العدد 2781 - الأحد 18 أبريل 2010م الموافق 03 جمادى الأولى 1431هـ

إشاعات حول الإعلاميين

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تتعرّض حياة الإعلاميين للكثير من التدخّلات، وتغمرها الكثير من الإشاعات كذلك، وقد يتجرّأ أحدهم في غزو الحياة الشخصية للإعلامي والصحافي، وبالتالي يتعرّض الواحد منا للكثير من الضغوطات في حياته العامة والخاصة.

وردتنا إحدى الرسائل عبر البريد الإلكتروني، لأحد الإعلاميين المشهورين في البحرين، والمشهود لهم بحسن الخلق، يعبّر فيها عن ضيقه من الناس، ومن التدخلات التي لا تتوقّف حتى على صعيد حياته الخاصة، وذكر لنا كيف تحوّلت حياته الى جحيم بسبب طيش البعض، وإطلاقه الإشاعات السيئة والمسيئة الى شخصه، وأحدثت ضررا في حياته الزوجية والأسرية.

يقول الأخ بأنّه مقتنع برسالته التي يوصلها للناس، وحبّه الشديد لوطنه قاده الى الإعلام على رغم رفض زوجته لهذا كلّه، وما أن سلك الطريق الإعلامي، حتى بدأت المشكلات في الظهور يوما بعد يوم، وأصيبت علاقته مع زوجته بشرخ أدّى الى الطلاق، وكانت بدايتها إشاعة من أحد الناس «صبّها» في اذن زوجته.

وتفاعلت مشكلته حتى وصلت الى المسجد الذي يصلّي فيه، فتباعد الناس عنه، وأسمعوه كلاما علقما، وتناسوا الطيبة وأصل المعاني التي تسبقه في شخصيته، وغفلوا كل الخصال الطيّبة التي فيه، وعلى رأسها مواظبته على لصلاة وحرصه عليها في المسجد!

للأسف الشديد أصبحنا في زمن انشغلنا فيه بإطلاق الشائعات، عن التلفّت الى الهموم الكبرى في حياتنا المعيشة، وتلذّذ البعض منا في عصر قلوب الأحبة ممّن يهتمّون بهذا الإعلامي أو غيره.

لابد قبل إطلاق الإشاعات التنبّه إلى أمر خطير، ألا وهو أمر الفتنة، للذي يقولها والذي يستقبلها والمتكلّم فيها، فهؤلاء الأطراف الثلاثة لهم أكبر التأثير في حصر المشكلة من الأساس.

فعلى سبيل المثال وجب التروّي في التحدّث عن أعراض الناس، وهو المحك الأول، كما وجب عليه قياس الأمر قبل فتح فمه، وعليه أن يسأل نفسه: هل يُفتح موضوع المشكلة للإصلاح أم للفتنة؟ فإن كان للإصلاح فعليه التحدّث مع صاحب الشأن لا غيره، فلعلّ الله ستر عليه، وبنصيحة أهل الخير يتراجع عن حرام، أما اذا كان يريد زيادة النار، فعليه أن يتوجّه إلى الزوجة أو الأهل، فتكبر المشكلة!

أما المحك الثاني فهو مُستقبل الكلام، الذي يعتبر الطرف الرئيسي في اخماد الفتنة، إذ إن حكمته هي المحرّك لزمام الأمور، وعندها يتوقّف أو يزيد الكلام، وخاصة إذا لم يُعطِ المجال لأحد في الطعن بأي كان.

والبقية بالطبع للمُتكَلّم به في إيقاف الإشاعات المنسوبة عليه بفعل واقع صريح، فإذا كانت الإشاعة في عرضه، لابد للشخص إثبات العكس عن طريق المصارحة والضالة الحسنة، وكذلك بالأفعال الطيبة التي لا تجعل للشك مكانا ينمو فيه.

ولنسأل أنفسنا قبل أن نحاسب غيرنا، هل نحن كاملون أم ندّعي الكمال؟ والدنيا تخبرنا بأن ليس هناك إنسان كامل على وجه الأرض، وقد نُخطئ في بعض الأحيان، ولكن المنبت الطيب هو الفارع، والضمير الحي هو الثابت، والنفس اللوّامة نحتاجها في أمور دنيانا.

نصيحة إلى كل إعلامي سليم القلب والحواس، أن يصبر على الهم الذي يحمله، وأن يتخلّق بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن يقتل الفتنة التي تحوم حوله، فلا يصح الا الصحيح في نهاية المطاف

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2781 - الأحد 18 أبريل 2010م الموافق 03 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:38 ص

      تقى البتول

      ابنتى العزيزه.. لو كل انسان اهتم لشئونه الخاصة وترك الناس في حالهم لصار الناس في امان واطمئنان .. الله يهدينا ويهديهم اللى يشعللون الفتن . امين رب العالمين .

اقرأ ايضاً