العدد 701 - الجمعة 06 أغسطس 2004م الموافق 19 جمادى الآخرة 1425هـ

«الهندسة القيمية» بلباس بحريني

بعد «إدارة الأداء»... الأشغال تدشن VALUE ENGINEERING

بعد أن دشنت وزارة الأشغال والإسكان مبادئ «إدارة الأداء» في دوائرها، بدأت الحديث عن برنامج آخر للتطوير الإداري هو ما يطلق عليه «الهندسة القيمية» VALUE ENGINEERING. وقالت الوزارة في بيان صدر الاسبوع الماضي إنها اعتمدت تقنيات الهندسة القيمية وطبقتها في أحد المشروعات الرئيسية في نهاية الشهر الماضي، وأنها بدأت بتطبيق التقنيات المتصلة بالهندسة القيمية على مشروع مستشفى الملك حمد في المحرق.

ولكن، ما هي الهندسة القيمية؟ وما أهميتها؟ وهل هي ذاتها «إدارة الجودة» باسم آخر؟

في الواقع أن مسمى «الهندسة القيمية» قديم، وهو أقدم من مسمى «إدارة الجودة الشاملة»، والاثنان حاليا مترابطان ويخدمان بعضهما الآخر، لأن الهندسة القيمية تهتم «بالتطوير التدريجي المستمر»، وهو ما يطلق عليه اليابانيون «كايزان»، وهو أيضاً يعتبر إحدى دعائم «إدارة الجودة الشاملة» ... إذاً ما هو الفرق؟

الفرق يكمن في الأسلوب والتفاصيل التي تعتمد على «التحقيق» في «قيمة» كل عمل تقوم به المؤسسة في سبيل إنتاج السلعة أو إنجاز المشروع أو تقديم الخدمة. وقد كان الحديث عن «الهندسة القيمية» بدأ في قطاع التصنيع في أميركا وأوروبا، وكان ينبع من فكرة تقول: «إن كل منتج له مهمة، ويجب طرح السؤال فيما إذا كانت المواد، أو التصميمات، أو طريقة الإنتاج والتنفيذ يمكن إنجازها بوسائل أقل كلفة ومن دون التضحية بالجودة».

دعاة «الهندسة القيمية» يقولون إن الأسلوب «منظم» وله منهجية ويعتمد على «المراجعة المستمرة» للتصاميم أوطريقة تنفيذ المشروع أو إنتاج السلعة أو تقديم الخدمة. ويقولون إن هذا الأسلوب «الممنهج» يمكن استخدامه أثناء التصميم أو التنفيذ أو الصيانة أو حتى مراجعة موضوع بشكل شامل.

الأسلوب «الممنهج» يبدو كأنه حديث عن هيكلية كبيرة، ولكن دعاة هذا الأسلوب يقولون العكس... فكل ما يحتاجه الأسلوب هو «فريق عمل مدرّب» على طرح الأسئلة والتحقيق في الموضوعات المطروحة للدراسة بأسلوب يخلص إلى نتيجة تتم الموافقة عليها بحسب الصلاحيات الإدارية والفنية ومن ثم يتم تنفيذها. والمشتركون في فريق العمل يتم تدريبهم على طرح أسئلة مباشرة مثل: ما هي هذه الجزئية؟ كم تكلف؟ ماذا تعمل؟ أو ماذا تفيد؟ كيف نستطيع الحصول على الغرض نفسه بوسيلة أخرى، أو من خلال إعادة تصميم الجزئية؟ ما هي كلف البدائل؟

ولكن هذه الأسئلة تبدو عشوائية، فكيف يتم التطرق إليها بأسلوب منهجي؟ دعاة الهندسة القيمية يقولون إن ذلك يتم عبر الخطوات الآتية:

أولاً - جمع المعلومات، والهدف من هذه الخطوة هو التعرف على الجزئية (منتج، سلعة، خدمة، جزء من المشروع أو المشروع بكامله). ويتطلب الأمر التعرف على أهمية الجزئية ومعرفة تاريخها وماذا ستقوم به والاطلاع على كل التفاصيل المتعلقة بوظائفها.

ثانياً - تحليل المهمة، وفي هذه الخطوة يقوم الفريق بالتعرف على المهمات الأولية والمهمات الثانوية لكل جزئية. المهمة الأولية هي كل شيء لا يمكن التخلص منه لأنه أساسي ومطلوب ومن دونه لا يتحقق الهدف. المهمة الثانوية هي تلك التي تؤثر على الجودة أو السهولة أو الصفة الجمالية للجزئية.

ثالثاً - العصف الذهني، وفي هذه الخطوة يفسح المجال لأفراد الفريق بانطلاق أفكارهم من دون حدود لتحديد البدائل. ويمنع على أي شخص أن يعترض على أية فكرة، لأن الأفكار التي تبدو تافهة في بداية الأمر قد تتطور لاحقاً. والعصف الذهني له عدة أدوات يمكن التدرب عليها.

رابعاً - التحليل والتخطيط، وهي خطوة تأتي بعد استعراض كل البدائل يقوم الفريق بتحليل الأداء المتوقع في حال اختيار بديل من البدائل، وما هي الكلفة المتوقعة.

خامساً - التنفيذ والمتابعة، وهذا يتطلب من الفريق المختص قدرات إدارية لتخطيط كيفية تنفيذ الخيارات والبدائل ومتابعتها وقياس نتائجها.

وهذا يعود بنا إلى حديث كثر الحديث عنه وهو «العمل كفريق واحد» TEAMWORKING مع فارق واحد، وهو أن اجتماع الفريق (المتخصص في الهندسة القيمية) له غاية محددة وهي طرح البدائل التي تقلل الكلفة من دون خفض جودة الجزئية او الموضوع قيد الدرس، وان الفريق يعمل ضمن رؤية متكاملة ومُدرك لما يقوم به ضمن المخطط الأكبر لمهمات المؤسسة المعنية.

وزارة الأشغال والإسكان أعلنت أن خطتها تشمل تنفيذ أربع ورش عمل لتطبيق الهندسة القيمية في المراحل المختلفة لمشروع مستشفى الملك حمد، وهي خطة طموحة ويمكن أن تُستخدم كنماذج وحالات دراسية يمكن اعتمادها في المشروعات الكبرى ضمن برامج الجودة الشاملة التي ازداد الحديث عنها حديثاً في مؤسسات القطاعين العام والخاص

العدد 701 - الجمعة 06 أغسطس 2004م الموافق 19 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً