العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ

أمينة عباس... والابتكار السياحي!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

هناك الكثير والكثير من القصص والتجارب التي نسمعها كل يوم عن نساء يكافحن في الظل... لا يحصدن الجوائز والتكريم إلا بعدما يحالفهن الحظ فيتعرف الآخرون على جهودهن وكفاحهن في توفير لقمة العيش وإن كان ذلك متأخراً!

وتحقيق حلم الاستقرار المعيشي والمادي عموماً هو مسألة لاتزال تؤرق نسبة ليست صغيرة من الأسر البحرينية التي تعيش تحت خط الفقر وبعض الفتات الذي تجنيه من بعض أهل الخير لتوفر متطلباتها من حاجات الحياة اليومية.

وربما يكون مشروع «البحرين بازار» شاهداً حياً على تجارب هذه الفئة من مجتمعنا والتي استطاعت صاحبة الفكرة أمينة عباس أن تبلورها إلى نقطة سياحية نابضة في قلب المنامة... وهي التي كانت تبيع منتوجاتها من العطور والبخور على فرشة الرصيف عند أبواب المجمعات من دون كلل أو ملل... كل ذلك حملته ثنايا تجربة أمينة التي أصبحت اليوم تصدر وتبيع منتوجاتها إلى دول الخليج. إن احتضان هذه السيدة منتوجات الأسر البحرينية تحت مظلة واحدة بعد نجاح تجربتها لدليل جلي على نقل تجربتها بدعم تجارب الآخرين بصورة صادقة لا مثيل لها وقلما تكررت.

لهذا فإن تجربة «البازار» تحتاج إلى وقفة صدق مع الجهات المعنية التي قد تتجاهل مسيرة كفاح هذه السيدة وعزمها على مساعدة الآخرين من خلال ترويج صورة وطنها البحرين عبر عرض منتوجاتهم التراثية الأصيلة التي تبدع أيديهم في صنعها من الصغير إلى الكبير.

فإن اشترى أحد المنتج ساعد بذلك وضع هذه الأسر المعيشي، أما الجانب الآخر فهو قد يساعد على الترويج السياحي والتسويقي لمنتجات بحرينية قد تستهوي الزائر لهذا البلد والمقيم فيها الذي ينوي التعرف على ملامحها عن قرب وحتى بالنسبة إلى المواطن.

فعلى المسئولين أن يدركوا تماماً أن الجانب الأهلي قد يكون أفضل حالاً من الرسمي فيما يتعلق بالترويج محليا عن منتوجات وحرف قديمة تصنعها الايدي البحرينية... فمراكز الحرف كثيرة لكنها ليست على نغمة وايقاع «البحرين بازار»... لأن نكهة هذا البازار مختلفة ومن دون رتوش رسمية أو دعائية تتطاير على أنغام سياحة «الغير» على غرار مهرجان البحرين غير وغير الذي في الواقع لم يغير من البحرين وأجوائها أي شيء سوى ملصقات وبرامج تستخف بعقل المواطن وأطفاله الذين لا أمل لهم الا القبول بفتات المشروعات السياحية والترفيهية «الناقصة» وتشييدها في الأماكن الخطأ. والأمثلة كثيرة على مراوغة المستثمرين وتشريدهم كحال مشروع متنزه عين عذاري الذي تحول بفضل توجهات المسئولين في الدولة إلى متنزه للأشباح والبكاء على الأطلال.

إن دعم «البازار» - الذي يقع في المنامة القديمة بصورة صحيحة ومنسقة مع الجانب الرسمي وإن كان حالياً متمثلاً في إحدى إدارات وزارة الإعلام - ضرورة، فهو من أكثر المشروعات صدقية وشعبيةً، وبدلاً من أن تبث فضائية وزارتنا المذكورة برامج الفكاهة والكاميرا الخفية المستوردة التي أكل عليها الدهر، لتقم باستعراض تجربة «البازار» على شاشة فضائيتها حتى يتعرف العالم على الوجه الآخر للبحرين.

مشروع «البحرين بازار» بحق هو مشروع يشكر القائمون عليه وعلى الجهود الأهلية التي حرصت على إبراز صورة أكثر إشراقاً للوطن. فمتى تكتشف الجهات المعنية ان جهودها «ناقصة»؟ هذا إن كانت تعلم، أما إن كانت لا تعلم فالمصيبة أكبر

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً