العدد 737 - السبت 11 سبتمبر 2004م الموافق 26 رجب 1425هـ

الحقيقة المتأخرة...!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

رغم مرور ثلاث سنوات على حوادث سبتمبر/ أيلول في نيويورك وما ترتب على ذلك من نتائج لايزال يدفع ثمنها العرب والمسلمون في أرجاء مختلفة من العالم بسبب الجهل والغفلة الحكومية في بعض الدول العربية والإسلامية التي كانت تنمي روح التطرف والأسلمة على طريقة التشدد لا الاعتدال اعتقادا منها أنها ستقضي على تيارات «التكفير» أبان حرب أفغانستان ضد قوات الاتحاد السوفياتي السابق.

هذه الحرب المفتعلة التي جذبت إليها الشباب بحجة «الجهاد» بل ودفعت مصالح هذه الدول الولايات المتحدة التي كانت تناهض سياسات الاتحاد السوفياتي آنذاك إلى دعمها وإعلان تضامنها.

لقد تم تغذية التيارات الإسلامية المتطرفة لضرب التيارات اليسارية والقومية المختلفة التي كانت متنامية تحديدا في العالم العربي في فترات الستينات والسبعينات بل إن النغمة التي بدأت تطلقها تلك التيارات المتشددة فيما بعد هي الدفاع عن إسلامية أفغانستان وغيرها من الشعارات التي كانت تروج إليها وتدعمها جهات رسمية وأهلية من اجل تعزيز هذا المبدأ المتشدد ومعاداة لكل ما هو نقيض للهوية الإسلامية.

إن ما حدث في سبتمبر لم يكن مجرد تحد لسياسات الإدارة الأميركية تجاه قضايا الشرق الأوسط التي ظلت ولاتزال في الصف الإسرائيلي المدعومة باللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بل هو تحد استغلت فيه هذه القضايا مع الإسلام شعارا لتصفية حسابات قديمة بين تنظيم » القاعدة» وإدارة جورج بوش (الابن) الحالية التي هي الأخرى تستغل شعارات المسيحية التي يطلقها الرئيس الأميركي في خطاباته التي تعبر عن وجهة نظر إدارته التي تنتمي إلى حركة اليمين المسيحي الموالية للحركة الصهيونية... كل ذلك تحت مظلة الحرب على الإرهاب.

وعلى رغم ذلك فإن الإرهاب الذي راح ضحيته الأبرياء واستنزفت فيه تحديدا أموال الخليج ودماء أبنائه الذين تحولوا إلى كتائب موت مسيسة وخاضعة ما هي في واقع الأمر إلا حرب بين بن لادن و بوش... وبوش مع بن لادن... والباقي لا يهم

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 737 - السبت 11 سبتمبر 2004م الموافق 26 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً