العدد 678 - الأربعاء 14 يوليو 2004م الموافق 26 جمادى الأولى 1425هـ

ما مغزى العملية الفدائية الأخيرة في تل أبيب؟

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

في الوقت الذي تقف فيه جميع شعوب العالم مع الفلسطينيين ضد جدار «الفصل العنصري» وقرار المحكمة الدولية في لاهاي بعدم قانونيته وعدم الاستمرار في بنائه بل وهدمه، جاءت العملية الفدائية في تل أبيب الأسبوع الجاري والتي أسفرت عن مقتل إسرائيلية واحدة. أثارت العملية كثيرا من التساؤلات؟ هل هذا التوقيت كان مناسبا؟ وهل كانت العملية مفيدة للقضية الفلسطينية أم إنها كانت في مصلحة «إسرائيل»؟ وتساؤلات أخرى، منها ما إذا كانت «كتائب شهداء الأقصى» التي تبنت الهجوم مخترقة من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد».

إن أي صراع في العالم مهما طال أمده لابد أن يصطحب معه حلا سياسيا في وقت ما، وان بدأ بعمل عسكري وجهادي، وكان قرار المحكمة الدولية انتصارا للقضية الفلسطينية بكل أبعادها، إذ إنه أثبت عدم مشروعية احتلال الأرض أصلا، ومن هنا جاءت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لـ «إسرائيل» إلى إحترام قرار المحكمة والقانون الدولي. في غضون ذلك، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الهجوم الأخير ليشن حملة مضادة على محكمة العدل، إذ قال إن العملية تمت برعاية لاهاي. ولاشك أن المنظمات الصهيونية ستستغل أيضا الواقعة لإثبات حاجة الإسرائيليين الى الأمن من خلال الجدار ووصف الفلسطينيين بالإرهاب، وطبعا ستجد أذنا صاغية من قبل إدارة الرئيس جورج بوش الذي يسعى لإعادة انتخابه عبر الأصوات اليهودية في أميركا، ولكننا هنا نثمن فطنة السلطة الفلسطينية التي آثرت عدم تقديم رأي المحكمة إلى مجلس الأمن قبل الانتخابات الأميركية حتى لا تستخدم الولايات المتحدة الفيتو في وجه الغالبية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تؤيد الفلسطينيين.

إن شن هجمات فدائية أو استشهادية في الأشهر المقبلة أعتقد أنه غير مجدٍ حتى لا يؤثر العمل العسكري على التحرك السياسي الذي لا يقل عنه أهمية

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 678 - الأربعاء 14 يوليو 2004م الموافق 26 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً