العدد 701 - الجمعة 06 أغسطس 2004م الموافق 19 جمادى الآخرة 1425هـ

إمهال الصدر 24 ساعة لمغادرة النجف

اشتباكات عنيفة بين ميليشيا الصدر و«المتعددة» وتضارب بشأن حصيلة القتلى

اتخذت الحكومة العراقية أمس موقفاً متشدداً من الزعيم الديني السيدمقتدى الصدر، وأعلنت خوضها حرباً ضد ميليشياته في كل العراق، وأمهلته 24 ساعة لمغادرة النجف. في حين قال «البيت الشيعي» انه يعمل على حل الأزمة.

في غضون ذلك، اقتحمت دبابات وآليات عسكرية أميركية المدينة من ثلاث جهات تساندها مروحيات، وجرى اشتباك عنيف بين القوات الأميركية و«جيش المهدي» على شكل حرب شوارع. وتحصنت القوات الأميركية فوق أسطح المباني وقامت بأعمال قنص عشوائي وسمع دوي انفجارات فيما شوهدت سحب الدخان تتصاعد من عدة مناطق.

وقال المتحدث الأميركي ان القوات الأميركية قتلت 300 من أتباع الصدر في المعارك المستمرة في النجف منذ يومين. وذكرت كاري باتسون ان قوات مشاة البحرية تكبدت قتيلين و12 جريحا. لكن متحدثا باسم الصدر كذّب هذه الأرقام وقال إن «جيش المهدي» لم يفقد سوى 36 مقاتلا في كل أنحاء العراق.

ومن جهته، أمهل محافظ النجف عدنان الذرفي، قوات الصدر فترة 24 ساعة لمغادرة المدينة. وقال: إن «العمليات العسكرية مرهونة بخروج الميليشيات». وأوضح أن «هذا يعني توقف العمليات العسكرية فلا مجال للحلول الوسطى أو عقد هدنة مع هذه الخروقات».

وتعهدت الحكومة بالقضاء على الميليشيات غير القانونية التي تعمل في البلاد، مؤكدة أن الهجمات التي تشن حالياً ضد «جيش المهدي» ستتوسع لتشمل مناطق أخرى.

يذكر أن نطاق المعارك بين أنصار الصدر والقوات المتعددة اتسع أمس وشمل مناطق أخرى.


السيستاني يصل لندن ويخضع لفحوصٍ الاثنين

الوسط، لندن - المحرر السياسي، وكالات

وصل المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني، أمس إلى لندن لتلقي العلاج بعد تعرضه لـ «مشكلة بسيطة في القلب» كما أفاد متحدث باسمه. وأكد صهر السيستاني في اتصال هاتفي بـ «الوسط» وصول المرجع سالماً إلى لندن، وقال إنه سيخضع إلى الفحوص الطبية يوم الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن صحته تحت المراقبة. فيما قال السكرتير الخاص، للمتحدث باسم السيستاني في لندن، مرتضى الكشميري ان المرجع «سيخلد للراحة بضعة أيام ثم سنرى ماذا سيقرر فريقه الطبي». من جهته، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية ان السيستاني يقوم بزيارة «خاصة» ولن يلتقي أي مسئول رسمي. وفي بغداد، قال مستشار الأمن القومي موفق الربيعي ان رحلة السيستاني كانت مخططا لها منذ أسابيع. وأجاب ردا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت مغادرة المرجع مرتبطة بالهجوم على ميليشيا الصدر بقوله «انه أمر سخيف تماماً».


البيت الشيعي يتحرك لحل الأزمة والحكومة تعلن الحرب على الميليشيات

معارك دبابات وغارات جوية ضد أنصار الصدر في العراق

عواصم - وكالات

ذكر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يتزعمه السيد عبدالعزيز الحكيم أمس أن البيت الشيعي اتفق على إجراء لقاء مع الزعيم الديني مقتدى الصدر في محاولة لحل الأزمة ووقف المعارك الدائرة بين القوات الأميركية وميليشياته.

وقال بيان في النجف إن «البيت الشيعي اتفق في لقاء طارئ عقده الخميس على تحقيق لقاء بين موفدي الصدر ورئيس وأعضاء اللجنة التي كلفها البيت الشيعي لحل الأزمة». وناشد طرفي النزاع «ضبط النفس والاستجابة لمنطق الحوار البناء والحل السلمي لهذه الأزمة والابتعاد عن استخدام العنف والسلاح».

وأوضح انه «فوجيء بتفجر الموقف من جديد وحصول اشتباكات عنيفة بين أجهزة الشرطة والجيش العراقي وبمساعدة القوات متعددة الجنسيات وبين جيش المهدي ما أثار مكامن القلق من جديد وجعل المدينة مرشحة لارباكات أمنية واجتماعية كبيرة».

وأعرب عن أمله في أن «يتحقق الحل السلمي الكفيل بمعالجة الموقف بشكل كامل وتجنب التقاتل العراقي العراقي واستثمار جميع الطاقات في بناء الوطن الذي كان عرضة للخراب».

في المقابل أكدت الحكومة أنها تعهدت القضاء على الميليشيات غير القانونية، موضحة أن الهجمات ضد ميليشيات الصدر يمكن أن تتوسع لتشمل مناطق أخرى. وقال جرجس هرمز سادة الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء أياد علاوي «نحن مقتنعون مئة في المئة أنه لا يجب أن تكون هناك في البلاد ميليشيات تعود لأي طرف كان». وأضاف ان «الذين لا يفعلون ذلك سنعتبرهم إرهابيين ومجرمين يعملون ضد القانون وسنتخذ بحقهم الخطوات الضرورية كافة».

وردا على سؤال فيما إذا كانت هذه الهجمات ستتوسع لتشمل مدنا أخرى وخصوصا الفلوجة والرمادي أو سامراء، قال إن «هذا يشمل كل مكان» وتابع «هل تريدون أن اكرر وأعيد أيا كان المكان أو الزمان وايا كان الطرف».

وقال إن «المعركة مستمرة وكنا نحاول المضي في خوض غمارها بأنفسنا ولكننا طلبنا من القوات المتعددة الجنسيات» المساندة. وأضاف ان «قوات الأمن تقاتل إلى جانب القوات متعددة الجنسيات التي هي غالبيتها أميركية وتعمل عملا رائعا». وردا على سؤال عما إذا كانت الهجمات جزءا من خطة الطوارئ قال «نعم ممكن أن نقول ذلك».

وكان مقرب من الصدر شن أمس هجوما عنيفا على وزير الداخلية فلاح النقيب، بسبب تصريحاته أمس الأول ضد التيار الصدري. وقال الشيخ ناصر الساعدي في خطبة الجمعة في مدينة الصدر ان «ما يسمى بوزير الداخلية كان صرح بأن تيار الصدر هم زمرة إرهابية ويجب إخراجها إلى خارج العراق».

وأضاف «نحن نسأله أن كان لديه ضمير أو ذرة من الغيرة العربية أو الإنسانية: هل التيار الذي رفض أن يضع يده في يد أي متآمر وبيد المحتل هو الذي تسميه بالإرهاب، وتقول سنرميه خارج العراق، فهل العراق ملك أبيك».

وتابع الساعدي أن «العراق عراقنا ونحن نرفض ونشجب تصريحاتك هذه التي تذكرنا بتصريحات صدام الهدام». كما انتقد الساعدي محافظ النجف عدنان الذرفي متهما إياه بالوقوف وراء تأزم الأوضاع. وقال إن «من يتحمل مسئولية ما حدث في النجف هو المحافظ لاستدعائه الأميركان». وتابع أن «هذا يدل على عمالة هذا الشخص».

ومن جانبه أمهل الذرفي قوات الصدر 24 ساعة لمغادرة المدينة. وبحسب المحافظ فإن «القوات الأميركية سيطرت سيطرة كاملة على مقبرة وادي السلام وتحاول إغلاق المنطقة حول الصحن الحيدري الشريف» وقتلت 400 من الميليشيا.

كما أكد الشيخ عبدالرزاق النداوي أبرز مساعدي الزعيم في كربلاء أن أنصار الصدر و«جيش المهدي» سيواصلون قتالهم ضد القوات الأميركية والأجنبية «حتى يتم طردهم بشكل نهائي». وقال «سنقاتل إلى آخر رمق».

ولم تشهد كربلاء أية عمليات مسلحة على غرار ما تشهده النجف والناصرية والبصرة وبغداد. وتنتشر دوريات من الشرطة وقوات الحرس الوطني في ضواحي وأحياء المدينة فيما تتمركز القوات الأميركية على مشارفها.

وقال الصدر في رسالة قراها الشيخ جابر الخفاجي في الكوفة، «يقول الرئيس إن أميركا هي شريكتنا أما أنا فأقول إن أميركا هي عدوتنا». وحذر الشرطة من «القيام بأي اعتداء مسلح ضد أي تظاهرة سلمية» مؤكدا أن «أي تعرض من هذا النوع سنقف ضده». وشدد على أن «المؤتمر الوطني ليس وطنيا بل أميركيا ولن نشترك بأي مؤتمر من هذا النوع».

وعلى صعيد متصل أعلن الموفد الدولي الخاص جمال بن عمر ان استمرار أعمال العنف يهدد جوهر المؤتمر الوطني.

وأوقعت الهجمات خلال الـ 24 ساعة الماضية ما لا يقل عن 52 قتيلا و174 جريحا في عدد من المدن وخصوصا النجف، إذ أفاد شهود أن دبابات أميركية تقدمت نحو وسط المدينة إذ تمركز جماعات الصدر. وكان الطيران الأميركي قصف الجمعة بالصواريخ مواقع في المدينة وفي مقبرة السلام.

ومنذ الخميس قتل عشرة عراقيين وأصيب 40 بجروح في النجف لكن ضابط أميركي كبير قال أمس ان مشاة البحرية قتلوا ما يقدر بنحو 300 من المقاتلين الموالين للصدر في النجف في اليومين الأخيرين لكن متحدثا باسم الصدر فند هذه الأرقام وقال إن «جيش المهدي» لم يفقد سوى 36 مقاتلا في كل العراق.

وفي الكوفة استقبل مستشفى ثلاثة قتلى وتسعة جرحى. وفي مدينة الصدر قتل 26 عراقيا وأصيب تسعون آخرون بجروح. وفي البصرة قتل مالا يقل عن خمسة عراقيين وأصيب ثلاثة آخرون بجروح. وفي الناصرية قتل سبعة مدنيين وأصيب 13 بجروح. وفي العمارة أصيب ثمانية مدنيين ودخلت أكثر من 30 دبابة بريطانية المدينة أمس.

وقتل اثنان من (المارينز) الخميس في النجف حسبما أفاد بيان صادر عن الجيش الأميركي. كما أفاد بيان صادر عن القوات متعددة الجنسيات الجمعة أن 15 جنديا أميركيا أصيبوا بجروح مختلفة في هجمات متفرقة في بغداد وضواحيها.

في غضون ذلك قال متحدث أميركي إن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 20 بجروح في سامراء أمس خلال عملية للقوات الأميركية لضبط المقاومين تدخل فيها الطيران. كما ذكرت مصادر في شرطة الرمادي أن مدرعة أميركية دمرت بمنطقة النساف خلال هجوم نفذه مسلحون.

وفي ملف الرهائن قال مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية أمس إن أربعة سائقين احتجزوا رهائن. وذكر أن الأربعة اسروا الخميس بينما كانوا يقودون شاحنات بين بغداد والرمادي.


ميغاواتي في السعودية لبحث «القوات الإسلامية»

المدينة المنورة - أ ف ب

بدأت الرئيسة الاندونيسية ميغاواتي سوكارنوبوتري أمس زيارة للسعودية تستغرق يومين لإجراء محادثات مع القادة السعوديين بشأن العراق والعلاقات الثنائية.

وكانت مصادر سعودية أعلنت أن الرئيسة الاندونيسية ستبحث مع القادة السعوديين «القضايا الإسلامية والعربية بما فيها احتمال إرسال قوات مسلمة إلى العراق». وكان وزير الخارجية الاندونيسي صرح الجمعة الماضي بأن جاكرتا لن ترسل قوات إلى العراق إلا في إطار بعثة حفظ سلام برعاية الأمم المتحدة.

على صعيد متصل، أعلن قائد القوات المسلحة الماليزية الفريق أول محمد زاهدي زين الدين أن قوات بلاده مستعدة وفى انتظار أمر الحكومة للخدمة في العراق تحت أشراف ورعاية منظمة «المؤتمر الاسلامي»

العدد 701 - الجمعة 06 أغسطس 2004م الموافق 19 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً