العدد 683 - الإثنين 19 يوليو 2004م الموافق 01 جمادى الآخرة 1425هـ

المنامة... والتعددية الثقافية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

قد تكون التعددية الثقافية ميزة جميلة تميز البحرين عن باقي دول مجلس التعاون الخليجي. .. وهي - أي التعددية - ممتدة منذ زمن طويل، حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من هوية الإنسان البحريني الذي تغلب عاداته وتقاليده جذور ثقافات مختلفة. وقد يكون أهل المنامة أكثر أهل البحرين تمتعا بذلك، كون التخالط الثقافي والديني بشتى طوائفه يعد العامل الرئيسي للتركيبة المجتمعية للمناميين، بل إن ذلك قد ساهم في إثراء ثقافاتهم عبر الأجيال في مراحل وحقب تاريخية مختلفة، أغنت التاريخ البحريني من هذه الزاوية. ولا يمكن للمؤرخين والمهتمين في مجال كتابة التاريخ البحريني أن يتجاهلوا هذه المعلومة، وإن كانت - للأسف - الكتب التي تتصدر رفوف المكتبات تتحدث عادة عن ثقافة ولون واحد، متناسية الثقافات الأخرى التي تمثل المجتمع البحريني عموما. أحياء المنامة لا تخلو من روايات وذكريات تتحدث عن تاريخ يهود ومسيح البحرين مثلا، وكيف كان التعايش آنذاك. والشيء ذاته ينطبق على الطوائف الأخرى ممن سكنوا البحرين منذ سنين طويلة وعاشوا كغيرهم من أبناء هذا الوطن جزءا من المجتمع عليهم واجبات ولهم حقوق. فهؤلاء جميعهم ساهموا في إثراء ثقافة أهل المنامة تحديدا، وقد تعززت الثقة مبنية على نواح عدة، منها احترام المعتقد إلى التعايش السلمي مع الطوائف الأخرى... فكانت عوائل البحرينيين المسيح توزع هدايا أعياد الميلاد "الكريسماس" والكعك والبسكويت على أبناء جيرانهم من المسلمين من السنة والشيعة، بل إن الكثير من اليهود والمسيح البحرينيين قطنوا في أحياء المنامة القديمة مثل فرقان العوضية والحطب والفاضل والمخارقة وأبوصرة... كانوا تحديدا جيرة وجزءا لا يتجزأ من الجسد المنامي الواحد، فكانوا جيرانا وإخوانا وتجارا. ولطالما تذكر أهل المنامة ذلك على الدوام. وقد يكون هذا المثال وغيره مثالا طيبا للطوائف الأخرى، ودليلا ملموسا على إمكان العيش والتفاهم مع الأجناس كافة من دون تمييز أو تفرقة في بلد صغير كالبحرين. كل ذلك جعل من عاصمة مثل "المنامة" منطقة لملتقى الطوائف في قلب أحيائها، بل وتاريخا لابد من الاستفادة منه، كونه ينقل لنا تجربة خاصة عن طبيعة جو "الموازييك" داخل أحياء المنامة القديمة

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 683 - الإثنين 19 يوليو 2004م الموافق 01 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً