العدد 704 - الإثنين 09 أغسطس 2004م الموافق 22 جمادى الآخرة 1425هـ

ألمانيا تخشى هزيمة جديدة من دفاع المتصدق

سمير عواد comments [at] alwasatnews.com

عادت مدينة هامبورغ لتجتذب ممثلي وسائل الإعلام من أوروبا والعالم، فهي بنظر الأميركيين والمدعي الفيدرالي العام في ألمانيا كاي نيهم المكان الذي خططت فيه خلية محمد عطا للهجوم على أميركا بتاريخ 11 سبتمبر/ أيلول العام 2001، ولذلك فإن الطالب في الجامعة التقنية المغربي منير المتصدق ينتمي لتنظيم أجنبي إرهابي وشارك بدور في هجمات سبتمبر وبالتالي تحمل مسئولية القتل في أكثر من ثلاثة آلاف حالة.

ولذلك فإنه يستحق العقوبة القصوى التي صدرت ضده من قبل محكمة هامبورغ في العام الماضي وهي الحبس 15 سنة. لكن الأمور لم تجر تماما مثلما تمنى نيهم فقد انتقدت المحكمة العليا الألمانية قرار محكمة هامبورغ ونقضته واعتبرته لاغيا لأن واشنطن رفضت الاستجابة لطلب القضاء الألماني بأن يمثل شاهدان مهمان أمامها لسؤالهما عن علاقة المتصدق بهجمات سبتمبر.

ورأت المحكمة العليا مثلما رأى كثير من المراقبين أن المتصدق لم يكن أكثر من مجرد كبش فداء. فواشنطن اتهمت أجهزة الأمن الألمانية بالتقاعس عن الكشف مبكرا عن 'خلية هامبورغ' ودفعت اتهامات الفشل عن نفسها. لكن في وقت لاحق تم الكشف عن سر مهم زعزع ثقة الأميركيين بـ «السي آي إيه» والشرطة الفيدرالية الأميركية حين ذكرت مصادر مسئولة في الاستخبارات الألمانية أنه تم في وقت مبكر تزويد الأجهزة الأميركية بمعلومات عن أشخاص مشتبه بهم بينهم مروان الشيحي والذي يُعتقد أن قاد الطائرة الثانية التي ارتطمت بمركز التجارة العالمي.

إلى ذلك يجري مراجعة الحكم ويأمل المتصدق الذي تريد دائرة الأجانب في هامبورغ إبعاده إذا برأته المحكمة نهائيا بالحصول على البراءة بصورة نهائية. أما برلين والمدعي الفيدرالي العام فإنهما يخشيان التعرض لهزيمة إذا لم تتدخل واشنطن لمساعدتهما والموافقة على حصول القضاة الألمان على شهادة من خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجوم سبتمبر ورمزي بن الشيب المشرف على «خلية هامبورغ».

لكن المؤكد أنهما تعرضا بعد اعتقالهما للتعذيب لذلك فإن محامي دفاع المتصدق جوزف كريسلر مونشر يريد التركيز على ما يصفه بنظام التعذيب في المعتقلات الأميركية والذي يجري استخدامه في عمليات استنطاق المعتقلين وبالتالي فإنه حسب رأيه لا ينبغي قبول اعترافات صدرت عن أشخاص تعرضوا إلى التعذيب. لهذا فإن الحكومة الألمانية والمدعي الفيدرالي العام يعولان كثيرا كي تتعاون واشنطن معهما وتنقذها من خسارة ماء الوجه في حال تبرئة ساحة المتصدق لعدم توافر الشهادتين. ففي الأيام القليلة الماضية جرت تحركات كثيرة وراء الكواليس في برلين، إذ هرع كبار المسئولين في وزارة العدل والداخلية ومكتب حماية الدستور من موعد إلى آخر لتجنب الهزيمة. ويصف المراقبون إعادة محاكمة المتصدق بأنها بالغة الأهمية وفي مستوى المحاكمة المقبلة للرئيس العراقي السابق صدام حسين. والرجل الذي سيحاول إنقاذ الحكومة من الهزيمة يدعي فالتر هيمبريرغر ووظيفته مدعي عام وهوايته رياضة المارثون وقد تتحول محاكمة المتصدق إلى ماراثون طويل. وسبق أن فشلت الخطة التي وضعها هيمبريرغر مع المدعي الفدرالي لإدانة عبد الغني المزودي الذي برأته المحكمة لضعف الأدلة وكان هذا القرار بداية ظهور عجز الحكومة الألمانية والمدعي الفدرالي العام. لكن برلين ترى الفشل نتيجة عدم تعاون واشنطن ولهذا أوعزت لعدد كبير من المسئولين بالسفر إلى واشنطن طلبا لإقناع الأميركيين

العدد 704 - الإثنين 09 أغسطس 2004م الموافق 22 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً