العدد 750 - الجمعة 24 سبتمبر 2004م الموافق 09 شعبان 1425هـ

ماذا قال ولي العهد عن الاقتصاد البحريني والقرى والمدن والبطالة والفقر؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كان بعض المثقفين العاجيين في البحرين يرشقوننا بالحجارة عندما نقول: ان هناك فقراً في البحرين، أو ان هناك مشكلة بطالة حقيقية تنذر بخطر قادم، أو عندما نقول الحقيقة ان الاقتصاد البحريني لا يمكن ان يكتب له النجاح والفساد المالي والإداري ينخر فيه من كل صوب. كان مجرد الاقتراب من هذه العناوين يعد تهمة ومحاولة واضحة «لتشويه صورة الاقتصاد». الكل كان يسأل من يعلق الجرس ومن الذي سيقف أمام الملأ ليقول بالفم الملآن: «لا يمكن السماح لهذا الوضع بالاستمرار، انها مسألة عدالة وانصاف». لأنه ليس من المعقول ان يبيت العشرات من البحرينيين، بل الآلاف على بساط الفقر، وهناك طبقات عدة من الارستقراطيين يأكلون كل شيء... لا شك في ان هناك من نمت ثروته بالحلال، ولكن هناك من المترفين من أصحاب الجلود الناعمة من نمت تجارتهم على الرشا والعمولات والصفقات الذهبية. طبقية الهند تكررت في البحرين. وأضرب لكم مثالاً:

عائلة بحرينية تنام على وجبة واحدة، وهناك من العوائل من لا يدخل منزلها اللحم - قبل شهر ذهبت مع المصور إلى قرية الحجر، ورأينا عائلة تبكي لحالها... جلسنا مع الأم سألتها: ما هي أشد حال تمرين عليها أو مرت عليكِ؟ قالت: اذا سقط المطر... كل هذا المنزل الخرب يتحول الى بركة ماء... أخرج من الغرفة الأولى هرباً من المطر فأذهب الى المجلس، أدخل المجلس واذا بالمطر يأكله من كل مكان... وهكذا انتقل مع أبنائي. ثم اصطحبتنا إلى غرفة من الغرف قالت لنا: انظروا الى السقف، بينما كانت ابنتي نائمة واذا بقطعة كبيرة تسقط من أعلى السقف بجوار ابنتي ولولا لطف الله لفقدتها... على رغم كل الظروف عملت هذه المرأة الأرملة على تدريس ابنتها في الجامعة.

أقول: الفقر والبطالة في مدن وقرى البحرين واضحة للعيان. وبالأمس كانت كلمات سمو ولي العهد مثلجة للقلب، لأنه وضع اصبعه على الجرح، وبكل جرأة راح يدعو رجال الأعمال والبحرينيين والسلطة بالتفكير في التعاون الى اصلاح الوضع الاقتصادي في البلاد.

عادة الحكومات العربية تأبى الاعتراف ان هناك أزمة فقر أو بطالة، لكن يوم أمس تغير الحال، فللمرة الأولى أسمع من مسئول رفيع المستوى وأمام الصحافة والاعلام يقر بوجود أزمة حقيقية في البلاد ويدشنها بالأرقام والدراسة الميدانية.

جلسنا يوم أمس مع سمو ولي العهد، وأشد ما أعجبني من ورشة أمس شريط الفيديو الذي بث إلينا... كانت الصورة معبرة... صور للفقر في المالكية وجدالحاج والرفاع... بيوت خشبية. ولفت انتباهنا أحد المواطنين من المالكية اخذ يسرد ألمه من الفقر وراح يقول: هل تعلمون انه مرت عليّ 7 سنوات لم تدخل فاكهة المانجو إلى بيتنا؟

كلمة ولي العهد كانت هي الأخرى في غاية الأهمية، أطرح هنا بعض الفقرات، يقول ولي العهد: «لا أريد ان أرى النجاح الاقتصادي يمر على مواطنينا ولا يحظون منه بفرصة ولا نصيب، ولا أريد ان أشهد مواهب الشباب تهدر لأنهم لم يجهزوا لمواجهة واقع الاقتصاد في بلادنا. عندما أسمع عن نجاح المشاريع التجارية أشعر بالاطمئنان، ولكن بعد أي جولة اتفقد فيها أحوال مدن وقرى المملكة وأتحدث مع الناس أشعر بعدم الرضا». وأضاف يقول: «لا يرضيني ان أجد من بين كل ثمانية بحرينيين هناك شخصا عاطلا عن العمل. لا يرضيني ان يكون كثير ممن نجحوا في الحصول على وظيفة يحصلون على رواتب ضعيفة، اني أشعر ايضا بعدم الرضا بأن متوسط الأجور التي يتسلمها البحرينيون قد انخفض بنسبة 16 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة»، «انني اتفهم شعور الكثير منكم بشأن الطريقة التي تمت بها معالجة بعض المشاكل الاقتصادية من قبل بعض الجهات، فغالبا ما اتسمت هذه الطريقة بالعشوائية والتضارب. وكثيرا ما أدى حل مشكلة ما الى خلق المزيد من المشكل وهذا يرجع الى تغيير التوجهات من دون استشارة أو عناية كافية، واليوم لا نرى في اقتصاد البحرين سوى قطاعات قليلة تحقق النجاح المطلوب، والحقيقة هي ان الغالبية العظمى من أصحاب الأعمال والعاملين في القطاع الخاص غير راضين عن الأوضاع الحالية... لا أعتقد ان من الصواب انه بينما يظل واحد من كل ثمانية بحرينيين عاطلا عن العمل تذهب وظيفتان من بين ثلاث وظائف جديدة الى العمالة الوافدة... انها مسألة عدالة وانصاف». المهم في الموضوع ان الجميع يعترف بوجود أزمة، وان اختلفوا في طريقة علاجها، ولكن الاعتراف بوجود أزمة هو بداية الحل وتحتاج الى جرأة ومصارحة واعتقد ان كل ذلك حدث يوم الخميس 23 سبتمبر/ ايلول 2004 وهذه الشفافية في الطرح هي ثمرة من ثمرات المشروع الاصلاحي. علينا ان ندعم هذا الانفتاح وهذه الشفافية. بقي ركن اساسي لم يتطرق اليه أحد وهو قضية الفساد المالي والإداري.

وتطرق ولي العهد الى «وجوب تطوير نظامنا التعليمي إلى أعلى مستويات الامتياز»، وهذا الموضوع سيقودنا الى فتح ملف التعليم الصناعي وما يجري فيه.

إشارة

- وزارة الصحة: ماذا عن الجهاز في قسم الأشعة؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 750 - الجمعة 24 سبتمبر 2004م الموافق 09 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً