العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ

المصلى - جعفر الديري

الشاعرة الجودر: لا توجد شاعرة شعبية في البحرين أثبتت وجودها في غير الشعر

من المهم وأنت تتصفح ساحة الشعر الشعبي في البحرين أن تكون على دراية بالتجربة النسائية بهذا الخصوص. فهي تجربة حاضرة بقوة في سماء الشعر وشهدت بزوغ أكثر من نجمة يشار إليها بالبنان. وعلى رغم وجود الكثير من التحفظات بشأن جمعية الشعر الشعبي فإن لجنة الأعمال والأنشطة للشاعرات في جمعية الشعر الشعبي كان لها الأثر الجميل الذي استطاع احتضان مجموعة من المواهب وابرازها بشكل يليق بالساحة. ونحن من خلال هذا اللقاء الذي نجريه مع الشاعرة وأمينة السر والعلاقات العامة بلجنة الأعمال والأنشطة في الجمعية هنادي الجودر نكتشف الاجابة على جملة من الأسئلة منها مدى حضور الشاعرة الشعبية في الساحة الشعبية ومدى اطلاعها وعلاقتها بالتراث النسائي والأثر والاستفادة التي يمكن أن تتركه جمعية الشعر الشعبي على الشاعرات.

من المهم السؤال بداية عن الشاعرة الشعبية في البحرين ومدى حضورها في الساحة الشعبية وحصيلتها من الأنواع الأخرى من الكتابة ككتابة المقال والبحث في التراث وما شابه...

- ان الشاعرة البحرينية استطاعت أن تثبت وجودها باعتبارها شاعرة اذ إن الأمر هنا راجع الى موهبتها وقدرتها على التواصل مع الجمهور، وعلى مستوى المقال هناك شاعرات يكتبن المقال بشكل جيد كظمأ الوجدان مثلا وأنا أكتب مقالات حتى خارج البحرين ولدي عمود «شذى المشاعر» في صحيفة «الأنباء» الكويتية منذ سنتين، ففي مجال كتابة المقالات هناك كتابات متميزة وجميلة، ولكن بحسب علمي فإنه لا توجد شاعرة استطاعت أن تثبت وجودها في مجال البحوث، فلا توجد شاعرة شعبية قدمت بحثا يتعلق بمسيرة الشعر أو تاريخه ولا بالتراث باستثناء موضوع الأمثال الشعبية وهؤلاء لسن شاعرات فهن عاشقات لفن وموروث معين، ولا أستطيع أن أسوق الأسباب بهذا الخصوص، ولكن يمكن التخمين بأن موضوع البحث أو الدراسة يحتاج الى تفرغ الكثير من الشاعرات وهو تفرغ لا يجدنه.

وأين أنتن من التراث النسائي الشعري؟

- إن هذا التراث ارتبط بنا منذ ولادتنا فنحن تربينا ونحن نسمع من أمهاتنا الشعر، ولكن يبقى موضوع الاطلاع على التجارب المكتوبة، فهذا التراث شبه معدوم وهو مروي، فالكثير من الأبيات التي عاشت معنا فيها دليل على تواصلنا معها، فأغاني المهد مثلا كانت كلها مواويل وأشعار وكان لها غناء معين، وقد تركت أثرها في شعرنا اذ نستعين بها أحيانا في بعض النصوص.

هناك من يرى أن تجربة الشعر الشعبي الخاصة بالرجل سبقت تجربة المرأة بمراحل، فهل هذا الكلام صحيح؟

- لا أستطيع الحكم في هذا الموضوع ولكن هناك تجارب شعرية نسائية قديمة، فهناك تجربة «بنت القبيلة» وهي والدة الشاعر عبدالرحمن شاهين المضحكي ولها ديوان شعر موجود وهي تجربة قديمة منذ الخمسينات والستينات، وأعتقد أن هناك اختلافا بين تجربة الرجل والمرأة، ولكن تحكمه أسباب أخرى غير الأسبقية.

إن غالبية الضجة المثارة بخصوص جمعية الشعر الشعبي تتعلق بشعراء لهم تحفظهم على أداء الجمعية وليس للشاعرات أي حضور في هذه الضجة، فهل هو دليل على حضور غير مؤثر للشاعرات في الجمعية؟

- لستُ أعلم بخلفيات الكتابات التي يكتبها المختلفون مع الجمعية، ولكن الكثير من الكتابات كنت استشف من ورائها خلافات شخصية، فالكتابات كانت موجهة الى مجلس ادارة جمعية الشعر الشعبي ومجلس الادارة لا توجد به امرأة وكانت الكتابات موجهة من شاعر الى مجلس الادارة وليس من شاعر الى شاعر فالشاعرات لم يكن يعانين من هذه المشكلة لهذا كانوا خارجها.

وماذا عن حضوركن داخل الجمعية نفسها؟

- حضورنا كبير جدا فنحن نستشار باستمرار، ولجنة الأعمال والأنشطة للشعراء والشاعرات تتم استشارتها في ترشيح الشعراء والشاعرات للمشاركة في الأمسيات لأنهم أدرى بالشاعر والشاعرة اللذين يمكن تقديمهما ، اذ لا يمكنك التعرف على الشاعر الجدير بالتقديم الا من خلال الاحتكاك به ومتابعة تجربته، والاحتكاك لا يكون الا من خلال النشر أو الاستماع الى الشاعر، ونحن نقوم بعد كل لقاء في الجمعية اذ إن لقاء الشاعرات يكون يوم الاثنين ولقاء الشعراء يتم الأربعاء بسؤال الحاضرات من الشاعرات عن جديدهن ومن هذا الجديد نستشف مستواه وتطور ما يقدمنه، فنحن نتعرف على عطاء الشاعرات اذا لم يقمن بالنشر من خلال اللقاءات، ففي هذه الحال تكون اللجنة أدرى بالشاعر المناسب، وأنا لا أقول ان الجمعية هدفها خدمة الشعر الشعبي في البحرين ولكنها تعطي أولوية الى الشعراء الحائزين على عضويتها، ومن العدالة أن الشاعر المنضم اليها ومن يحاول اثراء أنشطتها أن تكون له الأولوية، فأنا أستغرب حقيقة من عزوف بعض الشعراء المهمين عن الجمعية، ذلك أنهم قادرون على افادة الجمعية، وأذكر مثلا بدر الدوسري وجعفر الجمري فلديهما أفكار كبيرة ومن واجبهما الغاء أي نوع من الخلافات.

أنت أمينة السر والعلاقات العامة بلجنة الأعمال والأنشطة للشاعرات بجمعية الشعر الشعبي ولك مساهمة كبيرة في أنشطتها، فالى أي مدى استطاعت الجمعية أن تثبت وجودها من خلال أنشطتها؟ وهل هناك خطة مدروسة بالنسبة الى برامجها؟

- عندما قمت بالانضمام الى جمعية الشعر الشعبي وجدتها مقسمة بين لجنة الأعمال والأنشطة للشعراء ولجنة الأعمال والأنشطة للشاعرات، ولكني لا أعلم كيف نشأ هذا التقسيم ومن المحتمل أن بعض الشاعرات كن يتحفظن على الظهور مع القسم الرجالي، لذلك فأعمال اللجنتين منفصلة تماما فلا تشملهم خطة عمل واحدة اذ ان هناك لجنة ادارية هي لجنة الأعمال والأنشطة للشاعرات وهي التي تضع خطة العمل وتفعل البرامج والأنشطة طوال المواسم الثقافية للعام وهي الموسم الأول والصيفي والثاني. وقد قمت بالانضمام الى الجمعية منذ العام 2002، ولكنني كنت متابعة لأنشطتها من قبل بدء اهتمامي الفعلي بالكتابة فكنت حريصة على القراءة وعلى حضور الأمسيات، وأذكر أني حضرت الكثير من الأمسيات التي كانت جمعية الشعر الشعبي هي المنظمة لها فدور الجمعية كان موجودا ولا يمكن انكاره، ولكني أستطيع القول إن الدور زاد فاعلية في الفترة التي التحقنا فيها بالجمعية ربما لأن الجمعية وقتها كانت محتاجة الى دماء جديدة وكنا بشهادة الجمعية متعطشين الى تقديم شيء فكانت الجمعية المنبر الذي استطعنا تقديم شيء على منصته. وأستطيع القول عن نفسي وعن زميلاتي أنا وطوال انضمامي الى الجمعية والى لجنة الأعمال والأنشطة للشاعرات وهي في أوج عطائها كنا نضع خطة مدروسة مع بداية كل عام ففي بداية عامي 2002 و2003 وضعنا خطة، ولكن العام الذي لم نضع به خطة هو العام 2004 وهو أمر راجع الى عدة أسباب منها امتناع كثير من العضوات عن الحضور لأسباب عدة منها تحسس بعض العضوات من موضوع الأمسيات الكبرى واختيار الشعراء والشاعرات للمشاركة في الأمسيات وتحديداً بعد الأمسية الرابعة الكبرى التي شاركت فيها مع نجاح المساعيد والشيخ خالد بن عيسى اذ تحفظت بعض العضوات على طريقة الاختيار فوجدن أن الجمعية لا تقدم لهن شيئا كشاعر أو أنهن كن يتخيلن أن الجمعية ستصنع منهم شعراء وشاعرات وهذه فكرة غير سليمة لأن الجمعية لا تصنع شعراء، ولكنها تحتضن موهبة فعلية داخل الانسان وتشجعها وتقوم بتقديمها فهي مجرد سلم للعبور الى قلب الشعر

العدد 715 - الجمعة 20 أغسطس 2004م الموافق 04 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً