العدد 2781 - الأحد 18 أبريل 2010م الموافق 03 جمادى الأولى 1431هـ

زيارة خادم الحرمين الشريفين تحظى باهتمام إعلامي كبير

انطلاقا من كونها تمثل إضافة مهمة لمسيرة «العلاقات»

حظيت زيارة عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة تاريخية إلى مملكة البحرين باهتمام إعلامي كبير انطلاقا من كونها تمثل إضافة مهمة لمسيرة العلاقات الفريدة بين البلدين الشقيقين.

وأعدت وكالة أنباء البحرين تقريرا خاصا بالزيارة التي هي الأولى منذ تولى خادم الحرمين الشريفين سدة الحكم في الأول من أغسطس/ آب من العام 2005، ولذلك، فهي تمثل علامة فارقة ولبنة جديدة وحلقة استثنائية في مسيرة تعميق وتوطيد علاقات التعاون المشترك ارتكازا على ما يجمع قيادتي وشعبي المملكتين من ثوابت ورؤى مشتركة تجمعها وتعززها روابط الإخاء والمحبة الممتدة إلى جذور التاريخ، والمستندة إلى أساس راسخ من العلاقات الأخوية التي تزداد صلابة على مر الأيام وتسهم في بناء صرح متكامل ونموذجي من العلاقات المتميزة بين البلدين وبلورة آفاق واعدة.

رؤية ثاقبة وقراءة واضحة

وتمثل الزيارة تتويجا للعلاقات الأخوية والوطيدة والمتميزة بين قيادتي المملكتين، وما تشهده من تطور ونماء من التعاون في شتى المجالات في ظل تميز العلاقات البحرينية السعودية التي تتجسد في التطور الملحوظ في العلاقات الثنائية المشتركة، والتواصل والتشاور المستمرين تجاه القضايا الخليجية والعربية والإقليمية.

وتكتسب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ومحادثاته مع عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أهمية بالغة من حيث التوقيت والمضمون في ظل ما يتمتع به الزعيمان من رؤية ثاقبة وقراءة واضحة وواقعية للظروف الدولية والإقليمية الراهنة ومع ما تمر به المنطقة العربية حاليا من تحديات توصف بأنها مصيرية وسياسية وأمنية بالغة الأهمية نظرا إلى ما تمثله المنطقة من أهمية استراتيجية على المستوى العالمي في ظل امتلاكها معظم الاحتياطي النفطي وما تمثله من بعد جيوبولتيكي تتقاطع عنده مصالح العالم الاقتصادية والأمنية والسياسية فضلا عن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي العربية وممارستها المستمرة لوضع العراقيل أمام عملية السلام ورفض منطق الحوار، الأمر الذي يتطلب المزيد من التنسيق لتحقيق التضامن العربي واتخاذ المواقف الموحدة القادرة على التعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية على قاعدة المصلحة العربية.

روابط التاريخ والرباط الوثيق

وتأتي الزيارة لتضيف إلى تاريخ العلاقات بين البلدين فصلا جديدا من التعاون، وتأكيدا لمدى حرص البلدين في ظل جلالة الملك حمد بن عيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تنمية علاقاتهما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتعزيز التعاون الثنائي والعمل الخليجي المشترك والانطلاق به إلى آفاق أرحب.

وتستند العلاقات التي تربط المملكتين إلى تاريخ من الاحترام ومشاعر المحبة بينهما وإيمانهما بأن حقائق التاريخ ربطت بينهما بوشائج متينة ووثقت علاقاتهما على مر الأزمان برباط وثيق من التواصل والتعاون في ظل وحدة الهدف والمصير.

العقلانية والحكمة والحوار

وتتفرد العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين وشقيقتها المملكة العربية السعودية بالعديد من المميزات والخصائص تجعل منها أنموذجا في العلاقات العربية العربية القائمة على صياغة رؤية مشتركة لترسيخ دعائم التعاون القائم بين البلدين منها تطابق رؤى قيادتي البلدين تجاه القضايا العربية والإقليمية وكيفية التفاعل معها مع التمسك بالثوابت العربية والإسلامية تجاه جميع القضايا وتعزيز سبل العمل العربي المشترك والسعي إلى إحلال السلام الشامل والعادل ودعم الجهود التي تضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة حيث ينتهج البلدان سياسة خارجية قوامها العقلانية والحكمة والتمسك بمبدأ الحوار في كافة المحافل الإقليمية والدولية.

وتعد المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الأول للبحرين حيث بلغت الاستثمارات السعودية في البحرين حتى أكتوبر/ تشرين الأول العام 2005 ما يزيد على 700 مليون دينار فيما بلغ عدد الشركات الفاعلة التي فيها استثمار سعودي نحو 315 شركة بينما بلغ عدد الشركات السعودية العاملة والمسجلة في البحرين 43 شركة فضلا عن وجود العديد من المشروعات الاقتصادية المشتركة التي تربط بين أصحاب الأعمال والمستثمرين في البلدين والتي تعززت بشكل كبير بعد افتتاح جسر الملك فهد العام 1986.

عمق استراتيجي اقتصادي

وتمثل المملكة العربية السعودية عمقا استراتيجيا اقتصاديا لمملكة البحرين كونها أكبر سوق اقتصادي في الوطن العربي وتعتبر فرصة استثمارية كبيرة أمام القطاع الخاص البحريني لترويج البضائع والمنتجات البحرينية وتلك التي تصل البحرين (ترانزيت) في إطار سياسة إعادة التصدير ولاسيما أن اقتصاد البحرين يعد أكثر اقتصادات المنطقة تطورا وتحررا بفضل السياسة الاقتصادية التي اختطتها القيادة وصولا إلى الرؤية الاقتصادية 2030.

بيئة استثمارية حققت إشادة عالمية

وتعتبر زيارة خادم الحرمين الشريفين وما يتخللها من مباحثات اقتصادية فرصة لتعزيز سبل التعاون الاقتصادي والتجاري والتنموي المشترك ولاسيما في إطار سعي مملكة البحرين في جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية وتوفير كل الإمكانات لاستقطاب هذه الاستثمارات مع ما تتميز به مملكة البحرين من بيئة استثمارية ومالية ومصرفية وتشريعية وقانونية أشادت بها تقارير المنظمات الدولية الاقتصادية العريقة منها تقرير «الاستثمار العالمي 2009» الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الاونكتاد) الذي أشار إلى ارتفاع رصيد البحرين من الاستثمارات الأجنبية إلى أكثر من 18.84 مليار دولار بنهاية العام 2008 كما حققت مملكة البحرين المركز الأول خليجيا والثاني عشر عالميا في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وفقا لتقرير الاستثمار العالمي 2008 فيما تحتضن المملكة 414 مؤسسة مالية ومصرفية وشركة تأمين (نوفمبر/ تشرين الثاني 2009) بينما قفزت الموازنة الموحدة للجهاز المصرفي الى نحو 224.3 بنهاية سبتمبر/ أيلول 2009.

كما يجمع البلدين تعاون في المجالات الثقافية والفنية والأدبية انطلاقا مما يربط بينهما من وحدة اللغة والثقافة والتاريخ المشترك يعززه حرص جلالة الملك حمد بن عيسى على حضور مهرجان الجنادرية للتراث سنويا والذي يرعاه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

العدد 2781 - الأحد 18 أبريل 2010م الموافق 03 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً