العدد 2796 - الأحد 02 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الأولى 1431هـ

الفلسطينيون وإسرائيل يستعدون لاستئناف المحادثات غير المباشرة

ميتشل سيقوم بجولات مكوكية تتمخض عنها اجتماعات ثلاثية في غضون أسابيع

شبان فلسطينيون يرشقون قوات الاحتلال بالحجارة خلال مواجهات في بيت جالا  قرب بيت لحم  (أ. ف. ب)
شبان فلسطينيون يرشقون قوات الاحتلال بالحجارة خلال مواجهات في بيت جالا قرب بيت لحم (أ. ف. ب)

القدس المحتلة، غزة - أ ف ب، د ب أ 

02 مايو 2010

يستعد الإسرائيليون والفلسطينيون لاستئناف مفاوضاتهم السلمية الشاقة المعلقة منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وإنما في إطار محادثات غير مباشرة. وقال مسئول رفيع في الجامعة العربية أمس (الأحد) إن واشنطن أكدت للفلسطينيين أن الخطط الإسرائيلية لبناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية لن تنفذ أثناء إجراء تلك المفاوضات.

وصرح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني إيالون للإذاعة الإسرائيلية «نؤيد أصلاً إجراء مفاوضات سلام بدون شروط مسبقة، والهدف هو البدء في الأيام المقبلة، الأسبوع المقبل على أبعد حد». وأضاف أنه «حدث إيجابي. العرب أيضاً يريدون الخروج من المأزق»، في إشارة إلى الضوء الأخضر الذي أعطته لجنة المتابعة العربية لإجراء هذه المحادثات غير المباشرة برعاية أميركية.

من جهته، رحب الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز في حديث للإذاعة ذاتها بالقول «إن تسوية المشاكل بعيدة المنال. لكن المفاوضات ستبدأ على الأقل». وفي مقابلة مع صحيفة «الأيام» الفلسطينية، أوضح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أن هذه المفاوضات «ستستمر أربعة أشهر». وقال عباس الموجود في أبوظبي ويستعد لزيارة السعودية يوم غد (الثلثاء) ومصر (الأربعاء)، إن «أوباما قال إنهم ملتزمون بعدم السماح بأي إجراءات استفزازية من الطرفين ونحن قبلنا هذا لأنه من جانبنا لا توجد أية إجراءات استفزازية».

وأضاف أن «الأميركيين يفهمون تماماً أن موقفنا واضح وثابت ومقنع فليس عندنا قضايا خلافية حتى مع الولايات المتحدة إنما خلافنا مع الحكومة الإسرائيلية لذلك دعونا لمحاولة دفع عملية السلام إلى الأمام وسيجدون من جانبنا كل تعاون».

كما قال عباس إنه سيلتقي الرئيس الأميركي، باراك أوباما في واشنطن هذا الشهر لبحث دفع عملية السلام المتعثرة منذ أكثر من 18 شهراً. وأضاف «ليس عندنا قضايا خلافية مع الولايات المتحدة وإنما خلافنا هو مع الحكومة الإسرائيلية ولذلك هم دعونا من أجل محاولة دفع عملية السلام إلى الأمام وسيجدون من جانبنا كل تعاون فلا مشكلة لدينا».

وأوضح عباس أن لقاءه في واشنطن سيكون ثنائياً رداً على بعض التقارير التي تحدثت عن إمكانية عقد لقاء ثلاثي يضم إضافة إليه والرئيس الأميركي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وقال «القمة هي قمة ثنائية».

أما بالنسبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فيتوجه اليوم (الاثنين) إلى مصر ليطلب من الرئيس حسني مبارك الضغط على عباس «للمضي قدماً»، بحسب مسئول إسرائيلي أوردت تصريحه صحيفة «معاريف». ومن جهته، قال مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، هشام يوسف «اتخذنا قراراً في الثاني من مارس/ آذار بإعطاء فرصة للمفاوضات غير المباشرة، ولكن إسرائيل اتخذت قرارات اعترضنا عليها وعاد الأميركيون إلينا وقالوا إن هذه القرارات لن تنفذ»، في إشارة إلى إعلان إسرائيل عن بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية.

وأضاف «أن التأكيدات الأميركية تعيدنا إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الثاني من مارس». ولم يحدد ما إذا كانت التأكيدات تتعلق بفترة المفاوضات غير المباشرة فقط أم تمتد إلى أبعد من ذلك.

ويتوقع وصول الوسيط الرئيسي بين الطرفين الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، إلى المنطقة «لإجراء محادثات بحلول نهاية الأسبوع»، بحسب أمانة سر وزارة الخارجية الأميركية. وأمس أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات أن عباس سيلتقي ميتشل في رام الله بالضفة الغربية يوم (الجمعة) المقبل في إطار جهود تحريك عملية السلام. وستجتمع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم (السبت) المقبل للموافقة على استئناف المحادثات، بحسب عريقات.

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإن المحادثات غير المباشرة ،على شكل جولات مكوكية يقوم بها ميتشل بين القدس المحتلة ورام الله وواشنطن، ستؤدي في غضون بضعة أسابيع إلى اجتماعات ثلاثية. وستتناول المسائل الرئيسية مثل ترسيم الحدود ووضع القدس ومصير المستوطنات اليهودية أو حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، بحسب وسائل الإعلام.

وكرر إيالون القول أمس «على الأرض، لن نمنع الحياة من الاستمرار. إنها مسألة مبدأ وحتى أخلاق». وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد وعد نتنياهو الأميركيين بمبادرات حيال عباس وخصوصاً نقل قطاعات جديدة في الضفة الغربية ووضعها تحت مسئوليته الأمنية وإزالة حواجز عن طرقات وتوسيع لائحة الإفراج عن معتقلين فلسطينيين.

وفي أبوظبي، دعا رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المجموعة الدولية إلى استئناف عملية السلام «من أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل في المنطقة» خلال استقباله عباس، كما نقلت وكالة أنباء الإمارات.

في المقابل، أعرب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة «حماس» إسماعيل هنية (الأحد) عن أسفه لقرار لجنة المتابعة العربية بتأييد إجراء مفاوضات فلسطينية إسرائيلية غير مباشرة.

وقال هنية للصحافيين خلال تفقده مقر وزارة العمل في غزة إنه «لا فرق بين إجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الاحتلال ونعتبر أن هذه المصطلحات تأتي لخداع الشعب الفلسطيني والأمة العربية».

واعتبر هنية القرار العربي «دليل عجز في البحث عن بدائل للمفاوضات العبثية وهو يضر بالشعب الفلسطيني ويقدم غطاءً للممارسات العدوانية الإسرائيلية من عدوان وتهويد واستيطان».

وطالب بوقف كل أشكال المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل معتبراً أن البديل «هو الحوار الداخلي الفلسطيني وتشكيل غطاء عربي لتحقيق المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام الداخلي».

كما طالبت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «حماس» أمس مصر بتشكيل لجنة تحقيق في مقتل أربعة فلسطينيين داخل احد الأنفاق في رفح على الحدود المصرية الفلسطينية الأسبوع الماضي.

في غضون ذلك، شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات ومداهمات أمس طالت خمسة فلسطينيين في الضفة الغربية. ونقلت «يديعوت أحرونوت» على موقعها الإلكتروني عن مصادر عسكرية إن القوات الإسرائيلية اعتقلتهم بدعوى أنهم «مطلوبون»، وأنه جرى اعتقالهم قرب الخليل وجنين.

العدد 2796 - الأحد 02 مايو 2010م الموافق 17 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً