العدد 739 - الإثنين 13 سبتمبر 2004م الموافق 28 رجب 1425هـ

أميركا تستخدم العصا أكثر من الجزرة في العراق

عزا مسئولون أميركيون التصعيد الكبير في الغارات الجوية على المدن العراقية الخارجة عن سيطرة قوات الاحتلال وقوات الحكومة العراقية المرتبطة بها، إلى عدم جاهزية قوات حكومة إياد علاوي إلى جانب أن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية يحول أيضا من دون شن قوات الاحتلال هجوما بريا رئيسيا على هذه المدن التي من بينها الفلوجة والرمادي وسامراء وبعقوبة التي تخضع لسيطرة رجال المقاومة العراقية، مكتفية بزيادة الغارات الجوية الانتقامية التي يذهب ضحيتها العراقيون. وكانت حكومة علاوي أعلنت السبت الماضي أن قواتها بدأت عمليات عسكرية ضد المقاومة في الفلوجة وتلعفر، فيما قال الجنرال الأميركي كارتر هام إن نحو 200 مقاتل بقوا في تلعفر متوقعا أن يتم إخراجهم من المدينة التي تم تهجير الكثير من سكانها «في غضون أسبوع». وفي الوقت الذي قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الجمعة الماضي إن تلك المدن ستوضع في النهاية تحت سلطة الحكومة المؤقتة، «سلميا أو بالقوة» فإن مسئولين آخرين قالوا إنه إذا كانت القوة ضرورية فإنهم يريدون قوات عراقية جيدة التدريب والتسليح لقيادة الهجوم والسيطرة على المدن بعد ذلك لكنهم قالوا أيضا إنه لا توجد حتى الآن قوات كافية.

وعلى رغم موافقة المسئولين في الحكومة على أن قواتهم ليست مستعدة حتى الآن لهذه المهمة، إلا أنهم يقولون إن الأميركيين مترددون في القيام بأي هجوم قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل وبخاصة أن أي هجوم كبير سيسفر بالتأكيد عن خسائر كبيرة ليس فقط في صفوف العراقيين، بل في صفوف قوات الاحتلال الأميركي. ونقلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عن الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية صباح خادم قوله «لدينا بالفعل مشكلة الانتخابات الأميركية التي تزيد في تعقيد فترة معقدة جدا خلال الأشهر القليلة المقبلة». وأضاف «إنني أفضل أن يتعاملوا مع الفلوجة أولا، ولكن إذا لم ينجح ذلك وكانت العواقب وخيمة، فعندها ستكون هناك مشكلة سياسية كبرى».

ويقول منتقدون لما يصفونه «سياسة التباطؤ» التي تنتهجها حكومة بوش لاستعادة سيطرة قوات الاحتلال على المدن العراقية إنه سيكون من الخطأ بالنسبة لحكومة بوش أن تتخذ هذا الموقف كجزء من حسابات سياسية، وبخاصة مع ازدياد قوة المقاومة، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن ما قالته أنه «تهديد إرهابي» هو واحد من المبررات الرئيسية التي تسوقها لحربها على العراق. غير أن مسئولين عسكريين أميركيين يقولون إن استراتيجية القضاء على المقاومة العراقية كانت دائما ولاتزال استعادة المدن من خلال الوسائل غير العسكرية إلى أكثر حد ممكن وذلك بالتأكيد على الجهود السياسية والاقتصادية وكسب السكان المحليين إلى جانب الحكومة.

وكانت واشنطن وضعت ترتيبات أمنية جديدة في العراق في أعقاب تسليم السلطة للحكومة المؤقتة تقوم قوات الاحتلال بموجبها بالتنسيق مع وزارة الدفاع قبل وأثناء أية عمليات عسكرية رئيسية ضد المقاومة. ويقول نائب مدير العمليات لقوات الاحتلال الجنرال أروين ليسبل «إن الهدف هو مساعدة الحكومة على كسب السيطرة على هذه المدن بأسرع وقت ممكن». غير أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز قال «إنهم يتحدثون عن هذه المسائل بالذات بين الحين والآخر وعلى المستوى التكتيكي فإننا نقوم بالطبع بعمليات أكثر فأكثر مع العراقيين»

العدد 739 - الإثنين 13 سبتمبر 2004م الموافق 28 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً