العدد 2801 - الجمعة 07 مايو 2010م الموافق 22 جمادى الأولى 1431هـ

الكاريكاتيريون الخليجيون يجتمعون مرة أخرى

ضمن فعاليات «الدوحة عاصمة الثقافة 2010»

نظم نادي الجسرة الثقافي القطري معرض الكاريكاتير الخليجي الثاني للكاريكاتير والذي بدأ في الأول من مايو/ أيار الجاري واستمر لمدة أربعة أيام انتقل بعدها من إحدى صالات نادي الجسرة إلى كلية البنات، شارك فيه حمد الغائب من البحرين وبدر بن غيث من الكويت وخالد أحمد من السعودية مع نخبة من الرسامين القطريين يتقدمهم الفنان عبدالعزيز صادق وسعد المهندي وسلطان السبيعي ومحمد عبداللطيف، بالاضافة إلى ضيف شرف المعرض الفنان القطري المخضرم سلمان المالك.

ضم المعرض مجموعة كبيرة من مختلف المدارس الكاريكاتيرية، وضم مختلف الاهتمامات الصحافية عندما يعاني كل رسام هموماً مختلفة يتشابه فيها البعض ويختلف الآخر ولكنها كلها تصب في الكاريكاتير الخليجي.

افتتح المعرض الفنان سلمان المالك بصفته مدير إداره المراكز الشبابية بوزاره الثقافة والفنون بالإضافة إلى كونه رسام الكاريكاتير المخضرم في قطر، كما شارك هو أيضاً بلوحات كاريكاتير كانت لها نكهة خاصة في المعرض، حضر الافتتاح مجموعة من رواد نادي الجسرة الذي يُعَدُّ من أعرق الأندية الثقافية في الخليج وتأسس في العام 1960 ويحفل بالكثير من المشاركات الثقافية والفنية واستضافة الكثير من الفنانين والمثقفين العرب.

إن أجمل ما في هذه التجمعات الفنية أن يلتقي أصحاب «الكار» ليتناقشوا فيما بينهم ويطرحوا أفكارهم ويتداولوا همومهم، لم يختلف حمد الغائب مع سعد المهندي عندما طُرح موضوع تقديم الرسم الكاريكاتيري يوماً بيوم وكأنه الخبز الساخن اليومي، أو بعمل مخزون لا يتعدى الثلاثة أيام تحسباً لأي طارئ فني لاسيما والعمل اليومي له خصوصياته ومتاعبه، كما لم يختلف خالد أحمد مع عبدالعزيز صادق وبدر بن غيث عندما تم طرح ردود أفعال القراء وكم هي قاسية أحياناً تحمل في طياتها أحياناً التهديد والوعيد بسبب فكرة هنا أو سوء فهم لفكرة هناك، كما كان أحد أهداف الكاريكاتير الجاد هو الرقي بثقافة الاختلاف بين رأيك ورأي الآخرين وكيف يمكن للرسام أن يقدم التحايل مرة والتنازل مرة أخرى، والفرق بين كاتب الخبر ورسام الكاريكاتير ومساواته بصاحب الفكرة الذي يجب أن يتحمل ردود الأفعال مهما كانت قاسية، على غير صفة الحيادية التي يجب أن يتسم بها كاتب الخبر.

كانت مجموعة المشاركين على موعد في حفل عشاء خاص أقامه الزميل عبدالعزيز صادق على شرف الضيوف في فيلّته الجميلة في قلب الدوحة الجديدة، امتدت حتى وقت متأخر جداً من الليل تسامر فيها الرسامون همومهم بشكل كاريكاتيري صرف، ولم تخلُ تلك الفيلاّ من لمسات رسام الكاريكاتير الذي يعشق فنه بطريقة لا يمكن لك أن تتخيلها، فإنك سترى الكاريكاتير يطل عليك في كل زوايا تلك الفيلاّ ابتداءً من صالة الاستقبال ومكتبه الخاص الذي يعتبره مطبخ الكاريكاتير وصولاً إلى المطبخ الذي تجمّلت زواياه بتماثيل كاريكاتيرية معروضة بشكل جميل.

قراءة في المشاركات

قدّم عبدالعزيز صادق - رسام الكاريكاتير في صحيفة «الراية» القطرية - مجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة التي تعكس هموم الشارع القطري.

وما يميز رسوم صادق الفنية هو الاهتمام الكبير بجميع التفاصيل وكونه متمكناً جداً من أدواته الفنية الإلكترونية، فتراه يمارس التظليل والظل والضوء بدراسة جميلة ومُتقنه، والمدقق للوحات صادق لن يمرر اللوحة سريعاً بل سيرى اهتمامات الفنان في رسم السيارات والدراجات النارية والزي الخليجي القطري.

ويُعتبر عبدالعزيز صادق مدرسة في الكاريكاتير القطري؛ لذلك ترى مجموعة من الناشئة يحذون حذوه متأثرين بنفس خطوطه وتقنياته.

وأما الفنان سعد المهندي رسام الكاريكاتير في صحيفة «الوطن» القطرية فهو أيضاً يتبع مدرسة أخرى مختلفة عن باقي الرسامين في الدوحة، عندما تتأمل رسومه فلن ترى إلا ما قلّ ودل، فهو يتبع المدرسة الصامتة في الكاريكاتير معتمداً على الرمزيات وتبيان التناقض عبر الاهتمام بـ «قبل وبعد» في الفكرة.

سعد المهندي من جيل الشباب، وله شعبية ومواقف مع قرائه تجعله محبوباً ومقبولاً عند القارئ القطري؛ لأنه يراه يتكلم باسمه وينطق بهمومه.

سلطان السبيعي أحد المشاركين أيضاً وهو رسام الكاريكاتير في صحيفة «الشرق» القطرية ومحرر لصفحة «كركتر» الأسبوعية، وهو أيضاً من الفنانين الشباب الذين شقوا طريقهم بأسلوب كاريكاتيري اجتماعي مختلف، فالعلاقات الاجتماعية هي محور اهتماماته في اللوحة الكاريكاتيرية، والبعد الاجتماعي وسيلته لتوصيل أفكاره.

محمد عبداللطيف من صحيفة «الراية» القطرية، أيضاً قدّم أسلوبه في «كاريكاتير القصة» والذي يحتوي على مجموعة من الشخوص الخاصة به بين القطري والمدرس المصري وصديقهم السوداني وزوجاتهم، قصص وأفكار تدور في إطار هذه الشخصيات بمبالغات ساخرة وبحوارات شعبية تحبب القارئ فيه.

بدر بن غيث رسام صحيفة «الآن» الإلكترونية الكويتية قدّم كاريكاتيراً مختلفاً عن المعروض عندما عرض لوحاته بالأبيض والأسود في الصالة، وتناول الأفكار السياسية الكويتية وتناول الفساد بدرجته وحساسيته في الكويت وتناول الحقوق وثقافة التاريخ والقانون والدستور من منظور المتخصص كونه ناشطاً حقوقياً كويتياً ومعلماً لمادة التاريخ بمدارسها الحكومية.

خالد أحمد رسام الكاريكاتير السعودي الذي ينشر رسومه في صحيفة «الوطن» السعودية، هو أيضاً رسام محترف يتعامل بأفكار مختلفة ويوظف العبارات بشكل جميل جداً، أفكاره محط جدل القراء كونها دائماً تأتي بالجديد ومختلفة بل مُفاجئة أيضاً. خالد من الرسامين الذين يعشقون المنظور الثلاثي في اللوحة ويرى أنها الطريقة المثلى لتوصيل الفكرة التي يريدها. ويعتبر رسام الكاريكاتير صاحب حق في توصيل أفكاره ويجب أن يُحترم ويُتحمل.

حمد الغائب رسام الكاريكاتير في صحيفة «الوسط» البحرينية، هو أيضاً تعامل مع ملفاته التي يدافع عنها وحملها معه إلى معرضه في الدوحة، عندما أعطى الفكرة السياسية الاجتماعية منظوراً آخر ليحمل تعاطف زوار المعرض مع قضاياه البحرينية، فسرقة المال العام والعاطلون وتدنّي الأجور وطرق تفكير بعض المثقفين وكتّاب الأعمدة كان لها نصيب الأسد.

يبقى أن زوار هذا المعرض عبّروا عن شعورهم بعد طول مطالعة إلى مجموعة كبيرة من الرسوم الكاريكاتيرية تجاوز عددها 130 لوحة بأنهم حصلوا على مواد دسمة تبقى في ذاكرتهم تعرّفوا من خلالها على همومهم بطريقة مختلفة وتعاطفوا مع الرسامين في دفاعهم عنهم.

العدد 2801 - الجمعة 07 مايو 2010م الموافق 22 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً