العدد 2793 - الخميس 29 أبريل 2010م الموافق 14 جمادى الأولى 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

سنمار البحريني

لعلنا جميعاً قد قرأنا قصة (جزاء سنمار) التاريخية والتي كنا نستمتع بقراءتها وسماعها من مدرسينا خلال الدراسة الابتدائية ابان السبعينيات و الثمانينيات، حيث كما أذكر أن أخونا سنمار بنى قصرا فريدا لأحد ولاة عصره وبعد الانتهاء من البناء قام الوالي بافتتاح ذلك القصر والتنقل في جميع أركانه برفقة سنمار الذي (بح) صوته من كثرة شرح خطوات بناء ذلك القصر لكنه (أي سنمار) اختفى بعد ذلك واصبح مجهول المصير بعد أن لقى حتفه لأسباب قام كانت القصة بطرحها على شكل فرضيات أولها أنه لربما قام الوالي بالتخلص من سنمار كي لا يقوم ببناء قصر مماثل لوالٍ آخر أما الفرضية الثانية أن سنمار أخبر الوالي أن هناك سرا ما في هذا القصر ولو تعبث به أحد ما لانهار القصر من وقته، أما الفرضية الثالثة هو أن سنمار كان يتوقع المديح والإطراء من قبل الوالي لكنه خاب ظنه عندما اسمعه عبارات كمثل التي يقولها البعض عندما ينسبون ذلك العمل لهم وأنه نتاج إداراتهم الفتية كل ذلك من أجل عدم تحمل أية تكاليف أخرى كان يقولون أن هذا البناء قد شيد على كل حال بسبب جهودنا وتحفيزنا لكم!! كل ذلك من أجل عدم فتح الباب لمطالب سنمار، أما الفرضية الأخيرة والتي أقرب للواقع أن الوالي أخذ سنمار لأعلى ارتفاع في ذلك القصر ليخبره بعدم الحاجة لخدماته بسبب عدم وجود المؤهلات المطلوبة واستبداله بأفراد جدد ذوي كفاءة عالية! فما كان من صاحبنا سنمار الا أن استسلم وابتعد عمن أحسن بهم ظنا، لكنه (أي سنمار) وبعد أن اسودت الدنيا في عينيه لدرجة أنه أصبح لا يعرف هل يتحرك للأمام أو للخلف وكان الاقرب إليه الثانية وبالتالي لقي حتفه بعد أن هوي من ذلك القصر العتيد!! ولعلنا عندما كنا اطفالا صغارا، كنا لا نصدق هذه القصص الخرافية لكننا اليوم نراها على أرض الواقع ومن شركات كبيرة تدعي الوطنية والأرباح القياسية وبالتالي لابد لي أن أوضح لكل مؤسسة ترنو وتتطلع إلى التطور والاستمرارية استخدام مفاتيح ناجعة قلما يعرفها البعض من مسئولي هذه المؤسسات فعلى سبيل المثال لا الحصر، الأمور المتعلقة بالأجور والحوافز والعناية الشاملة بعمال وموظفي هذه المؤسسات ودفعهم إلى الأمام من خلال برامج مدروسة تؤدي إلى تقوية شخصيتهم وتنمية أفكارهم وبصيرتهم العملية إذ لابد لهذه المؤسسات الاهتمام بكل ما يتعلق بذلك ولعلنا جميعا شاهدنا خلال السنين الماضية بزوغ وأفول نجم بعض هذه المؤسسات ذلك لارتباطها بهذا العامل المهم والذي يعتبره بعض أعضاء هذه المؤسسات بأنه ليس مهما بقدر ما هو مهم لديهم الاهتمام بجمع الأموال وجني الأرباح السنوية حتى وان أتت من ظهور ابنائها الموظفين!!

والتوسع في العمليات وبالتالي نرى مؤسساتهم تتخبط في توجهاتها وفي سياساتها وفي كل شيء لايخطر على البال وهي في تذبذب مالي مستمر وغير صحي أو مستقر حتى وإن استحوذت على أرباح كثيرة وقياسية من خلال بيع أو تسييل أصول أو من خلال رفع سعر الفائدة المحسوبة على زبائنها وتقليل سعر الفائدة على الودائع أو من خلال بطاقات الائتمان التابعة لها والتي أصبحت الشغل الشاغل لدى كثير من المؤسسات المالية الأخرى أن لم يكن جميعها أو ما شابه ذلك من خدمات متنوعة لكنها تبقى (محلك سر) وغير متطورة وقابلة للانهيار أو التراجع في أي و قت وما إلى ذلك من أمور سلبية لا يسع المجال لذكرها وبالتالي يتطلب منها العناية الفائقة بموظفيها من خلال اعطائهم حقوقهم كاملة وعدم استغلال حاجتهم للعمل أو الراتب والتمويل، بحيث تقوم بدفع الرواتب والمستحقات في الوقت المطلوب ذلك لارتباط هؤلاء الموظفين بعوائل ومصاريف شهرية هذا فضلا عما يعانونه ويتحملونه من فوائد فاحشة في حال تمويلهم من نفس مؤسساتهم التي يعملون بها وحتى أقرّب وجهة نظري لابد لي من الاستعانة بقول سيد البلغاء الإمام علي (ع) حينما قال (اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقة) وخلاصة القول فيما ذكرته هو ما لا حظته بحكم عملي كمحاسب وإداري مطلع على عدد لا باس به من الحسابات والبيانات الختامية لأكثر من مؤسسة ومقارنتها ببعضها البعض ومن خلال متابعاتي أيضا للقضايا التي تنشر في أروقة المحاكم والصحف الرسمية والتصريحات اليومية المتعلقة بذلك وجدت أن القاسم المشترك في تطور هذه المؤسسات هو الأمر المتعلق بالأجور وعدم تأخير صرفها والحوافز المالية الدورية والتشجيع اللائق والقبول بآراء واقتراحات العاملين فيها بحكم قربهم للعمل والاحترام المتبادل والعناية الصحية الشاملة لجميع مستخدميها وعدم استغلال حاجتهم للمال والعمل من خلال تأخير صرف أجورهم وتكبيدهم فوائد بنكية فاحشة وغير قانونية بطريقة (بوق من كيسه وعايد به) وبمسميات ومصطلحات التفافية على القوانين المعمول بها في حال اقتراضهم لبناء منازل سكنية تؤويهم مع أبنائهم وعائلتهم وفرض رسوم باهظة ما انزل الله بها من سلطان بهدف التربح التجاري من ظهر أبنائها الموظفين وهذا حقيقة أكبر عيب خصوصاً إذا ما علمت هذه المؤسسات من أنها الوحيدة التي تقوم بذلك وإن بعض هذه المؤسسات المتألقة قد قامت بتصحيح ذلك من خلال إلغاء تلك الفوائد الغير قانونية وإرجاعها لهم بأثر رجعي ذلك لقناعتها التامة من أن هؤلاء ليسوا إلا موظفين يكدحون طول أيام السنة من أجل أرتقاء مؤسستهم وأن التطوير والتقدم الحاصل لهذه المؤسسات ليس متوقفا على رأس المال فقط أو سلب فوائد من جيوب منتسبيها وأن بدايتها كانت بذرة صغيرة حتى ترعرعت وكبرت وقطفت ثمارها وأخذ من تلك الثمار بذور أخرى كي تزرع مرة ثانية بفضل الله أولا ثم بفضل جهود القائمين على إدارة هذه المؤسسات وإداراتها العليا وموظفيها وعامليها المجدين السابقين والحاليين كل حسب دوره وأن العمل يسير بأشبه ما يكون بعمل الدراجة الهوائية كأبسط مثال لأننا نعلم أن كل جزء منها يعتبر مهما لسير تلك الدراجة وأن هذه الأرباح القياسية لم تأتِ من فراغ أو تحصيل حاصل وإنما أتت من خلال السمعة الطيبة التي تتمتع بها هذه المؤسسات وإداراتها ومنتسبيها والتزام موظفيها بما أوكل لهم من مهام متحملين كل الصعاب والمشكلات التي واجهوها ذلك لكونهم ينظرون لمؤسساتهم من أنها أولا تمثل مصدر رزقهم وثانيا تهمهم سمعة مؤسساتهم بقدر ما يهمهم سمعة أنفسهم حتى آخر يوم عمل في هذه المؤسسات حيث لا يذكرون الا بالسمعة الطيبة والأخلاق الرفيعة ممن خرج وممن بقى من الموظفين المخلصين عكس أولئك الشرذمة من منتسبي هذه المؤسسات الجالسين على الكراسي (الدوارة) المتمترسين خلف طاولات كبير حجمها صغير مفعولها، والذين بقدر ماهم فيه من نقص مركب وعقول سمجة لا تعرف ما يضرها وما ينفعها يستهويها تشوية من هم أكبر منها احتراما ومعرفة وإخلاصا حتى آخر يوم عمل وفد تزداد تلك الوتيرة حتى بعد الخروج من العمل كل ذلك من أجل سد النقص والتنكيل والانتقام والحسد لهولاء الموظفين ومطاردتهم في أرزاقهم وفي كل شيء حتى وإن كانوا خارج الدائرة وهذا بطبيعة الحال لا غرابة فيه (فكل إناء بالذي فيه ينضح) ويكفيهم ما هم فيه وسوف ينتبهون لذلك عندما تتضح الرؤيا لديهم لكن بعد (خراب البصرة) ثم إنهم لابد أن يعلموا من أن رزق المخلوق قد كفله الخالق المعطي القادر على شيء والأخذ بالحق حتى وإن مرت السنون وتكالب الجميع على الظلم والتشويه والتهميش لأنه جلت قدرته يقول في محكم كتابه (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) لكنه... ما أكثر العبر وقلة المعتبر!!

أحمد عبدالله عبدالغزيز


جهاد النفس عصمة

 

ألا إنَّ تَبغاً سلَّ ضِدِّي حسامهُ

وكَانَ بإذْلالِي لأكبرَ ظَالِم ِ

يشِنُّ وغَىً ضِدَّ العِبَادِ بغـَدْرِهِ

يَصُـولُ عَلى مَنْ يَجتنيهِ بِصارِم ِ

فلم نَرَ منْهُ ميِّتَـا ً ذاقَ حَتْفَـهُ

بمَحْمُـودِ وصْفٍ منْ فَقِير ٍوغانم ِ

ألا إنَّه يرْمـي الصحيحَ بِسُقْمهِ

ألا إنَّهُ مثلُ العَـدُوِّ المهاجـِم ِ

أرانِـي أسِـيراً إذ أسِيرُ بأمرهِ

وإن تأبَ نفسي فَـرَّ مثل النَعائِم ِ

وما كان يوماً أن يَطِيبَ لطالِبٍ

ولكنْ لهُ مكْرٌ كمكْرِ النَوَاعِـمِ

فإنْ طابَ في طعْم فما طابَ صحةً

وإن طابَ كَيفاً لا يطِيبُ لحازمِ

عليكَ جِهَادَ النَفْسِ تقصِدُ تَرْكَهُ

فَإنَ جهَادَ النفسِ عِصْمةُ عاصِمِ

ولا تُمضِ في ترْكِ الدُخان شراسةً

فذلكَ شَيءٌ لا يليقُ بفَاهِـمِ

فِإنَ اضْطِرابَ النفسِ فيهِ بليَّةٌ

وإنَّ اغتِنامَ الصَبْرِ رَحْمَةُ راحمِ

وإنَ اغْتِنَامَ الصبرِ حُلوٌ مَذاقُهُ

فلا تَئْلُ جَهْدا في سَبيلِ المغَانمِ

وإنَّ هُدُوءَ النفسِ فيه سَكِينةٌ

وصَونٌ لها مِمَّا احْتَوَتْ من مآثِمِ

ألا إنَّ في رَدْعِ النُفُوسِ صُعُوبةً

فلا تكُ في منْعِ الدخانِ بهاجِمِ

ولا ترْجُوَنْ تبغاً لنفسِكَ صاحِباً

فما منهُِ إلا الغَدْرُ غيرُ مُسالِـمِ

ولا تعْشَقَنْ في التبْغِ أيَّةَ قيمةٍ

فلا تُبْذلُ الأرْواحُ بَذْل الدَرَاهِمِ

وإن اتِّعاظ النفسِ فيهِ سَلامَة ٌ

فلا تُبْقِ فيهِ من عِتابٍ لِلائِـمِ

محمد حميد المبارك


آدميُو هذا الزمان

 

الآدميون لا سيماء تعرفهم بها

وقد كان آدمُ زوجَ أمي

وأمي ألقمتني آدميته

وأوسدتني أرضها

وانحنتْ

@@@

الآدميون نحنُ؛ طين وماء وفير

الطين مداس أقدامنا

والماء روحٌ هلامية

لكنها ضجت بجنسها

واختفتْ

@@@

الآدميون؛ نسخة من واقع كان

هابيل وقابيل حربُها الأولى

واراها غرابُها الطيب

وانمحتْ

@@@

الآدميون جدٌ مات ممشوق التراب

وجدة حافية القدمين

تبحث في العين عن كحلها

تلهث عن حواء فيها

انقضتْ

@@@

الآدميون؛ في كتب الأساطير

يترجلون الصفحات

ينتعلون مواقع البحث

ينبشون الآدمية التي كانت

وانتهت

@@@

الآدميون نحن؛ فيا آدم فينا تحرّك

ويا حواء اُخرجي من ضلعه

أنجبانا مرة ثانية

تفاحةً هيجى بقاطفها

حُبلى بخلق آخر منا

يُسقى من فرادِسها

التي اشتهت

@@@

الآدميون؛ أَدَمُ الأرض منها إليها يرجعون

لكنهم هوس الخرافة

سحر ملون بالسواد

طلاسم جن

من آدميته

استحت

@@@

الآدميون؛ مشعوذو هذا الزمان

لا القرآن يُدنيهم

ولا الإنجيل يُغنيهم

لا التوارة حائطها يُبَّكيهم

وإلههم؛

أنفسهم تُقلِّب ذاتها

عن هوية فيهم

ماتت وانتفت

زهرة حرم


في ذكرى رحيل نيلة الزياني

 

الكلمات غير كافية للتعبير عن الحزن الذي نحن فيه بالخسارة من فقدان الأستادة المحاضرة نيلة الزياني: كانت عضواً فاعلاً ومؤثراً في فريق التمريض الأكاديمي في الجامعة الملكية الأيرلندية في البحرين. ويعتبر فقدانها خسارة كبيرة وموجعة كونها صديقة وزميلة وأستادة. نيلة كريمة في المشاركة في العمل وعلامة بارزة في الحس بالمسئولية.

نيلة الطالبة الممتازة:

تم تكليفي بالإشراف على الطالبة نيلة في التدريب العملي من المشرف في جناح الجراحة ولاحظت بعد مرور أسبوعين أن الطالبة تمتلك مهارات عالية في تنفيذ المهارة المطلوبة في كل الإجراءات التي طلبتها منها حرفياً من أساسية في كل أي إجراء وهي ملتزمة في كل التطبيقات المقررة في المنهج ما قبل التخرج من كلية العلوم الصحية. كان الأداء العالي والحس بالمسئولية دعامات رئيسة في التطبيق العملي لها: وكانت تملك الحضور والالتزام وتمتلك طلاقة اللسان في الإجابة على كل الأسئلة المطروحة.

وفي الحقيقة لم أصادف طالبة تمريض تمتلك كل المهارات العالية والحس بالمسئولية والجدية في التطبيق قط فقد صادفت مئات الطالبات لكن أبداً لم ألاحظ مثل هذا المستوى من قبل وكنت قد طلبت منها الحضور في نهاية الأسبوع وقد أتت وكان آخر يوم في التدريب، وكنت قررت أن أخطبها بشكل غير مباشر، وقد سألتها إذا كانت مخيرة أو مخطوبة لأحد وكانت تسأل من هو الخاطب قلت: شخص ما... وكانت آخر نصف ساعة حيث لن نلتقي لأنها ستغادر إلى قسم آخر في يوم آخر.

الطالبة الأولى في حفل التخرج كلية العلوم الصحية:

استطاعت الطالبة نيلة الزياني الحصول على لقب الأولى في التمريض «وجائزة رفيدة بنت سعد الأسلمي وهذا يعني أن التقييم السابق كان صحيحاً حينما بهرتني بالأداء العالي والحس بالمسئولية والالتزام في أداء المهام المطلوبة منها كطالبة تمريض.

الموظفة نيلة الزياني في مستشفى السلمانية:

عملت الموظفة «أم عصام» قرابة 6 سنوات في قسم الباطنية بالمجدع صقلت فيه دراستها الأكاديمية بالعمل المتفاني فكونت عندها خبرة في العمل التمريض أصبح رديفة لخدمة المرضى وكانت تهتم لأمر زملائها لكونها تؤمن بالشراكة في العمل وتمتلك أم عصام الخبرة والذكاء ولذلك قررت تشجيعها للدراسة في الخارج بأن تدرس ماجستير في علوم التمريض كمحاضر أكاديمي.

أول مشكلة واجهتنا هي أن الممرضة حامل في الشهر السادس والنصف وليس من السهل عبورها المطار إلا أن العناية الإلهية ساهمت في مرورها بسلام.

طالبة الدراسات العليا حامل:

أول طفل بعد مرور شهرين ونصف من نظام الدراسة الأكاديمية في الجامعة» Swansea university walse 10 December 2005» الطالبة تقبل التحدي وتعود إلى الدراسة بعد إجازة قصيرة، وكنت عزمت أخذ إجازة لشهرين وقد انتهت. فهي مطلوب منها أن تدرس وتحضر المواد والواجبات والقيام بما يلزم للطفل. وكنت عدت للعمل فكانت تأخذ عصام إلى الصف فحين يجوع يصيح فتخرج الطفل من الفصل لتطعمه الحليب. وكان الأستاذة متهاونين حتى جاءت أمها إلى السكن من البحرين.

الأستاذة نيلة الزياني:

تمتلك الأستاذة نيلة صفة الأمانة العلمية في التدريس الأكاديمي في الجامعة وهو نابع من شخصيتها الملتزمة فهي دائماً تتحدث أن تخريج طلاب الجامعة Rcsi يجب أن يكون على أعلى مستوى حتى يتفوق على الكليات الأخرى في قسم التمريض بالبحرين وهو بالتأكيد انعكاس لمستوى العملية الأكاديمية بالجامعة. الإجازة الأسبوعية ليست في قاموس الأستاذة نيلة فهمي تعرف إنهاء العمل في موعده حتى لو كلفها صحتها. وتعرف الأستاذة الميل نحو العمل والشراكة في الإنجاز بين الزملاء الأساتذة الأكاديميين في الجامعة.

وهي دائماً تتحدث عن الرعاية التي يوليها صاحب السمو الأمير سلمان بن حمد ممثلاً برئيس الجامعة فيصل الموسوي وبمساندة المربية الأستاذة الفاضلة العميدة بتول المهندس في تخريج الأجيال القادرة على العمل في رفع مستوى التمريض بالمملكة، وللذكرى إن 16 أبريل / نيسان يعتبر عيد ميلاد الأستاذة نيلة الزياني.

أبوعصام


رؤى في قضايا الاستبداد والحرية

 

لايزال الاستبداد في صوره المتعددة هو البلاء الأكبر الذي ابتليت به هذه الأمة، ولاتزال تبعياته السيئة تعيد إنتاج نفسها في المجال السياسي والديني والثقافي والاجتماعي.

الشيخ فوزي آل سيف جاء بكتاب ينبغي التوقف عنده والمعنون بـ «رؤى في قضايا الاستبداد والحرية» وقد أطل الكتاب على ثلاثة فصول بطريقة سلسة، تحدث الكاتب في الفصل الأول عن الاستبداد السياسي وآثاره المخربة، معرفاً بالاستبداد قائلاً: إنه الاستئثار والاستحواذ، والانفراد بالرأي في شئون الجماعة فهو اغتصاب لحق مشترك.

ثم بيّن بعض مصاديق المستبد حيث قال «قد يُتصور أن النظام السياسي هو الوحيد الذي يعنوَن بالاستبداد، مشيرا إلى أن هذا وإن كان أظهر وأوضح أنحاء الاستبداد، إلا أنه لا ينحصر به ذلك حيث ان في كل شخص يوجد مشروع استبداد (إذا لم يهذبه) ففي البيت الوالد يكون مستبدا عندما يفرض الصحيح والغلط من الأمور لا لشيء إلا لأنه قوله! والزوج من الممكن أن يكون مستبداً عندما يتصرف على طريقة (كيفي) ويقسر زوجته على شيء لأن كيفه هكذا، والمسئول الذي يتعامل في وظيفته بطريقة أنت تعلمني شغلي، حيث يقوم بالتهديد بعدم إنجاز العمل للمواطن إذا ناقشه في طريقة الإنجاز، أو مدته، كما أن المدرس مع الطلاب ورجل الدين مع الناس إذ إن رجل الدين هو الذي ينبغي أن يكون مثالا لمقاومة الاستبداد بالرأي والاستبداد السياسي قد يتحول في غفلة عن دوره إلى مستبد بأتباعه وجماعته، فيتعامل معهم كما يتعامل المستبدون مع رعاياهم، وهذه كلها أمثلة على مشاريع استبدادية في أفراد متنوعين من الناس.

ثم تطرق الشيخ آل سيف إلى الاستبداد في تاريخ المسلمين حيث قال «يتفق المسلمون على أن المرحلة التي تلت عصر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) كانت بداية الملك العضوض، الاستئثاري والاستبداد السياسي، مستشهداً بما نقلوا عن النبي (ص): إذا بلغ بنو العاص ثلاثين رجلاً، اتخذوا دين الله دغلا ومال الله دولا عباده خولا.

وأشار السيف إلى أن هذه الحكومة، في أصل تولي السلطة لم تأت من خلال مشورة الناس، فضلا عن نص شرعي، ولم يكن أولئك الحكام يمتلكون الصفات التي تؤهلهم لقيادة الناس، كما هو واضح في سيرتهم.

واستعرض أقوال وأفعال هؤلاء الحكام التي تثبت استبدادهم والتي عبر عنها أحد خطبائهم: الخليفة هذا، فإن هلك فهذا (مشيرا لابنه) ومن أبى فهذا (مشيرا إلى سيفه) وقول الحجاج الثقفي: والله لا آمر أحدا أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من غيره إلا ضربت عنقه.

وأكد الشيخ آل سيف أن أعظم الجرائم التي تحققت على يد السلطة الأموية في تاريخ المسلمين كانت في تكريس حكم الاستبداد كما لو كان هو طريقة الإسلام في الحكم بحيث أصبح هو النموذج.

وأجاب عن تساؤل: كيف ينشأ الاستبداد وتتراجع الشورى؟ حيث قال يمكن أن يقال إن للاستبداد مناشئ كثيرة منها تمجيد فكر الاستبداد وأشخاصه وجهل الناس بحقوقهم واستمراء الخضوع والذل والتعود عليه.

على صعيد آخر استعرض السيف آثار الاستبداد في الأمة قائلا: إنه يخلق الإنسان العاجز والمجتمع العاجز، كما يعلم الإتباع الكاذب والمخالفة المستترة، مشيرا إلى أن هذا من إفساد الاستبداد للأخلاق فإن الصدق عند المستبد مهلكة ولهذا يطيعه الناس في الظاهر ويخالفونه في الواقع، وأن الاستبداد يعيد إنتاج نفسه في المجتمع بصورة جديدة فالمواطن المسئول مثلا خانع لمن فوقه من السلطات وأسد على من تحته من المواطنين، وأن الاستبداد يخدع الناس عن الحقائق ويزيف المعرفة عليهم عندما يجعل الخيارات أمامهم محدودة فيصور أن البديل له الكفر. في حين أوضح الشيخ السيف استبداد الفرد واستبداد الدولة قائلا «الكثير من المفكرين يتحدثون عن الاستبداد السياسي اليوم فلم يعد استبداد فرد حاكم، بعد أن عبرت أكثر الدول حد الحكومات الفردية (الملكية والسلطانية) وانتقلت إلى أشكال الدولة الحديثة. فكيف الاستبداد نفسه مع هذه المرحلة الجديدة وصار بدل استبداد الفرد والعائلة استبداد الحزب والدولة».

وقال «من مظاهر استبداد الدولة محاولتها إلغاء التنوعات العرقية والدينية والمذهبية الموجودة بشكل طبيعي في كل مجتمع، حيث لم تأت هذه بقرار سياسي، إنما عبر مسيرة زمنية طويلة، فتأتي الدولة لكي تذيب هذه التنوعات بما تشتمل عليه من ثقافة متنوعة، وتقاليد متوارثة، ونظام أخلاقي واجتماعي تكرس على مدى سنين كثيرة، تحاول تذويبه في اتجاه مذهبي أو عرقي واحد، وتقوم بقسر المختلف على أن يتحد معها كحكومة في الدين والمذهب وأحيانا حتى في التقاليد بل حتى في اللباس. كما أن من مظاهر استبداد الدولة استئصال الحركات المعارضة، واغتيال الأصوات المختلفة وذلك بشتى الذرائع.

وبين الشيخ السيف كيف يقيد استبداد الدولة قائلا بأن النصائح الأخلاقية لا تكفي لتوقف الاستبداد على المجتمع إنما الإصرار على الحرية السياسية هو مفتاح الخير في هذه المجتمعات، سواء على مستوى التعبير عن الرأي المخالف للسياق الرسمي بشتى أنواع التعبير المعقول او عن طريق الإعلام أو غيره.

ثم تحدث في الفصل الثاني عن الاستبداد الديني والتعصب مشيرا فيه الى نتائج استبداد الكنيسة والذي كان سببا رئيسيا في حدوث الطلاق بين الدين المسيحي وبين الناس، وعن علامات الاستبداد الديني قال السيف إنه يسوق فعل المستبدين والظلمة وله في كل ميدان فتوى حسب الطلب كما له أسباب متعددة منها: أن سلاح الاستبداد الديني هو الآيات والروايات، والكلام باسم الدين، وأن اثر الاستبداد الديني يبقى إلى أزمنة طويلة، بينما أثر الاستبداد السياسي قد لا يكون له ذلك الأثر المستمر بموت المستبد أو بنهاية دولته ينتهي أثره، وأن هذا المنهج الاستبدادي الديني يجعل لنفسه ما لم يجعل الله لذاته المقدسة ولا لرسوله الكريم، فالله الذي خلق الناس ورزقهم وأعطاهم قال لهم في أمر الاعتقاد بالله انتم أحرار والحساب مؤجل ليوم القيامة.

الكتاب يقع في (103) صفحات ويجمع الكثير من النقاط المهمة التي تخدم الأمة، ومن يطلع على هذا الكتاب يخرج بفائدة كبيرة.

عيسى محمد العيد

العدد 2793 - الخميس 29 أبريل 2010م الموافق 14 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:56 ص

      إلى زائر 3

      هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ، الله يقطع ابليسك ، ذبحتني من الضحك ، هاد الموضوع ، وقاعد ايفكر بالمدخل ، على العموم ، انا قريت ان سنمار ، قتله الوالي ، لانه قال انه يقدر يبني قصر اجمل ، وان في قصر الوالي ، طوبة ، اذا حركها انهدم القصر ، فالوالي كان منبهر بجمالالقصر ، وما تحمل فكرة ان يكن فيه قصر اجمل من قصره

    • زائر 3 | 4:25 ص

      الى احمد عبدالله

      جعلتني اعود الى كتيبٌ عليه غبار التأريخ .. يا اخي جننتني بقصة سنمار .. سامحني ما عليي من موضوعك .. عليي من سنمار ويش صار فيه ؟ معقولة التاريخ ما درى وين اختفى ؟ ..

    • زائر 2 | 4:23 ص

      زائر رقم 1

      ارسله لإيميل كشكول الوسط letters@alwasatnews.com
      او روح مجمع الوسط وقول للإستقبال انه يعطونه قسم الكشكول

    • زائر 1 | 10:02 م

      سوءال للوسط الكرام , عندي موضوع أريد أطرحه ؟

      كيف الدخول والمشاركه وطرح القضايا عبر كشكول رسائل ومشاركة القراء ؟

اقرأ ايضاً