العدد 2799 - الأربعاء 05 مايو 2010م الموافق 20 جمادى الأولى 1431هـ

رحيل الجابري مفكك «بنية العقل العربي»

نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر رسمية بالرباط يوم الاثنين 3 مايو/ أيار الجاري، أن المفكر والفيلسوف المغربي محمد عابد الجابري توفي بمدينة الدار البيضاء عن سن ناهز 75 عاماً.

ويعد المفكر المغربي أحد رواد الفكر العربي المعاصر، واشتهر بعدد من المؤلفات الفكرية والفلسفية عن بنية العقل العربي. كما أثارت كتاباته الكثير من الجدل والنقد الذي لن ينتهي حتى بعد وفاته بل لعله يتجدد برحيله.

ولعل آخر مرة زار فيها المفكر الراحل الجابري البحرين في مايو 2006 للمشاركة في مؤتمر «الفكر الخلدوني وخطاب الصلاح» بجامعة البحرين وكعادته كان له رأي مغاير؛ إذ رأى أن البحث عن الإصلاح وتأصيله لابد أن يذهب بنا إلى تجاوز الخلدونية التي تذهب إلى تأصيل فكرة العصبوية كنزعة بشرية» هكذا انتهى المؤتمر وبقي نقد الجابري ومداخلاته بالإضافة إلى مفكرين آخرين منهم، برهان غليون وأبويعرب المرزوقي؛ حيث أدلى الجميع بشهاداتهم ولكن للجابري دائماً صورته البارزة.

وألف الجابري العديد من الكتب من بينها «نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي» في العام 1980 و«العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي» في 1971 و «نقد العقل العربي الذي صدر في أربعة أجزاء كما له مؤلفات عديدة بشأن قضايا التعليم، الفكر العربي المعاصر والتراث والحداثة والديموقراطية والعلمانية والعروبة والإسلام.

وحاز الجابري، وهو عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية على العديد من الجوائز منها جائزة بغداد للثقافة العربية في العام 1988 والجائزة المغاربية للثقافة بتونس في العام 1999وكذلك جائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي في 2005 وميدالية ابن سينا من اليونيسكو بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة في 2006.

وحصل الراحل، وهو من مواليد العام 1935 بفكيك التي تلقى بها تعليمه الأولي ثم غادرها إلى الدار البيضاء، على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة العام 1967 ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة العام 1970 من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، التي عمل بها أستاذاً للفلسفة والفكر العربي والإسلامي.

وفي العام 1958 انتقل إلى دمشق ليحصل على الإجازة في الفلسفة، بعد أن حصل على البكالوريا كمرشح حر ولم يتم دراسته الجامعية، وعاد للمغرب لينتسب إلى الجامعة المغربية الفتية؛ إذ أكمل فيها مشواره الأكاديمي.

وفي العام 1967 نال الراحل شهادة الماجستير بعد مناقشة رسالته «منهجية الكتابات التاريخية المغربية»، والتي عن طريقها اكتشف عبدالرحمن بن خلدون وقرر أن يكون بحثه لنيل شهادة الدكتوراه العام 1971 حول فكره، وجاءت أطروحته بعنوان «العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي».

وقد انخرط الراحل في خلايا العمل الوطني في مطلع خمسينيات القرن الماضي، كما كان قيادياً بارزاً في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل يشغل لفترة طويلة عضوية مكتبه السياسي، قبل أن يعتزل العمل السياسي ليتفرغ لمشاغله الأكاديمية والفكرية.

وخلف الجابري العديد من المؤلفات من بينها «نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي» (1980)، «العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي»

(1971)، و(نقد العقل العربي) الذي صدر في ثلاثة أجزاء هي (تكوين العقل العربي) و(بنية العقل العربي) و(العقل السياسي العربي).

كما أصدر «مدخل إلى فلسفة العلوم: العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي» (1982) و«معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول» في ثلاثة أجزاء، و«مدخل إلى القرآن الكريم».

وألف الراحل أيضاً، «أضواء على مشكلة التعليم بالمغرب» (1973)، و»من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية» (1977)، و«المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي» (1982)، و«إشكاليات الفكر العربي المعاصر» (1986)، و«وحدة المغرب العربي» (1987)، و«التراث والحداثة: دراسات ومناقشات» (1991)، و«الخطاب العربي المعاصر» (1994)، و«وجهة نظر: نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر» (1992)، و«المسألة الثقافية» (1994) و«الديمقراطية وحقوق الإنسان» (1994)، و«مسألة الهوية: العروبة والإسلام والغرب» (1995)، و«المثقفون في الحضارة العربية: محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد» (1995)، و«الدين والدولة وتطبيق الشريعة» (1996)، و«المشروع النهضوي العربي: مراجعة نقدية» (1996).

وقد استطاع الراحل، عبر سلسلة «نقد العقل العربي» القيام بتحليل العقل العربي عبر دراسة المكونات والبنى الثقافية واللغوية التي بدأت من عصر التدوين، ثم انتقل إلى دراسة العقل السياسي ثم الأخلاقي.

وفي نهاية هذه السلسلة يصل الراحل، الذي كانت له مشاركات في الصحف والمجلات، وأصدر مجلة شهرية بعنوان (نقد وفكر)، إلى نتيجة مفادها أن العقل العربي بحاجة اليوم إلى إعادة الابتكار.

العدد 2799 - الأربعاء 05 مايو 2010م الموافق 20 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً