العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ

«أبو الليف» كوميديا من الواقع تمتزج مع ألحان جميلة

ظاهرة أم تجربة شخصية؟

لفت الأنظار خلال الفترة الأخيرة، واستطاع أن يشد وسائل الإعلام العربية حتى الجادة والمحترفة منها، لأنها تتحدث عنه كظاهرة جديدة، وبثت الأخبار عنه وعن أغانية في تلفزيونات ومحطات الراديو، وعلى صفحات الصحف والمجلات المتخصصة بالفن والمشاهير، كما أنه اجتاح الإنترنت بعدة طرق من خلال المقاطع المصورة، أو المقاطع الصوتية لأغانيه أو حتى لمقابلاته، التي مازالت قليلة حتى الآن، بالإضافة إلى المنتديات، و»الفيس بوك» طبعاً، الذي استطاع أن يجمع له عدداً كبيراً من المتابعين والمؤيدين.

إنه «نادر أبو الليف» أو كما بات يسميه البعض «أبو الليف»، وطبعاً موضوع «الليف» هنا مجرد اسم مستعار لشخص اسمه الأصلي نادر أنور جابر، مطرب مصري شاب، قدم نوعاً جديداً من الأغاني الشعبية أو القريبة من مختلف فئات المجتمع على حد تعبير البعض، بأسلوب يجمع ما بين عدة معطيات ومقومات، أبرزها وأولها الغرابة والجدة والفكاهية، التي كانت السبب الحقيقي لبروزه بهذه الطريقة ما بين الأوساط المتابعة خلال الفترة الماضية.

وتتحدث أغاني «أبو الليف» عن قضايا الشباب المصري تحديداً، التي تقارب في الكثير من جوانبها قضايا أي مواطن عربي، عن علاقاته في مجتمعه، همومه الاجتماعية والعاطفية، رغبته في الاستقرار من دون الخضوع لشروط الحياة الجائرة التي تسود اليوم من غلاء معيشة وارتفاع كلف الزواج، وصعوبة الحصول على العمل، وقلة العدل في الفرص في كل شيء.

جميعها عبارات عبر عنها «أبو الليف» هذا برفقة مؤلف الأغاني المصري أيمن بهجت قمر، وأخرجاها بطريقة بسيطة تصدم المستمع للوهلة الأولى، لكنها تدعوه إلى الاستمتاع بها بعد مقطع أو مقطعين من الأغنية، غير أنها تترك بعد هذا إما مجموعة من الأسئلة والأفكار، هل «أبو الليف» نوع جديد من الفن العربي والأسلوب الشاب للتعبير عن قضاياه؟، هل هو ظاهرة فعلاً أم أنها تجربة شخص؟، مع أي الفئات ستصنف؟ وماذا عن الطابع الكوميدي في معانيها وتعابيرها؟، هل بإمكانها الارتقاء بمضامينها وأساليبها لتنافس الأعمال الراقية، أم أنها أنموذج مطور قليلاً عن النمط الشعبي الذي يقدمه المغني المصري الشعبي الشهير شعبان عبدالرحيم؟... وعقب كل هذا يأتي من يسأل هل ستعمم وتنتشر، ويتلقاها آخرون فيطورونها، أو يبدلونها أن يفسدونها حتى؟.

في مقابل هذه الأسئلة هناك من يجيب في سياق آخر، فهي ببساطة كما رآها بعض المعلقين وكما عبر عنها مؤلف كلمات أغاني «أبو الليف» الشاعر أيمن قمر، أنها حالة بني آدم بسيطة وما يغنيه وما يقوله هو حياته وتفاصيلها التي تشبه تفاصيل وحياة الكثيرين.

وفي مقابل الأسئلة المستهجنة، والمستفسرة مرات أخرى، والإجابات المبسطة كإجابة مؤلف أغاني «أبو الليف»، يقف البعض منتقداً للظاهرة، أو للتجربة لتفادي التعميم، فيرونها محاولة سطحية لاصطناع طريقة غنائية جديدة تشد الشباب العربي لفترة، أو على الأقل تشغله بأخبارها والجدل الدائر حولها أكثر من التدقيق في معطياتها وأهميتها. ويضيف المتحدثون من هذه الفئة أن طريقة عرض أغاني وألبوم «أبو الليفط حتى استعراضه لشخصه أمام الكاميرا في فيديو كليبات أغانيه البسيطة، فيها الكثير من الامتهان والإهانة للمغني الذي يظهر في شكل رجل الكهف البدائي، وبطريقة مضحكة في كثير من اللقطات الكاريكاتيرية، وهو يمتلك خامة صوت مميزة تصنف ضمن نوع مقرب للكثير من المستمعين، وخصوصاً في الشارع المصري.

ولعل هذا الأسلوب كان جزءاً من الفكرة الأساسية التي يقوم عليها مشروع المغني الصاعد «أبو الليف»، الذي استلهم أعماله من تفاصيل حياته الشخصية في غالب الأحيان، وقدمها بأسلوب جميل ومبدع وبألحان جميلة جداً، محاولاً بطريقة ما أن يقدم من خلالها همومه وهموم من حوله بطريقة أقل تكلفاً ومأسوية، ليتقبلها المتلقي الذي بات فعلاً يبحث عن الترفيه والمتعة، في كثير من الأحيان، ما لم نقل دائماً، من دون أي بحث عن مضامين ومعان وإبداع راق.

العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:30 ص

      العبط

      ان اغاني ابو الليف سيئة جدا وشكلة ولبسة اقزر من بعض

اقرأ ايضاً