العدد 702 - السبت 07 أغسطس 2004م الموافق 20 جمادى الآخرة 1425هـ

بوش يستخدم التهديدات الإرهابية لكسب الانتخابات

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

يسود اعتقاد على نطاق واسع لدى الجمهور الأميركي أن الرئيس جورج بوش سيفعل هو وكبار مستشاريه أي شيء للاحتفاظ بسيطرته على البيت الأبيض بالفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. ويقول محللون إن من أبرز الأدوات التي يستخدمها البيت الأبيض في ذلك هو نشر التهديدات بأن «القاعدة» ستهاجم أميركا، وأن الأمن الداخلي معرض للخطر. غير أنهم أكدوا في الوقت نفسه أنهم لا يعتقدون بوجود خطر داهم من «القاعدة». ويعزو جاسون ليبولد لجوء بوش ومساعديه إلى استخدام تلك التهديدات إلى نتائج استطلاعات الرأي بشأن أداء بوش، إذ يلاحظ نشرها ورفع حال التأهب في البلاد عندما تبدأ نسبة الموافقة على أداء بوش بالهبوط، إذ تقوم الحكومة الأميركية على الفور بإصدار تحذير من عمليات إرهابية وشيكة. ويؤكد ليبولد أن ذلك ليس مصادفة. وكان عدد من زعماء الحزب الديمقراطي انتقدوا «سياسة الخوف والتخويف» التي تنشرها حكومة بوش في أميركا. وقال العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ إدوارد كنيدي في 27 من الشهر الماضي «إن معركتنا تخاض ضد سياسة الخوف والمحسوبية حتى هنا في بلادنا». فيما اتهم المرشح الديمقراطي السابق لانتخابات الرئاسة الأميركية هوارد دين، بوش بنشر سياسة التخويف للإبقاء على الأميركيين مرعوبين يسكنهم الخوف ولا يدرون ماذا يفعلون من أجل أغراض انتخابية ومصالح سياسية لم تعد تخفى على أحد.

وأشار ليبولد إلى أن كل إنذار عن حدوث هجوم إرهابي كان يصدر عندما تكون نسبة الموافقة على أداء بوش منخفضة وعندما تكون هناك أخبار سيئة عن الحرب على العراق. ويقول ليبولد إنه يمكن التأكد من ذلك لدى زيارة مواقع وزارة الأمن الداخلي ووزارة العدل على شبكة الانترنيت لكي يتم التأكد من أن التحذيرات بشأن هجمات إرهابية صدرت متزامنة مع نشر استطلاعات الرأي بشأن انخفاض نسبة موافقة الأميركيين على أداء بوش. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسئول أميركي كبير لم تذكر اسمه قوله إن نشر تحذيرات بشأن هجمات إرهابية منذ شهر مارس/ آذار 2003 «قد تكون أيضا حيلة لرفع نسبة التأييد للرئيس أو تحويل الانتباه عن تصاعد عدم شعبية الحرب على العراق». ونشرت مجلة «نيوريبابليك» اليمينية التي تعتبر من صحف المحافظين الجدد، تقريرا في 27 يوليو/ تموز الماضي بعنوان «مفاجأة يوليو» قالت فيه إن أعضاء كبار في حكومة بوش ضغطوا على مسئول كبير في المخابرات الباكستانية لاعتقال أو قتل من أسموهم «إرهابيين مهمين كبار» خلال أيام المؤتمر الثلاثة الأولى، في محاولة لتعزيز مكانة بوش في استطلاعات الرأي في وقت يكون فيه من المؤكد أن يحصل المرشح الديمقراطي جون كيري على زيادة إضافية في نسبة التأييد له. وهناك أمثلة أخرى في هذا المجال منها أنه في الأسبوع الماضي، وفي نهاية مؤتمر الحزب الديمقراطي أظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة «نيوزويك» أن كيري يتفوق على بوش بنسبة 52 بالمئة إلى 44 في المئة.

وفي أقل من 3 أيام بعد ذلك أعلن وزير الأمن الداخلي توم ريدج أن «القاعدة» تريد أن تنسف أهدافا في نيويورك ونيوجيرسي وواشنطن. وعلى رغم انكشاف عدم وجود معلومات استخبارية جديدة بهذا الشأن وأن المعلومات التي استند عليها التحذير ورفع درجة التأهب الأمني وعرقلة الحياة العادية للناس إلا أن ريدج أصر على الإبقاء على درجة التأهب المرتفعة حتى انتخابات نوفمبر، عل وعسى أن يحدث ما يتوقعونه. فأعلن بوش الاثنين الماضي أن «أميركا في خطر»

العدد 702 - السبت 07 أغسطس 2004م الموافق 20 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً