العدد 714 - الخميس 19 أغسطس 2004م الموافق 03 رجب 1425هـ

تعثر مفاوضات النجف وتقدم الخيار العسكري

علاوي يوجه إنذاره الأخير للصدر

عصام العامري، وكالات

تجاهلت الحكومة العراقية أمس قبول الزعيم الديني مقتدى الصدر بنداء المؤتمر الوطني، واختارت الحسم العسكري في مواجهة الأزمة إذ وجه رئيس الوزراء اياد علاوي دعوة أخيرة لمقتدى وميليشياته لنزع أسلحتهم وإخلاء الصحن الحيدري في النجف. وأضاف «علمنا أن الصدر مستعد للاستجابة إلى مطالب الحكومة والمؤتمر الوطني». وتابع علاوي والى جانبه وزير الدولة قاسم داوود «نحيي مثل هذه التصريحات ونؤكد أننا مستعدون لقبول هذه المبادرة في حال كان (الصدر) مستعدا ليجسدها موقفا ثابتا وحاسما عبر تصريحات شخصية». وأضاف أن «الحكومة راغبة في الوصول إلى حل سلمي للازمة لكنه (مقتدى) يكابر». ومن جهته دعا حسين الصدر (رئيس لجنة المؤتمر الوطني لحل الأزمة) مقتدى إلى الاستجابة بالإعلان عبر الفضائيات قبوله للمطالب. وأكد وزير الدفاع حازم الشعلان أن رجاله «مستعدون للتحرك» لكن الحكومة قررت «إعطاء المزيد من الوقت لمقتدى للتفكير».

وفي وقت لاحق طلب الصدر من أنصاره «تسليم مفاتيح» ضريح الإمام علي «بأسرع وقت ممكن» إلى المرجعية لكنه رفض حل «جيش المهدي».

واستخدمت القوات الأميركية والعراقية المدفعية ضد الميليشيا في النجف وذلك بعد ساعات من إعلان متحدث باسم الصدر رفض شروط الحكومة. وأفادت التقارير أن ثمانية من أفراد الشرطة لقوا حتفهم وأصيب 30 آخرون عندما تعرض مركز في المدينة للهجوم بالقذائف. وقصف ما يعتقد أنها طائرات أميركية طراز «ايه.سي-130» مواقع الميليشيا وتصاعدت سحابة كبيرة من الأدخنة من المقبرة القديمة.

واجتاحت عشرات الدبابات ومركبات برادلي المقاتلة مدينة الصدر من دون أن تلقى مقاومة تذكر وانسحبت لاحقا إلى أطراف المدينة. كما قال متحدث باسم السفارة الأميركية إن قذيفة مورتر سقطت على سقف السفارة ما أسفر عن جرح موظفين أميركيين اثنين.


وزير الدفاع: العملية العسكرية ستكون «سريعة وغير شاقة»

علاوي يمنح الصدر فرصة أخيرة لنزع سلاحه

عواصم - وكالات

منح رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي أمس الزعيم الديني مقتدى الصدر «فرصة أخيرة» لنزع سلاح ميليشياته ومغادرة مرقد الإمام علي بالنجف. وقال في مؤتمر صحافي إن «هذه هي فرصتهم الأخيرة للعودة إلى المجتمع المدني».

وأضاف علاوي في بغداد أن «وجود ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون وبعض عناصر من النظام القديم وبعض العناصر الخارجية سبب إرباكا امنيا مؤقتا وعدم استقرار طارئا في بعض المدن». وقال علاوي بينما قامت القوات الأميركية والعراقية بهجوم على النجف إذ قال شهود إنها لا تفصلها عن مشهد الإمام علي سوى بضعة مئات من الأمتار «أن وجود قوات ميليشيات مسلحة خارجة على القانون وبضعة عناصر ضالة من أيتام النظام فضلا عن عناصر إرهابية وافدة تعمل على تدمير البلاد أدى إلى حدوث ارباك امني مؤقت في الكوت وعدم استقرار طارئ في النجف والكوفة».

وقال علاوي إن الحكومة جادة في إعادة الأمن إلى المدن إذ «اتخذت إجراءات سياسية وأمنية لإعادة الاستقرار إلى البلاد وخصوصاً في النجف». وأضاف أن الميليشيات مازالت «تتحصن داخل الصحن العلوي مسيئة بذلك إلى حرمته ومهددة بذلك سلامة المدينة مستغلة حلم الحكومة وتبصرها في معالجة الأمور وتغليبها الحل السلمي على الحل العسكري فتمادت بالإساءة وأوغلت في أعمالها الاستفزازية والعدائية».

وقال رئيس الوزراء إنه على رغم كل هذا «فإننا لن نسمح مطلقا بوجود الميليشيات المسلحة». وكرر مطالب الحكومة المتمثلة في « نزع السلاح وإخلاء الصحن الشريف والاندماج بالعمل السياسي... وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والشخصية». وقال «إننا نؤكد استعدادنا لقبول التزامه وحتى يكون هذا جديا يجب أن نسمع من الصدر مباشرة والبدء بتنفيذ الشرط فورا ونحن على استعداد لضمان أمنه وامن مجموعته».

وتابع «عندما نسمع منه فإننا سنتخذ الآليات لكيفية استلام الأسلحة ونؤمن له ولجماعته الأمن». وأوضح «إننا نريد أن نسمع منه مباشرة موقفه النهائي من الشروط التي تبناها ممثلو الشعب والحكومة».

وأكد علاوي «إذا كان يريد (الصدر) أن يكون قائدا (على العراق) فعليه المشاركة في الانتخابات العام المقبل لكن عليه الآن وضع السلاح جانبا». وأضاف أن «وفد المؤتمر الوطني جاهز للذهاب والعودة مرة أخرى إذا أعلن استعداده لقبول الشروط وتنفيذها».

ومن جهته أعلن وزير الدفاع حازم الشعلان أن العملية العسكرية التي ستنفذ لإخراج «جيش المهدي» من الضريح ستكون «عملية سريعة وغير شاقة». وقال في بغداد« خلال فترة قصيرة سنصل إلى الهدف الرئيسي في النجف». وأضاف « سنقوم بتنظيف جميع شوارع النجف من الميليشيا التي قدمت من خارج المدينة».

واندلع فعلا قتال شرس في النجف قبيل مؤتمر علاوي بحيث قصفت الطائرات الأميركية والدبابات المنطقة المحيطة بمرقد الإمام علي بعد انتهاء مهلة سابقة. وتصاعدت أعمدة الدخان وهزت عشرات الانفجارات المدينة فيما دوت فرقعة نيران الأسلحة الآلية. وذكرت شرطة النجف أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 30 آخرون عندما تعرض مركز الشرطة في المدينة للهجوم.

وبعد ساعات هدأت حدة القتال فيما يشير إلى أن الهجوم الذي هددت الحكومة بشنه على الميليشيا لم يبدأ بعد. وفي الإطار ذاته أفاد شهود عيان أن القوات الأميركية انتشرت بشكل كثيف في وسط مدينة الصدر وفتحت النيران ضد «جيش المهدي».

وأعلن الجيش الأميركي أن جنديا أميركيا قتل في مواجهات وقعت الأربعاء في مدينة الصدر. وكان متحدث أميركي أعلن عن مقتل 50 من «جيش المهدي» خلال الهجوم الواسع الذي شنته خمسون دبابة على المدينة الليلة قبل الماضية . وقال مدير مكتب الشهيد الصدر في مدينة الصدر عبدالهادي الدراجي، «هذا التصعيد ينذر بكارثة خطيرة». وأضاف «احذر الحكومة من مغبة عملها هذا الذي سيؤدي إلى تأجيج الوضع والى تفجير ثورة وبالتالي فإن النتيجة ستكون وبالا عليهم».

واستنكر الدراجي مطالب الحكومة التي أعلنها وزير الدولة قاسم داود من النجف في وقت سابق وقال إن مطالب الحكومة التي أعلنها في «أن يظهر سماحة الشيخ مقتدى بلحمه ودمه ويعلن انه ينزع اسلحة جيش المهدي أتصور أن هذا ليس هو منطق الصدر وليس منطق التيار الصدري الذي يقارع الاحتلال».

وأضاف «قلنا مرارا وتكرارا إن طاولة المفاوضات هي التي باستطاعتها حسم القضية... وبالتالي يمكن التوصل إلى تحويل جيش المهدي إلى منظمة سياسية أو لا... أما الإعلان مباشرة وعلى الفضائيات أن السيد يقبل بكل الشروط فهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا».

وكان داود قال إن الصدر يجب أن يعلن «وعلى الملا موافقته على الشروط التي تضمنتها مبادرة لجنة المصالحة... وان يعلن في مؤتمر صحافي موافقته على الشروط التي تضمنتها المبادرة... وان يقدم تعهدا خطيا بعدم العودة إلى ممارسة العنف».

وقال الدراجي انه لم تكن هناك أية محاولات جدية لإنهاء الأزمة. وأضاف «لا محاورات جدية تدخلت لحل هذه الأزمة». مشيرا إلى أن ما يمكن أن ينهي الأزمة هو «شيء واحد وهو أن تتدخل أطراف أجنبية، الأمم المتحدة أو المؤتمر الإسلامي أو الجامعة العربية مباشرة بإرسال وفد إلى النجف... وأنا اعتقد أن النتائج ستكون طيبة». وكانت الحكومة أمهلت الصدر أمس بضع ساعات لمغادرة المدينة وقالت إنه لن يحظى بأي معاملة خاصة. فيما أعلن احمد الشيباني الأربعاء أن رجال الميليشيا سيقاتلون حتى آخر قطرة دم.

كما قال مدير مكتب الصدر في الناصرية، أوس الخفاجي أن «اقتحام حرم أمير المؤمنين ليس بالشيء الهين، نحن نهدد بإعصار سوف يحدث ليس في المنطقة العراقية فحسب، بل أن مصالح أميركا ومصالح من يشترك معها مهددة في العالم». وأضاف «إننا لا نسلم مفاتيح الحرم إلى القوات الأميركية لأن هذا عار سوف يلحق بنا مدى التاريخ ولا نسلم مفاتيح إلى الشرطة أو الحرس الوطني الذين انتهكوا المقدسات وأسالوا دماء المسلمين». وتابع «إذا أرادوا ذلك فليرسلوا إلى مكتب السيستاني ليتسلم احد عناصر المكتب مفاتيح الحرم وخلافاً لذلك فنحن رفعنا شعارا ولا نزال نرفعه وهو هيهات من الذلة».

من ناحية أخرى أكد عضو المجلس الوطني الجديد فؤاد معصوم أن المجلس سيعقد أولى جلساته في الأول من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. وأوضح أن «الجلسة ستخصص لوضع النظام الداخلي وآلية العمل ووضع الجدول الزمني لاجتماعاته وتحديد الموضوعات المهمة التي سيتم تناولها ».

ونفى معصوم صحة الاتهامات التي رددها عدد من الأعضاء ممن شككوا بنزاهة عملية اختيار أعضاء المجلس المؤقت وقال إن رفض البعض للنتائج المعلنة ليس تشكيكا بنزاهة العملية الانتخابية وإنما هي جزء من العملية الديمقراطية.


طهران تدعو إلى اجتماع طارئ لدول الجوار

طهران - أ ف ب

دعت إيران إلى اجتماع طارئ لدول الجوار مع العراق لبحث أزمة النجف. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن مسئول رفيع المستوى في طهران أن القصف الأميركي للمدينة المقدسة سيبقى محفوراً في الذاكرة تماماً كقصف هيروشيما وناغازاكي في اليابان العام 1945.

كما نقلت الوكالة عن وزير الخارجية كمال خرازي قوله في اتصال هاتفي مع نظيره الأردني مروان المعشر أمس الأول: «لقد حان الوقت ليساهم جيران العراق في حل أزمته». ووصف خرازي الوضع في العراق بأنه «حرج»، داعياً جيرانه إلى التدخل لوقف العنف وحماية العتبات المقدسة. وشبّه الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني قصف النجف بقصف هيروشيما وناغازاكي، مؤكداً أنه سيبقى محفوراً في ذاكرة العالم.


تقرير يبرئ الضباط الأميركيين من فضيحة «أبوغريب»

واشنطن - أ ف ب


«حماس» تدين الاعتداء على النجف وتتضامن مع الصدر

عمّان - الوسط

أدانت حركة «حماس» في بيان أمس الاعتداء على النجف وقالت إنها تتابع بقلق شديد تصاعد العدوان الأميركي على المدينة، وعلى مرقد الإمام علي، وإنها إذ تعبر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذا العدوان الآثم الذي يستهدف الشعب العراقي ومقدساته، تؤكد تضامنها مع مقتدى الصدر وإخوانه الذين يقاومون الاحتلال. وطالب البيان الأمتين العربية والإسلامية إلى التعبير عن غضبها واستنكارها لاستهداف بلد عربي شقيق، مؤكدة أن النجف سيبقى مركزاً من مراكز حضارة هذه الأمة

العدد 714 - الخميس 19 أغسطس 2004م الموافق 03 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً