العدد 736 - الجمعة 10 سبتمبر 2004م الموافق 25 رجب 1425هـ

«أحلى الكلام» والكيل بمكيالين

المنامة - محمد مسعد الصيادي 

10 سبتمبر 2004

منذ ان تسلم الشاعر العريق محمد خلف عبدالله مسئولية اعداد هذا البرنامج وإلى يومنا هذا وهو يراوح في المربع الاول أو حتى قل ان الرجل لم يقدم جديداً أي انه لم يستطع تجاوز من سبقوه في هذا البرنامج من الشاعر عبدالرحمن المضحكي إلى الشاعر حسن بن صياح النعيمي إلى الشاعر خلف العنزي في البدء والختام كل ما عمل الصديق محمد خلف هو انه لم يشذ عن القاعدة فركز كمن سبقوه على الاسماء ذاتها محليا وخليجيا وكأن الجميع هنا يعانون من عقدة النقص أي انهم لا يستطيعون ان يوفقوا بين هذه الساحة والتي البرنامج برنامجها اصلا والساحة الخليجية التي فتنوا بها حتى انهم لم يعد يروق لهم غيرها صحيح ان الساحة تلك جميلة ورائعة وان لديها من الشعراء الكثير الكثير لكن الصحيح ايضا هو ان لديها الكثير من الأضواء وان ساحة البحرين الشعبية تستحق الكثير من الضوء سيما والبرنامج يمثلها في المقام الاول والاخير ما يحسب على البرنامج وليس له هو انه سوّى سباقا للقصائد وفرض من خلال تلك المسابقات فوز شعراء شباب نحترمهم ونقدر مواهبهم على عمالقة الشعر في الخليج حتى غمز من غمز ولمز من لمز والبقية معروفة للجميع قد يقول قائل ان البرنامج قدم الكثير وسلط الضوء على الكثير لكننا هنا نؤكد للجميع ان من سلطت الاضواء عليهم من خلال البرنامج هم فئتان وحسب. فأما الفئة الأولى فهم من يبحثون عن الشهرة وبأي ثمن وهم من يقحمون انفسهم في كل البرامج عبر الفضائيات كهواة حتى يتخيل المرء انهم يتسولون الشهرة وبأساليب رخيصة يأبى غيرهم ممارستها.

وأما الفئة الثانية فهي تلك الفئة التي لا تملك الشعر لكنها تملك الأهم من الشعر والأهم هنا يعرفه الجميع بمن فيهم الصديق المعد نفسه وحتى لا ندع مجالاً للشبهات لابد من القول الصريح المريح وهو ان تلك الفئة هي الموصى عنها من قبل من يقفون وراء الكواليس والدليل القاطع هو ان من التقاهم البرنامج هم انفسهم من التقي بهم في المرات السابقة وكأن الساحة لهم وحدهم وحسب ثم أو ليس من حق الآخرين الدلو بدلوهم في امر الساحة والذي هم جزء منها شاء من شاء وابى من ابى وحتى يكون لطرحنا صدقية لابد هنا من التساؤل والتساؤل هو لماذا مثلا لم يلتق البرنامج بالشعراء الذين حققوا جائزة اجمل ديوان على مدى الخمس السنوات الماضية وهي عمر المسابقة والتي استحدثتها مشكورة جمعية الشعر منذ تأسيسها.

وإذا لم يعرف المعد تلك الاسماء الرائعة والجميلة فلا بأس من تذكيره إذ ان الذكرى تنفع المؤمن اما ان كان البرنامج قد التقى باحد من نال تلك الجائزة مثلا فإن السؤال المشروع هنا هو لماذا لم يلتق بالبقية اليسوا جميعا اخوة يحملون الهم الأدبي والاخلاقي نفسه وبالتالي يصبح المعد ملزما هنا بعدم الكيل بمكيالين والنظر للجميع بحياد تام. واذا ما كان المعد محايدا فإنه ولاشك سينتصر للشعراء الأكثر التصاقا بالشعر لا الشعراء الذين يرون ان الشعر عبارة عن ترف فكري ليس الا والبحث من خلاله على مكاسب تزيد من مكاناتهم الاجتماعية وتحسين اوضاعهم المادية. على ان هناك تساؤل ملح آخر وربما أكثر اهمية وهو لماذا لم يحتف بالفائزين اصلا وهم الذي قدموا ما لم يقدمه غيرهم ثم وهذا هو الاهم أو ليسوا جديرين بالفوز مثلا واذا كانت الاجابة بنعم فانها ولاشك مصيبة بل وام الصائب جسدها قول الشاعر:

ان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبه اعظم

حتى لا تكن المصيبة اعظم فلا بد من القول ان على هذا البرنامج الذي يمثل الساحة ان يعيد ترتيب اولوياته على اساس من الصدقية والولاء للشعر وحسب واذا ما بدأ الصديق العزيز محمد خلف بالخطوة الأولى فان العجلة ستدور لا محالة والاهم هنا انها ستدور بالاتجاه الصحيح على ان محمد سيكون البوصلة التي تحدد الطريق وسيسجل له انه قد خرج عن المألوف الذي اصبح مملا بسبب تكراره.

اخيراً اتعشم من محمد خلف ان يرد على بعض الأسئلة بصدق وموضوعية وان لا يضيق من النقد وان لا يعمل بمقولة رعات البقر (من لم يكن معنا فهو ضدنا) ومن تلك الأسئلة على سبيل المثال:

اولا: هل تغيرت قناعاتك التي كنت تؤمن بها؟ بمعنى آخر هل هناك من يستر البرنامج ويحدد اجندته غيرك كمعد؟

ثانيا: هل هناك قائمة سوداء؟ جعلتك تدور في فلك شلة بعينها؟

ثالثا: إذا ما افترضنا ان تلك مجرد ادعاءات لا اساس لها من الصحة فهل يقبل الشاعر أي شاعر ان يمنع شاعراً آخر من الشعر؟ لمجرد اختلاف في وجهات النظر؟ بمعنى هل تؤيد من يحاولون تطهير الساحة من الشعراء اصحاب وجهات النظر المخالفة لمجرد الانتصار للذات؟ والله من وراء القصد

العدد 736 - الجمعة 10 سبتمبر 2004م الموافق 25 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً