العدد 712 - الثلثاء 17 أغسطس 2004م الموافق 01 رجب 1425هـ

مقارنتنا بدول الخليج «ضائعة»... و«التجنيس الرياضي» لن يفيد الكرة في البحرين

الذوادي متفائل وحبيب متشائم والساعي يشكو «الموازنة»... الرياضيون في منتدى «الوسط»: (2-2)

الوسط - زينب عبدالنبي، محمد عباس 

17 أغسطس 2004

في الوقت الذي بدا فيه المدرب واللاعب الدولي السابق موسى حبيب «متشائما» من مستقبل الكرة البحرينية، معتبرا إنجاز المنتخب الوطني في كأس آسيا «وقتيا»، «نتيجة ضعف الموازنة وقلة دعم الاندية، وعدم الاكتراث بالمدربين الوطنيين»، بدا المدرب الوطني ومساعد مدرب نادي الرفاع رياض الذوادي «متفائلا» معللا ذلك «بعقلية الشيخ فواز بن محمد المتفهمة»، وفجر رئيس نادي البحرين نبيل الساعي الفرق ما بين البحرين ودول الخليج في الموازنة بقوله: «تتراوح موازنة الكويت من 600 ألف دينار كويتي الى مليون دينار، وقطر من 300 الف إلى مليون دينار، بالاضافة إلى الوجهاء الداعمين، وفي البحرين لايوجد لدينا سوى المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ونستلم منها 60 ألف دينار سنويا، ومازالت لدينا أندية تستلم 30 إلى 40 ألف دينار... نحن أقل الدول الخليجية موازنة وأكثرها إبداعا، والدليل إن تلك الدول أكثر ما تعتمد على التجنيس».

جاء ذلك في منتدى «الوسط» عن واقع كرة القدم في البحرين، مشكلاتها والتجنيس الرياضي وحقوق اللاعبين وما ينقصهم وما يؤرقهم، شارك فيه، كل من الساعي والذوادي وحبيب وكان من المفترض أن توجد شخصية تمثل المؤسسة العامة للشباب والرياضة، إلا اننا لم نجد تجاوبا من قبلهم.

تتبع بعض الدول المجاورة سياسة «تجنيس اللاعبين» لتحقيق نتائج سريعة، ومن تلك الدول قطر، التي لم تنجح حينما طبقت هذه السياسة، فهل التجنيس سيرتقي بالكرة البحرينية أم العكس؟

- الذوادي: باتت قضية التجنيس قضية متشعبة والكل يغني على ليلاه بشأنها، وكثيرا ما نسمع عن التجنيس العشوائي والسياسي، ولكن (فيما يتعلق بالرياضة) إذا كان التجنيس «مدروساً»، والهدف منه تطوير اللعبة، في سنوات محدودة فانا من أول مؤيديه.

فالتجنيس مثلا في «ألعاب القوى»، سيرفع من مستوى اللعبة خلال العامين المقبلين وبالتالي رفع مستوى البلد في المحافل الدولية.

والسؤال هنا، كيف يفيد المجنسون الفئة الموجودة؟ فإن نقل المجنسون خبرتهم إلى اللاعبين المحليين يعتبر التجنيس هنا إيجابياً، وانا من مؤيدي التجنيس الايجابي، كما ان الولايات المتحدة الاميركية وهي أكبر دولة إلا انها تُجنس... اذا كان التجنيس يفيد البلد في مجال الرياضة فلِمَ لا!

ولكن توجد الكثير من المواهب لدينا...

- الذوادي: نحن النادي الوحيد الذي لم يُجنس أحداً، ورئيس نادي الرفاع لديه رفض قاطع للتجنيس، لانه رجل انتمائي، ولكن ذلك لا ينطبق على كل أنواع الرياضات فمثلا، ألعاب القوى «الميتة» لدينا سابقا، ساهم المجنسون في الرقي بها... تجنيس النجوم يعتبر مطلوباً في ألعاب معينة. وبالنسبة إلى نادي البحرين فإنه يحوي أكبر عدد من المجنسين.

- الساعي: غير صحيح.

- حبيب: تتحدث لي عن ألعاب القوى! ماذا افعل بهذه اللعبة، الاهتمام يكمن في اللعبة الأم وهي كرة القدم، وهي اللعبة الاساسية، ومنتخبها يُعد منتخب الاحلام. اعارض التجنيس معارضة باتة، لانني لن استفيد منه أبدا، إلا إذا جنست لي لاعبا كمارادونا.

- الذوادي: أي إنك تعني أن التجنيس «مفيد» حينما يفيد اللعبة؟

- حبيب: لا... التجنيس لا يفيد في كرة القدم، وليس من الممكن أن اوافق عليه، اما ان استخدم في السباحة فلربما اوافق عليه لترغيب المواطنين في اللعبة.

هناك سلبيات كثيرة للتجنيس الرياضي، ففريق كرة القدم في قطر يحتاج الى سبعة مترجمين، نتيجة لتعدد الانتماءات فيه، الامر الذي يصعب من التواصل والاتصال.

- الساعي: لايوجد لدينا أي لاعب مجنس، إذ انني ارفض عملية تجنيس أي لاعب من أجل ميدالية هنا أو هناك، والمبالغ التي سأدفعها إلى تجنيس هؤلاء من الممكن أن أدعم واطور بها فريقي ماديا إلا اننا لظروف معينة، يوجد لدينا لاعبون لم يحصلوا على الجنسية البحرينية ولكن لديهم جوازات مؤقتة وتُسمى هذه الجوازات «بوسفرة»، ومن «سكان البحرين».

- الذوادي: ثمة حقائق وارقام تدل على أنه لا يوجد لدينا مجنسون رياضيون، لدينا «بدون».

- الساعي: كما انه مسموح للاجنبي ان يلعب مع الفريق ليستفيد منه، فلماذا اجنسه... لستُ مضطرا لذلك.

- حبيب: لانحتاج إلى التجنيس، ولكن نحتاج فقط الى دعم الحكومة، ودعم الاندية، ودعم الاشخاص النزيهين.

ماذا لو اجرينا مقارنة سريعة ما بين الاندية والملاعب والموازنة بيننا وبين دول الخليج المجاورة؟

- الذوادي: المقارنة «ضائعة» بيننا وبينهم.

- حبيب: ذهبت إلى نادي العين في الامارات، وبه أكثر من 25 باباً لفخامته، وبه معسكر كبير جدا، وتحيطه حديقة تم الاعتناء بها بشكل جيد، سألت عن الدعم، فقيل لي إن البلدية هي من وفرت كل ذلك الدعم، وإنها من يرأس النادي، كما يستلمون دعماً من «الوجهاء».

- الساعي: في أندية الامارات نحو خمسة آلاف عضو شرف، وكل من هؤلاء يدفع من (500 دينار الى خمسة آلاف دينار سنويا)، ناهيك عن المبلغ الذي يأتيهم من الحكومة.

أما الكويت فيتراوح قدر موازنتها من 600 ألف دينار كويتي الى مليون دينار، وقطر من 300 الف إلى مليون دينار، بالاضافة إلى الوجهاء الداعمين، وفي البحرين لايوجد لدينا سوى المؤسسة العامة، ونتسلم منها 60 الف دينار، سنويا، ومازالت أندية تتسلم 30 إلى 40 الف دينار... نحن أقل الدول الخليجية موازنة وأكثرها إبداعا، والدليل ان تلك الدول أكثر ما تعتمد على التجنيس.

نجد ان غالبية المدربين غير مؤهلين، بل إن غالبيتهم قد حصلوا على امتياز التدريب كونهم لاعبين سابقين... فمن هو المسئول عن تدني مستوى اللاعبين، الأندية، الاتحاد، المؤسسة؟

- الساعي: من أهم العوائق التي تحد من تدريب البراعم أو الناشئين هو نظام التعليم، فعندما تغير نظام التعليم تغير الدوام، واصبح متعبا، ومعظم الأهالي لا يسمحون لأطفالهم بالذهاب إلى النادي، أما في نظام التعليم السابق، فمن الاجباري أن يداوم الطالب عصرا يومين في الاسبوع للعب السلة أو الطائرة، واليوم اختفت كل هذه الامور، والاطفال لا وقت لديهم، وليس من المعقول ان تدربهم في الليل، وان تمنعهم عن دراستهم، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن ضعف المدربين ناتج عن ضعف الموازنة.

اليوم تغير الوضع، إذ إن الاتحادات تفرض ان يكون للمدربين شهادات معينة، وان يحضروا دورات معينة.

ما رأيكم بجلب المدربين العالميين، بدلا من المدربين الوطنيين؟

الساعي: عندما الجأ إلى المدرب الأجنبي، فهذا يعني اغلاق الباب على المدرب الوطني، اتمنى أن يكون مدربونا وطنيين، ولماذا نستورد مدربين من الخارج؟

- حبيب: المدرب البحريني مظلوم من قبل الاتحاد والأندية، والاتحاد لا يساهم في تطويرهم، فقد قال (الاتحاد) للمحاضر الدولي حسن الصباح : اغرقتمونا بمدربين لديهم شهادات! ماذا نفعل بهؤلاء؟!

ولماذا لا يعينون مساعد المدرب الاجنبي بحرينياً، ليكون مشروع مدرب ناجح في المستقبل؟

- الذوادي: المدرب ليس بجنسيته، فالاندية لابد ان ترتقي بنفسها، وان ارادت ان تتطور فلابد ان تنتقي المدرب الجيد بغض النظر عما إذا كان اجنبياً أم بحرينياً، فإن كان المحلي افضل فلابد أن ارتقي به، وإن كان الاجنبي افضل فلابد أن اَتي به هو، إذ إنني في النهاية محاسب ومطالب بالتطوير، كما ان النادي ليس بناد اجتماعي ولا يعتبر ملكنا الخاص... هذه النظرة لابد أن تتغير، إذ إن المهم الكفاءة والنوعية، هناك مدربون لا يرتقون بالمهنة، عدد المدربين كبير، لكن من الذي يمتلك الفكر الكروي المحنك. من هو الأكفأ؟!!

فلو كان لدينا عشرون مدرباً واستطاع الاتحاد وضع لجان فنية مكونة من اداريين واكاديميين ووضعوا خطة تطوير فبالامكان التطوير.

أذكر انني عندما حققت بطولة، قلت لهم إني اود تدريب فئة المدرسة، فبدا النادي مندهشا مني، مازلت افضل الخدمة في القطاع الصغير لانها عملية انتاجية، المهنة لابد أن تتقن، وللأسف لا توجد خطط قوية لتطوير الكادر البحريني وايصاله الى نتائج جيدة، والارتفاع به إلى أعلى المستويات، ولكي نوصل البحريني لابد أن ندعمه بالخبرة الخارجية.

أما بالنسبة إلى تطوير المدربين، فإن ذلك يعتمد في الاساس على جهود المدربين انفسهم الذاتية.

اثيرت في الآونة الاخيرة الكثير من التحفظات والتهكمات بشأن فتح «حساب» للاعبي المنتخب... كما ان البعض اعتبرها «صدقات»، ما رأيكم؟

- حبيب: اللاعبون ليسوا بشحاذين كي يُتبع معهم هذا الاسلوب... وإن كانت تريد ان تدعم اللاعبين أو الاندية فلتسقط عنها فواتير الكهرباء!.

- الساعي: المؤسسة العامة بررت ذلك بأنها تسعى إلى دعم المنتخب، إلا انني اقترح طريقة أنسب من ذلك وتتلخص في فتح حساب مفتوح للاعبين يُسمى «بصندوق اللاعب».

- الذوادي: ربما جاء فتح باب الحساب، لتعطى العملية المزيد من الشفافية، إذ العام الماضي اتُهمت المؤسسة بأنها غير شفافة.

وفق كل هذه المعوقات والعراقيل ما مستقبل الكرة في البحرين؟

- حبيب: المنتخب عمليا لم يُنجز الكثير، كل ما انجزناه إننا كنا بلا هوية، اما الآن فصرنا بهوية، واثبتنا للناس باننا قادرون على الانجاز، ولكن ذلك الانجاز لن ينحصر في هذه المرحلة فقط، وبعد اربع سنوات سيعودون إلى الوراء، وذلك لعدم وجود تخطيط، وانتخابات حتى في الاتحاد البحريني، ورغبة في التطوير، وضعف شديد في الموازنة.

- الساعي: المسئولية تقع على الاندية والمؤسسة العامة والحكومة، وان كان هناك دعم جيد، فسيصب ذلك لصالح مستقبل الكرة البحرينية.

- الذوادي: انا متفائل جدا، نتيجة للسياسة الحكيمة للملك والحكومة، والخطوات السريعة في الحياة التنموية والرياضة وعلى الجميع ان يدعمنا ومنها الصحافة، إذ أصبحت الصحافة تسبب لنا الكثير من المشكلات و ما قرأته عن كرة القدم في الأيام الأخيرة مؤسف جدا، فعندما قيم مدير التطوير في اوروبا البطولة الآسيوية اعطى مؤشرات ايجابية عن المنتخب البحريني، أما نحن فنحبط الناس ونحبط العمل، لذلك على الصحافة ان تكون صاحبة رؤية عميقة، وخصوصا ان الرياضة قضية مهمة في البلد.

- الساعي: ولكن من حق الصحافة أن تبين الأخطاء وأن تساهم في التطوير.

- الذوادي: كان اداء الصحافة سيئاً للغاية... «الوسط» كانت محايدة ولا تعمل زوبعة، فأتمنى ان يتكاتف الجميع، وعلى البرلمان ان يعطي قضايانا اولوية.

- حبيب: أما أنا فلا اثق في البرلمان.

- الساعي: يجب أن يكون ممثلون من الشباب والرياضة في البرلمان في الدورة المقبلة.

عليهم ان يعملوا مؤتمراً بين المؤسسة والاندية ليخرجوا برؤية مشتركة ترفع الى المجلس الاعلى للشباب والرياضة.

- الذوادي: انا متفائل، لان الشيخ فواز بن محمد أعتبره سوبرمان المرحلة الحالية في الرياضة، ويريد أن يطورها لتكون بمستوى جيد

العدد 712 - الثلثاء 17 أغسطس 2004م الموافق 01 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً