عمل Streetcar للتلفزيون. حقق العمل نجاحا هائلا، وفاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، كما أكسب براندو أول ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل تمثيل، ولكن نجومه الآخرين لم يتمكنوا من الحصول على أي ترشيح، من بين هؤلاء النجوم فيفيان لي، وكارل مالدين، وكيم هنتر.

مرة أخرى اشترك براندو مع كازان، في فيلم العام 1952 Viva گapata، وبعد أن انسحب من الفيلم الفرنسي الإنتاج Le Rouge et le Noir بسبب خلاف مع المخرج كلاود اوتان لارا قام براندو بتجسيد شخصية مارك انطوني في فيلم العام 1953 Julius Ceasar الذي كان من انتاج شركة «ام جي ام»، وأثار هذا الفيلم الكثير من الجدل بسبب أسلوب براندو المتميز كما أكسبه جائزة أوسكار للسنة الثالثة على التوالي.

في العام 1954، شكل فيلم The Wild One منعطفا آخر، وظهر فيه براندو في دور الرئيس المتمرد لعصابة دراجات نارية، وقدم أداء لا مثيل له. وفي العام نفسه قدم دورا يمكن اعتباره واحدا من أفضل ما قدم براندو على الشاشة، حين ظهر في دور ملاكم في فيلم المخرج كازان On the Waterfront.

في رابع أفلامه فاز براندو أخيرا بالأوسكار، كما حصل الفيلم على جائزة أفضل مشاهد. ولكن فيلمه التالي Desiree شكل أول نقاط خيبة آماله، فعلى رغم حصول الفيلم على دعاية كافية لتجسيد براندو شخصية نابليون في هذا الفيلم، فإن المشروع لم يحقق نجاحا كبيرا سواء من الناحية الفنية أو من ناحية الأرباح.

واصل براندو اثبات مواهبه بتقاسم بطولة فيلم Gays and Dolls مع الممثل فرانك سيناترا، واقتبس هذا الفيلم من المسرحية الموسيقية التي تحمل الاسم ذاته والتي حققت نجاحا كبيرا. ومن أفلامه الأخرى التي أخذت من مسرحيات ناجحة فيلمThe Teahouse of the August Moon الذي قدم في العام 1956 قبل أن يبدأ براندو العمل في فيلمه الذي عرض في العام التالي Sayonara وهو الفيلم الذي أكسبه ترشيحا آخر للأوسكار.

في فيلم العام 1958 The Young Lions تقاسم براندو بطولة هذا الفيلم مع الممثل مونتغمري كليفت، الذي كان من أفضل الممثلين في تلك الفترة الى جانب براندو، وحقق الفيلم نجاحا ضخما. بعدها أعلن براندو عن خططه لانشاء شركة انتاج خاصة به. وبعد ان انسحب كل من ستانلي كبريك وسام بيكينباه من المشروع قام براندو بنفسه بانتزاع لجام الاخراج، وكانت النتيجة أول فيلم رعاة بقر مميز في العام 1961 الذي جاء تحت اسم One-Eyed Jacks وحقق نجاحا لا بأس به على شباك التذاكر. في العام 1962 مر فيلم Mutiny on the Bounty بعملية ولادة متعسرة مشابهة، فقد رفض براندو عمليات مراجعة كثيرة على الشاشة، وأنفقت شركة «ام جي ام» 19 مليون دولار لنقل العمل إلى الشاشة. وعندما فشل العمل مع وضع شباك التذاكر المتقلص، وسلوكه المزاجي بشكل مستمر ما جعله هدفا للازدراء للمرة الأولى منذ دخوله عالم التمثيل.

استمر مسار الانحدار، وظل براندو مراقبا، ولكن فجأة بدت الأعمال التي يقدمها تفوق قدراته بكثير مثل أفلام The Ugly American (1963)،The Chase (1966)،A Countess From Hong Kong (1967). فرص العمل الغامضة التي يحصل عليها وسلوكه غير الواضح سواء من الناحية الوظيفية أو الشخصية إذ أدى بعض الأدوار غير المهمة، كل ذلك أصبح عنوانا للكثير من المناقشات في عالم صناعة السينما في هوليوود. واصل براندو دفع نفسه في مشروعات غير مضمونة مثل فيلم eflections in a Golden Eye (1967) وهذا الفيلم مأخوذ من رواية لكارسون ماكيولرز، وقُدّم فيها براندو في دور شخص لديه انحرافات جنسية، وافتقد الفيلم بصورته النهائية السحر الذي يضفيه براندو على أي عمل يقوم به. في الوقت الذي حصل فيه براندو على احترام وسائل الاعلام وزملائه من الممثلين فإن الكثير من الأطراف في هوليوود بدأت تنظر اليه على أساس أنه مجازفة سيئة وغير ضرورية، وهي نظرة لم تستطع الكثير من أفلامه تغييرها الا بشكل بسيط مثل فيلم العام 1968andy ، وفيلم پueimada! (1969) وقسبم The Nightcomers (1971).

ان الحركة التجديدية بدأت مع فيلم The Godfather (1972)، في مقابل اعتراضات شركة باراماونت، واعطاه المخرج فرانسيس فورد كوبولا دور الزعيم المسن لاحدى عوائل المافيا، وطبقا للكثير من التقارير فإن سلوكه أثناء التصوير كان مثاليا. على الشاشة، كان براندو رائعا وقدم أفضل أدواره من بين ما قدم عبر عقد من الزمان. فاز بثاني جوائز الأوسكار ولكنه أصبح مادة للجدل عندما رفض تسلم الجائزة، وبدلا من ذلك أرسل احدى المتحدثات باسمه وهي ساشين ليتلفيذر التي كانت كما يفترض أميركية ولكنه كشف فيما بعد أنها ممثلة لاتينية، إذ وقفت على المنصة وألقت خطبة هاجمت فيها تاريخ الحكومة الأميركية المليء بالجرائم ضد السكان الأصليين. واستمر هذا الجدل في تعقب براندو مع عرض فيلم Last Tango in Paris (1973)، رائعة بيرناردو بيرتولوشي، التي استعرض فيها بشكل مثير العلاقة الغرامية التي نشأت بين أرملة أميركية وشابة فرنسية، وعلى رغم ان النقاد أشادوا بالفيلم فإن الكثيرين اعتبروا مشاهد الفيلم فاحشة.

وعلى رغم عودته القوية، فإن براندو لم يظهر مرة أخرى على الشاشة إلا بعد ثلاثة أعوام بفيلم The Missouri Breaks مع جاك نيكلسون. وعلى رغم أنه اثبت أنه لا يمثل إلا من أجل المال فإن غرابة اختياراته جعلت الكثير من المعجبين لا يبالون باصراره ذلك، ولكن لم يحدث ان ظهر براندو في عمل تجاري بشكل صريح كما حدث في فيلم العام 1978 Superman إذ اكسبه 3,7 ملايين دولار وهو مبلغ قياسي لم يسبق ان حصل عليه ممثل آخر لمثل الدور الصغير الذي أداه براندو في الفيلم. بعدها ظهر في ملحمة المخرج كوبولا التي تدور حول حرب فيتنام Apocalypse Now، ولم يكن أداؤه فيها مقنعا وفي العام 1980 ظهر في الفيلم The Formula وفي ثلاثة مشاهد من الفيلم فقط. بعدها ولعقد كامل اختفى براندو واصبح يعيش في عزلة فرضها على نفسها في جزيرته بالمحيط الباسفيكي، أصبح سمينا وبدأ يرفض كل محاولات اعادته إلى هوليوود.

أخيرا وفي العام 1989 اجتذبه أحد المشروعات التي تتناسب مع قناعاته السياسية، فشارك في الدراما التي تدين التمييز العنصري A Dry White Season وأكسبه دوره في هذا الفيلم ترشيحا للأوسكار، وكان دوره ثانويا في الفيلم. وبعد عام من ذلك، قام ببطولة فيلم The Freshman الذي يسخر بلباقة من أدائه في فيلمThe Godfather .

بدأت مآسي براندو في العام 1990 عندما قام ابنه كريستيان بقتل صديق شقيقته الحامل شيني، الأمر الذي تلته معركة قانونية مريرة، ادين على اثرها كريستيان وحكم عليه بالسجن. والأمر الأكثر مأسوية حدث بعدها حينما انتحرت شيني، وانهكت المحاكمة براندو ماليا، فعاد بعد تردد إلى التمثيل، إذ ظهر في فيلم Christopher Columbus: The Discovery في العام 1992. كما انه قام بكتابة سيرته الذاتية في كتاب حمل اسم Songs My Mother Taught Me.

في العام 1995 ظهر في فيلم Don Juan DeMarco إذ شارك جوني ديب بطولته، بعدها بعام واحد قدم أول فيلم من اخراج ديب وهو فيلمThe Brave . في العام 1998 ظهر في فيلم ايف سيمون Free Money بحيث قام بدور البطولة، وشاركه الفيلم الكثير من الممثلين مثل دونالد سذرلاند، ميرا سورفينو، مارتين شين، تشارلي شين.

واختفى براندو مرة أخرى عن الأعين في أول أعوام الألفية الجديدة، ولكنه عاد لتتصدر اخباره العناوين مرة أخرى في العام 2001 حين أجبرته المشكلات الصحية على الانسحاب من دور صغير في فيلم للمخرج كينان ايفوري وهو فيلم الرعب Scary Movie 2. ولذلك تم استبداله بممثل آخر هو جيمس وودز، ومع بعض التعديلات على النص ليتناسب مع الممثل الجديد، انتهى العمل في الفيلم في الوقت المناسب ليعرض في العام 2001.

بعد ذلك بوقت قصير، عاد براندو بعد غياب دام سنوات ظهر في فيلم المخرج فرانك اوز The Score (2001)، وعلى رغم ان إنتاج الفيلم تعرقل بسبب الكثير من الشائعات بشأن سلوك براندو العنيف والمتطفل أثناء التصوير، فإن محبي الفنان ظلوا متلهفين لمشاهدة هذا الفيلم الذي يعود فيه بطل Godfather مع روبرت دي نيرو وادوارد نورتون وانجيلا باسيت.


مارلون براندو الذي رحل قبل فيلمه التونسي:

أردت أن أعبّر في هذا الفيلم عن حبي للعرب

بيروت - ربيع اسماعيل

على رغم أن مارلون براند كان إيطالي الأصل أميركي الولادة، كاثوليكي المذهب، فإننا نعرف انه في بداياته، حين كان يخطو خطواته الاولى في «استدويو المحتل» وعلى خشبة المسرح، كان ذا توجه مناصر للصهيونية ولقيام دولة «اسرائيل»، لكن هذا كما نعرف كان التوجه العام لبعض القوى اليسارية في اميركا وفي العالم إذ كانت تعتبر «كفاح» اليهود لاقامة دولة عبرية في فلسطين «حركة تحرر وطني ضد الاستعمار البريطاني» يومها لم يكن أحد في الغرب يعرف شيئا عن الشعب الفلسطيني، ويومها كان كلما اوغل بعض اليساريين في نزعتهم اليسارية، كانوا اكثر ميلا إلى الصهيونية المتطرفة. ومن هنا علينا ألا نفاجأ اليوم اذا ما عرفنا ان براندو كان مناصرا متحمسا لمنظمة «شتيرن» الارهابية. في ذلك الحين لم يكن براندو يعرف ان هذه المنظمة المسئولة عن قتل وتشريد آلاف الفلسطينيين وعن عمليات اغتيال طاولت الكثير، إنما تحارب الانجليز لحساب اليمين النازي المتطرف في تحالف خفي له مع اليمين الصهيوني المتطرف. كان يطربه فقط، أن معظم عمليات «شتيرن» توجه ضد الانجليز، وكان يغضبه ان الانجليز ردوا على بعض تلك العمليات بإعدام وتصفية عدد من اعضاء المنظمة بعد ذلك سيتغير مارلون براندو كثيرا وسيعترف بخطئه قائلا: «عزائي انني كنت يومها في خط واحد مع فنانين يساريين كبار»، فالحال ان واحدة من اولى المسرحيات التي مثل فيها براندو، وكان في الخامسة والعشرين، حققت لتمجد على مسارح برودواي فكرة تأسيس دولة «اسرائيل». وهي مسرحية كتبها المؤلف اليساري المرموق حينذاك بن هشت، ولحن اغانيها رفيق بريخت وموسيقية كورت فايل. ومن اغرب الامور أن الاثنين سيكونان من ضحايا اللجنة الماكارثية.

حكاية براندو الآخر

المهم ان براندو احب ان يروي هذا كله من جديد، قبل اسابيع من موته امام المخرج التونسي رضا الباهي، معلنا ندمه على ذلك الماضي المبهم والكئيب، مؤكدا ان تغيره، ووقوفه الى جانب الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، تسببا في الحرب الشعواء التي شنتها عليه اوساط هوليوود الصهيونية. وبراندو بعد أن قال لرضا الباهي هذا الكلام، أضاف: انتبه يا صديقي ان كونك عربيا تهمة في نظر هوليوود ولا تأمل هناك خيرا.

كانت مناسبة هذا الحديث، تلك الزيارة التي قام بها رضا الباهي دارة براندو في لوس انجليس، بناء على طلب هذا الاخير. وكان الموضوع فيلما عربيا تونسيا، اراد الباهي ان يجعل فيه لنجم نجوم السينما الاميركية دورا اساسيا. فما هو هذا الدور الذي لم يكتمل ابدا بسبب رحيل مارلون براندو المفاجئ؟ ولماذا براندو وبالذات؟

الحقيقة ان براندو كان عليه ان يلعب في ذلك الفيلم دور مارلون براندو نفسه، أي أن حكاية الفيلم كانت متمحورة حول شخصية ذلك الفنان الكبير. ومن هنا كان اسم الفيلم براندو. وبراندو هو على أية حال مقتبس من وضع حقيقي. إذ هناك في تونس ممثل شاب يدعى انيس، عاش، فاجأ الناس جميعا بمدى شبهه بمارلون براندو، حين كان هذا الاخير لايزال شابا وفي قمة نجوميته ولقد كان الشبه الى درجة ان انيس لقب دائما بـ «براندو» ومن هنا حظرت على بال رضا الباهي فكرة فيلم يكون في نهاية الامر تكريما عربيا لمارلون براندو يدور حول اللقاء بين «براندو» التونسي وبراندو العالمي. فعلا كتب الباهي السيناريو وبعث به الى مارلون براندو الذي قرأة فأعجبته الفكرة من دون ان يعجبه السيناريو وعلى الفور بعث إلى الباهي رسالة طلب إليه فيها الحضور الى لوس انجليس فورا للتناقش بشأن الموضوع مبديا موافقته المبدئية على القيام بالدور المطلوب منه. شرط تعديل «هذا السيناريو السخيف» حسبما جاء في رسالته.

وهكذا سافر الباهي إلى لوس انجليس واجتمع مع براندو الذي اقترح عليه جملة تعديلات مهمة وتم الاتفاق بعد العثور بسهولة على منتج انجليزي رضى استثمار 5,5 ملايين دولار في المشروع، بدءا من هذا الصيف، يومها وبعد أن فرغ براندو من كلامه عن المشروع، راح بحدث الباهي عن مواقفه السياسية وتأييده الحالي للفلسطينيين أسوة بتأييده في الماضي للهنود الحمر والزنوج. وقال له إنه ضد ممارسات «اسرائيل» ومع انتفاضة الشعب الفلسطيني خاتما كالواعظ: «أنا اذا كنت قبلت ان امثل في فيلمك ما هذا إلا لأنني وجدتها فرصة لأعبر من خلالك عن حبي للعرب وتأييدي للفلسطينيين»، مضيفا انه يقف ضد جورج بوش وضد حربه السخيفة في العراق.

اليوم إذ رحل مارلون براندو قبل ان يفي بـ «وعده العربي» هل سيلغى المشروع؟

«أبدا، قال رضا الباهي لـ «الوسط». بل سنكمله من حيث وصلنا، وسيحل شين بن مكان مارلون براندو في استقبال براندو التونسي في لوس أنجليس، لأنه هو الذي سيفاجئ الفتى العربي، لحظة وصوله للقاء النجم العملاق، بأن معبوده قد مات». وقال الباهي ان براندو نفسه كان اقنع شين بن بالعمل في الفيلم «دعما للسينما العربية». وانه - أي الباهي - الآن في صدد إعادة كتابة دور شين بن في الفيلم لتوسيعه... على ان يبدأ التصوير قريبا

العدد 674 - السبت 10 يوليو 2004م الموافق 22 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً