العدد 701 - الجمعة 06 أغسطس 2004م الموافق 19 جمادى الآخرة 1425هـ

لماذا إرهاب العالم بمعلومات قديمة!

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

أكد المسئولون الأميركيون وعلى رأسهم وزير الأمن القومي توم ريدج أن غالبية المعلومات التي تم الحصول عليها من أعضاء في «القاعدة» معتقلين في باكستان وأدت إلى رفع درجة التأهب الأمني في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا الأسبوع الماضي تعود إلى ما قبل ثلاث أو أربع سنوات.

لقد قاد هذا الإنذار إلى أن تتخذ المؤسسات المالية الكبرى تدابير احترازية إضافة إلى تلك التي قررتها بعد بدء الحرب على الإرهاب ومنها نقل بعض فروعها الرئيسية إلى مواقع أخرى، وتحمل أعباء الحراسة الأمنية، إذ قامت إدارات الشرطة بنشر أفراد مدججين بالسلاح في كل موقع ما زاد من إرهاب المواطن العادي، وربما قاد هذا التأهب الأمني إلى إلغاء أو تأجيل برامج مختلفة اجتماعية وحكومية، والتأثير سلباً على صناعة السفر والسياحة.

لماذا تتعامل الإدارة الأميركية بهذه العقلية مع شعبها وشعوب العالم وإرهابهم بمعلومات عفا عليها الزمن؟ شغلت الولايات المتحدة العالم كثيراً بتحذيراتها من وقوع هجمات وشيكة وتوجيه النصائح لرعاياها بعدم السفر إلى هذه الدولة أو تلك على رغم أن العالم لم يشهد كارثة أخرى بحجم هجمات 11سبتمبر/ أيلول.

يبدو أن هناك مصلحة من وراء هذه الإنذارات تتمثل في تنشيط «الذاكرة العالمية» بأن الحرب على الإرهاب مازالت مستمرة وفاعلة، وان الإرهابيين (وجلهم مسلمون) مازالوا نشطين وتأجيج عداء المجتمع الدولي تجاه العالمين العربي والإسلامي، وهناك مصالح شبه فردية تتمثل في إيجاد زبائن معنويين للمكاتب والشركات المختصة بتوفير الحماية والسلامة الأمنية وغالبيتها تعود ملكيتها إلى جنرالات متقاعدين ومسئولين كبار في الإدارة الأميركية الحالية.

ثم أن الهدف الأسمى يتمثل في كسب الانتخابات الرئاسية الوشيكة، فكان لابد من إثبات أن إدارة بوش قلبها على أمن أميركا والعالم بأسره. كل هذا يتناقض مع شعار آخر لبوش حينما يطل في كل مؤتمر صحافي ويقول ان العالم أصبح أكثر أمناً بعد الإطاحة بصدام ومن قبل «طالبان» وكسر شوكة «القاعدة»

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 701 - الجمعة 06 أغسطس 2004م الموافق 19 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً