العدد 2801 - الجمعة 07 مايو 2010م الموافق 22 جمادى الأولى 1431هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

 

معركة برلمانية أوكرانية من العيار الثقيل!

وقعت يوم الثلثاء الموافق للسابع والعشرين من شهر أبريل/ نيسان من العام 2010، معركة حامية الوطيس داخل البرلمان الأوكراني، حيث اشتبك البرلمانيون بالأيدي، واستخدموا اللكمات الموجهة لبعضهم البعض، مع التراشق بالكلمات والألفاظ بالإضافة إلى البيض الفاسد، أعقبها رمي قنبلتين دخانيتين، ولقد قذف رئيس البرلمان - فولوديمير ليتفين - بالبيض الفاسد من قبل نواب المعارضة، حيث احتمى بمظلة واقية، لتجنب الإصابة بقذائف البيض الفاسد وروائحه الكريهة.
وأسفرت المعركة البرلمانية – الحامية الوطيس – والتي دارت رحاها بين نواب مؤيدين ومتحمسين، ونواب معارضين وغاضبين لاتفاقية بقاء القوات الروسية في قاعدة بحرية، إلى سقوط جرحى من بينهم، تم إسعاف البعض في داخل البرلمان، بينما نقل آخرون إلى المستشفى لتلقي العلاج، ومع ذلك أصرّ وألحّ رئيس البرلمان على مواصلة انعقاد الجلسة، وإعلان الموافقة على القرار النهائي.
وكانت نتائج التصويت قد أفضت بموافقة 236 من نواب الحزب الحاكم في أوكرانيا، على قرار تمديد فترة بقاء الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم لمدة 25 عاماً إضافية، والتي ستنتهي في العام 2042، وذلك مقابل خفض أسعار الغاز الطبيعي، الذي تبيعه روسيا لأوكرانيا بنسبة 30 في المئة.
وقد اتهمت زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة – يوليا تيموشينكو – الحزب الحاكم ومؤيدي هذه الاتفاقية، بالتواطؤ والخيانة وكراهية بلادها، وأن المصادقة على هذه الاتفاقية ستكون صفحة سوداء في تاريخ أوكرانيا المشرق.
من جانبه قال رئيس الوزراء الأوكراني – ميكولا أزاروف – إن أكثر من 60 في المئة من الشعب الأوكراني يؤيدون هذه الاتفاقية، التي ستفسح المجال لهم للحصول على الغاز بأسعار مناسبة، وأضاف بأنها ستوفر فائضاً في الموازنة العامة للبلاد، وبالتالي سيسمح لأوكرانيا بعقد عدة اتفاقات مع صندوق النقد الدولي، وجلب المزيد من الاستثمارات لبلاده، ووضع حدّ لسنوات من الخلافات بين أوكرانيا وروسيا بشأن أسعار الغاز الطبيعي، حيث كانت الأخيرة كثيراً ما تهدد بوقف الإمدادات إلى أوكرانيا.
ونوّه إلى أهمية هذه الاتفاقية ليس إلى أوكرانيا فحسب، بل حتى إلى دول القارة الأوروبية، التي تعتمد على الغاز الطبيعي الروسي، والتي يصلها عبر خطوط الأنابيب التي تمر بالأراضي الأوكرانية.
يذكر بأن هناك مظاهرات حاشدة، خرجت إلى الشوارع، واحتشدت أمام البرلمان، احتجاجاً على الموافقة على هذا القرار، وهم يهتفون بهتافات معادية للحكومة، وقد حاصرتهم قوات الشرطة، ومنعتهم من الوصول إلى مبنى البرلمان.
في حين احتشد مؤيدون للحزب الحاكم، ورفعوا اللافتات التي تحمل شعارات مؤيدة لهذه الاتفاقية، واعتبار كل من روسيا وأوكرانيا شريكين إستراتيجيين، والبرلمان بدوره يؤيد قرار الحكومة.
في حين نقلت وسائل الإعلام أحداث المعركة البرلمانية، وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية، ولم يفرض التعتيم الإعلامي، وقطع الإرسال الإذاعي والتلفزيوني، كما تفعل بعض الدول الأخرى، وتضرب طوقاً إعلامياً على بث وتداول أجهزة إعلامها، لمثل تلك الحوادث والقضايا الساخنة، والتي كثيراً من الأحيان ما تصل إلى حد الفضائح الإعلامية.

محمد خليل الحوري

حوار سياسي دولي دار بين عجائز أمام الخباز

[ في صباح أحد أيام الأسبوع، وكالعادة كنا ننتظر دورنا عند الخباز، دار نقاش سريع بين عدد من الأشخاص الكبار في السن، حول تصريحات أميركا، المتعلقة بإعلان العصابة الصهيونية بناء مستوطنات جديدة على أرض فلسطين الجريحة، رأيت أحدهم الذي قد يتجاوز عمره الستين عاماً، تعبيره وعباراته التي استخدمها تختلف عن عبارات أقرانه الذين شاركوا في النقاش، رأيته عنده قدرة فائقة على تبيان الفكرة التي يؤمن بها بأسلوب سلس وبسيط، رأيته يتحدث بحرقة شديدة، كان يتحدث عن الشعب الفلسطيني المظلوم وكأنه يتحدث عن أهله القريبين جداً منه نسباً، رأيته يحمل في ذاكرته الكثير من الحوادث السياسية، رأيته وكأنه متحدث رسمي عن القضية الفلسطينية، كان حديثه عبارة عن مجموعة من الأسئلة المتتالية، وكان طرحه للأسئلة سريعاً، ليتناسب مع الزمن المحدود الذي يسمح له بالتحدث في مثل هذه الأماكن، سأعرض بعض ما التقطته من حديث ذلك الرجل الكبير في تلك الدقائق المحدودة، وكانت أسئلته متتالية كالتالي، ألا ترون أن في كل مرة تثبت عصابة الكيان الغاصب لفلسطين الحبيبة للعالم أجمع أنها مازالت تتمسك بنظريتها الفاشستية التي تعتقد أن حق الصهاينة الأوباش من الفرات إلى النيل؟ وألا ترون أنها مازالت تعتقد أن القدس الشريف عاصمة أبدية لكيانها؟ وألا ترون أنها أثبتت بالدليل القاطع أنها لم ولن تلتزم بالعهود ولا بالمواثيق التي وقعتها في المؤتمرات والمحافل الدولية بحضور مختلف الأطراف العربية والدولية؟ وألا ترون أنها مازالت تلزم العالم للوقوف معها في كل خطواتها الشيطانية؟ وألا ترون أنها مازالت تهدد أميركا والدول الغربية إن هي حاولت مجرد انتقادها في أي عمل همجي تقوم به ضد إخوتنا في فلسطين السليبة من خلال اللوبي الصهيوني المنتشر في أنحاء العالم الغربي وفي أميركا المتحكم في شريانها الاقتصادي الذي يؤثر بصورة مباشرة على مواقف تلك الدول السياسية؟ وألا ترون أنها مازالت تعتبر استقرار الدول الأوروبية وأميركا اقتصادياً وسياسياً يرتكز على أساس تأييد اللوبي الصهيوني العالمي لتلك الدول؟ ألا ترون أنها ما زالت تعتقد أن الرئيس الأميركي ورؤساء بعض الدول الغربية، إنهم لم يصلوا إلى تلك المناصب إلا بدعم اقتصادي وتأييد سياسي من اللوبي الصهيوني؟ ألا ترون أنها بهذا الاعتقاد تستطيع أن تضرب جميع القرارات الدولية عرض الحائط؟ ألا ترون أنها مازالت تلك العصابة تمد رأسها، على أرض الأنبياء وأرض الإسراء والمعراج شرعياً؟ وألا ترون أنها مازالت ترى نفسها الأفضل بين بني البشر؟ وهذا ما تقوم بتدريسه لتلتقط وتشجع دارسها، وألا ترون أنها مازالت ترى نفسها شعب الله المختار؟ وألا ترون مازالت توهم نفسها أنها الأقوى عسكرياً في الشرق الأوسط؟ وألا ترون أنها مازالت تتمادى في اعتداءاتها على إخوتنا في غزة المظلومة؟ وألا ترون أنها مازالت تراهن على تحالفها مع الغرب وأميركا؟ ألا ترون أنها مازالت تتحدى الأمة العربية والإسلامية في مواجهتها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً؟ وألا ترون أنها مازالت تتعنّت وتتجبر في قراراتها الإجرامية، وألا ترون أنها مازالت تتكلم بلغة التهديد والوعيد والإبادة الجماعية على مسمع ومرأى العالم أجمع؟ ألا ترون أنها مازالت تعتبر اعتراضات الإدارة الأميركية على بناء المستوطنات فرقعات إعلامية إن لم يكن تأييداً مبطناً لفعلها ولإجراءاتها الشريرة؟ وألا ترون أنها مازالت ترى تهجير وإخراج الفلسطينيين من أرضيهم حق مشروع لكيانها الغاصب، وألا ترون أنها مازالت تعيش في أحلام اليقظة على أنها القوة العظمى التي لا تقهر، وألا ترون أنها مازالت تبكي وتتباكى وتذرف دموع التماسيح وتتصايح بصوت عالٍ، وتستعطف العالم الغربي على محرقة هتلر؟ وألا ترون أنها مازالت تلتقط وتشجع الصهاينة في جميع أنحاء العالم للهجرة إلى فلسطين المغتصبة؟ وألا ترون أنها مازالت تقوّي ترسانتها النووية وبتشجيع من أميركا والدول الغربية من دون حسيب ولا رقيب؟ وألا ترون أنها مازالت توهم العالم من أن الظن في صنع قنبلة نووية بعد خمس سنوات في إيران بإمكانها أن تهدد السلم العالمي؟ وألا ترون أنها مازالت تعتبر أكثر من 200 رأس نووي صهيوني تسهم في حفظ أمنها وسلامة مواطنيها من الخطر؟ وألا ترون أنها مازالت الإدارة الأميركية مع الأسف الشديد تصفق لها لصنعها هذا الكم الكبير من الرؤوس والقنابل النووية الفتاكة؟ وألا ترون أن الإدارة الأميركية تلطم على رأسها ووجهها وتبكي ليلاً ونهاراً على الخطر المتوقع من قنبلة نووية واحدة تظن أن بإمكان إيران صنعتها بعد خمس سنوات؟ هذه المفارقة في المواقف الغربية والأميركية المؤيدة لكل ما تفعله العصابة الصهيونية التي تجثم على صدر فلسطين الغالية وتعتدي على أبنائها في وقت وحين، تجعل الإنسان العربي والإسلامي وإنسان العالم الحر في حيرة واندهاش دائم، والجميع يسألون عن اليوم الذي تتمكن فيه تلك الدول التي تتشدق بعناوينها البراقة من التحرر والانفكاك والتخلص من السيطرة الاقتصادية الصهيونية التي أدخلتها في أزمة اقتصادية قاصمة ومازالت تعاني منها، وستبقى سنوات طويلة تعاني منها، نحن نعلم أنها ليس بمقدورها في وقتنا الحاضر مجرد التفكير في التحرر من الهيمنة الاقتصادية الصهيونية مادام عقول ساستها مشدودة بقوة من دون إرادتها إلى عطاءات اللوبي الصهيوني، وجدت الرجل الذي استغل وقوفه أمام الخباز و لم يشعر بحرارة الخبز، لأنه كما قال، لا تلومونني لو رأيتموني غاضباً، اعلموا أن كل فعل صهيوني يمارس ضد إخوتنا في فلسطين يؤلمني كثيراً. وأردف قائلاً، جميع أهل هذا البلد الطيب يعيشون هذا الشعور الإنساني.
سلمان سالم
 

قضية فاطمة... قضية رأي عام

[ إن قضية فاطمة «حفظها الله» ليست سوى قطرة ماء في بحر، فهناك الكثير هناك فاطمة وهناك زينب وهناك مريم وهناك رقية، وهناك أم سعد وهناك أم عيسي وهناك أم أحمد، هناك العجوز وهناك المعاقة وهناك المريضة وهناك الفقيرة وهناك المسكينة وهناك... وهناك... فنحن في مملكة البحرين أرض الإنجازات أرض الامتيازات أرض الحرية والديمقراطية.
إن قضية فاطمة، أظهرت الحقيقة والواقع المر، قضية فاطمة عرت كافة ذلك الزيف الذي نعيش فيه، وبحسب الرواية التي قصتها فاطمة لـ «الوطن» الكويتية فإنه على رغم كل الظروف التي قد تسبب الإحباط واليأس استطاعت أن تصبح بطلة رياضية ترفع علم بلادها وتزين عنقها بالميداليات الذهبية التي حصلت عليها من خلال مشاركتها في الكثير من البطولات في دولة الإمارات والكويت والبحرين والسعودية، فضلاً عن مشاركتها في أولمبياد الصين وتحقيقها الكثير من البطولات والمراكز المتقدمة التي تؤكد أنها قهرت الإعاقة وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن قوة الإنسان ليست في جسده بل في قوة روحه وإرادته، فاطمة معاقة وعلى رغم ذلك كله أعطت الكثير لبلدها، صبرت وصبرت على مشاق الحياة على سكن مؤقت، صبرت على مكرمات (50 ديناراً) صبرت على تجاهل وزارتها المعنية التي طار منها العقل، والحكمة والاتزان، استنكرت وشجبت وهددت، عندما سقطت ورقة التوت، فاعتبرتها الحكومة «فضيحة» ولم تعترف بأنه تقصير من طرفها، ومن أغرب الأمور أن وزارة التنمية أصدرت ذلك التهديد والوعيد بأنها لم ولن تسمح!
وأضافت الوزارة الموقرة بأنها عملت على إعادة «فاطمة « إلى البحرين، وتسير وزارة التنمية الاجتماعية حالياً في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد من يسمح لنفسه باستغلال الضعفاء لجمع المال، من المؤسف أن تتبنى الوزارة هذا المفهوم وهذا التوجه لتواري ضعفها وعدم كفاءتها في التعامل مع الحوادث التي يفرزها المجتمع البحريني الصغير، وبالتالي ضمنياً تجريمها، حيث إن وزارة التنمية الاجتماعية اعتبرت ما حدث في البرنامج التلفزيوني إساءة حقيقية للبحرين قيادة وشعباً، بحجة أن المعوّقة لم تلجأ إلى الوزارة لعرض معاناتها، ولم تطلب لقاء أي من القيادات البحرينية، ولجأت إلى الخارج بعد أن استغلت «ماذا لو طلبت حقها في العيش الكريم فهل ستقوم الوزارة بإيجاد الحلول، أم إنها ستكون على قائمة طابور طويل ممل، مذل، يمتص ما بقي من كرامة وعزة نفس فهناك فقراء وهناك محتاجون وهناك عجائز وهناك مرضي، وهناك أيضاً متقاعدون!
فاطمة وغيرها من أبناء هذا البلد يستحقون الكثير، يستحقون الحياة الكريمة يستحقون الأمن والاستقرار، يستحقون السكن المناسب «وليس مجرد بيت إيواء...» يستحقون التعليم المناسب، يستحقون الرعاية بكافة أشكالها المادية والمعنوية وعلى رأس هذه الاستحقاقات حفظ كرامة الإنسان التي كفلها الدستور.
هل أساءت فاطمة إلى الوطن لا وألف لا، فحكومتنا قد سبقتها ومنذ عقود في طلب العون والمساعدة فهي مباحة للأخيرة ومحرمة حرمة «خيانة الوطن»، حسب تعبير الوزارة بقولها إساءة للبحرين قيادة وشعباً، من أساء إلى فاطمة، من أساء إلى المعاقين، من أساء إلى مواطنينا البسطاء المحتاجين؟ من أساء إلى الفقراء والأرامل، من أساء إلى المتقاعدين.
خالد قمبر
 

بأي ذنب ظلمت

[ في القرن الخامس الميلادي عُقِد مجمع ماكون المقدس في أوروبا، للبحث في مسألة تتعلق بالمرأة، وهي هل المرأة مجرد جسم لا روح فيه ؟ أم لها روح ؟ وقرروا أخيرا أنها خالية من الروح المنجية من عذاب جهنم، ماعدا أم المسيح، وفي فرنسا عُقد اجتماع سنة 1586 ليبحث شأن المرأة، وما إذا كانت تُعدُّ إنساناً أو لا تُعدُّ إنساناً، وبعد النقاش قرر المجتمعون أن المرأة إنسان، ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل. كثر أولئك الذي كتبوا عن المرأة، وتكلموا عن الظلم الذي لاقته من المجتمعات عبر الدهور، سواء من الذين حطّوا من قدْرها، أو الذين أهانوها وجوّزوا ضربها وتعذيبها وتحقيرها، تارة بعنوان أنها مخلوق لخدمة الرجال، وتارة لاعتبار إن لها صفات غير إنسانية، وكأنها من جنس آخر كالشيطان، وجل الذي توصلوا إليه البعض أن المرأة سواء كانت زوجة أو أما أو أختا فهي شريكة، والنصف الآخر من المجتمع، وأنهن شقائق الرجال، ولكن الواقع مازال بعيدا عن هذا المرام، ويبحث له عن أفعال لها مصاديق فعلية.
كل ذلك لا يجافي الحقيقة، فالمرأة قد ظلمت بحق، وأي رد اعتبار لها ليس تفضلاً ومنة، فهو حق وأمانة على المجتمع، أن يردّ لها ما سُلب منها، على أن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا إذا فهم المجتمع الأثر المترتب عليه، من آثار ظلمه إلى نصفه الآخر إذا جاز التعبير، إذ الأمر ليس متعلقاً بالمرأة فقط، ولو أنها صاحبة الشأن، فظلمها متعلق بكل كيان المجتمع، ابتداء من ظالمها إلى المحيطين بها، ومن ثم مجتمعها. ليس من العدل أن يعمل الإنسان ضد نفسه، إلا أن يأتي بالحكمة التي تبرّر له فعله، إذ لا يمكن أن يأتي الله بحكمة ويخالفها الناس إلا ويسألهم، إن كانوا يملكون جوابا عن سبب مخالفتهم لحكمته، فالتبديل والتغيّر في شرعة الله انعكاساته كارثية، فظلم المرأة أياً كانت، وفي أي زمان كان، تترك بصماتها وتعكس آثارها على كثير من وقائع حياة الإنسان، ابتداءً من الاستقرار العاطفي والنفسي والسلوكي، فالأبناء ليس متاح لهم ذلك الاستقرار، وهم يتعايشون مع نظام لا يقدّر دور الأمومة الحقة، وهو عامل مهم في نجاح الأسرة، والزوج لا يمكنه أن يكون رحيما بمجتمعه، وهو يمارس أبشع أنواع الظلم ببيته، والمجتمع لا يمكن أن يتراحم، وهو لم يشهد الرحمة في أغلى كائن عنده. لو أتينا باستبيان مبسط عن عائلتين متناقضتين، إحداهما تمارس فيها الزوجة حقها الطبيعي الذي يتناسب مع خلقتها، وعُوملت كأساس وعمود لا يمكن الاستغناء عنه أو تهميشه، والأخرى لا تستطيع الزوجة أن تقول لا، فهي مهمشة مهضومة ومكسورة الجناح، وظيفتها الخدمة وتلقي الشتائم والسباب، وليس لها حق أن تُعامل حتى كإنسان، فأي من العائلتين سيكتب لها النجاح، سواء على الزوج أو على بقية أفراد الأسرة، ومن ثم، أليست الأسر هي نواة المجتمع، ومجموعها هي مكونات الأمم، بهذه المفارقة يكون تقدم المجتمع، فلا يحسب سعادة المجتمعات بسعادة بعض أفرادها، وسواء كانت المرأة مظلومة، أو الرجل وضع في محل ظلم المرأة، فالأمر سيّان في انعكاسهما على المنظومة الإنسانية، التي لا تسير بنصف طاقتها، وإن سارت فعلى النصف الآخر تبعات تعطيل النصف الآخر من طاقته.
الزوج الأم الأخت كلمات أو ألفاظ أو مفاهيم تدل على صفاتها، فالزوج مفردة ليست محددة بجنس، فهي قائمة على اقتران جزءين، ليكونا كليهما ظهيرين مكملا للآخر، ليُشكّلا وحدة واحدة صحيحة، لا تكتمل إلا باندماجهما الصحيح، أما الأم فهي المحضن الأول، ومنها اتسع وشمل معنى الأصل، سواء لوجود الشيء كالأم، أو التربية أو الإصلاح أو المبدأ، أما الأخت فهي سمت الأخ، تشكل تلك المصطلحات لشخوص ليس دورها مكملا للآخر، بل هو النصف الذي لا يكتمل ولا يرقى إلا برقيهما معا، والرهان على علو طرف على الآخر رهان خاسر. كل الدلائل والإحصاءات تشير إلى أن صلاح كل ركائز الأمة مرهون بعدم ظلم المرأة، لأنه ظلم لكل مكوّنات الأمة وسبب مؤكد لفشل الأسرة نزولا، والأمة صعودا، لذلك يبقى سؤال وجيه يبحث عن إجابة منطقية، بأي ذنب ظلمت، ليعرف سبب تخلّف الأمة هل علتها من تكوين المرأة، الذي هو عنصر أساس في النظام الكوني، أم من الظلم الذي مورس عليها، لتظهرها بصورة الكائن المتخلف الجاهل، الذي لا يستحق إلا الزجر والعقاب، فعن أي صلاح يرتجى لرقي هذه الأمة، ومازالت تجلد نفسها بنفسها.
طاهر عبد الكريم
 

رحمك الله والدي الغالي

[ ها أنا ابدأ مقدمتي بدموع الألم، والأسى، بالدموع المتدفقة التي لا تتوقف إلا للحظات قليلة، أو لثوانٍ معدودة، وها هي مقدمة موضوعي المتواضع تتوشح باللون الأسود، معلنة الحداد، محتواها الحزن الوخيم، نعم الحزن الذي يعتصر قلبي، وأنا مكبلة .. لا اعرف من أين المفر ...
فهذه هي أيامي التي أعيشها، متوشحة بالحزن، حزينة لفقدان أغلى ..واعز إنسان على نفسي، نعم هذه الأيام افتقد فيها والدي الغالي (رحمه الله)، الذي أحبه قلبي حباً جماً، لقد رحل عني وأنا في أمس الحاجة إليه، فأنا محتاجه إلى حبه، وقلبه الكبير ... الحنون الرحيم، وقربه الذي يمثل لي السعادة، والراحة، والأمان، وطيبته التي لم أرَ إنساناً في هذه العالم يمتلكها . فها أنت متواجد معي، ملتصق بروحي ...لا تفارقني، متواجد معي في كل مكان، في بيتنا الذي عشنا فيه، في البيت الذي ضحكنا وتسامرنا فيه، على رغم صغر هذا البيت ألا أننا كنا نراه كبيراً بمحبتنا واحترامنا وإخلاصنا لبعضنا البعض، فهذا الشارع الذي مررنا فيه، وهذا المكان الذي تواجدنا فيه، جميعها تذكرني بك، حتى همس صوتك، ضحكاتك، كلماتك أتذكرها جيداً، فأنا لن أنساها، ولن انسي الأيام الجميلة والحزينة، التي عشناها سوياً، يوماً بيوم، ساعة بساعة، سنة بسنة، بقلب واحد، وعقل واحد، في السراء والضراء، هذا ما كنا عليه، وسنبقى على هذا النهج مهما حيينا في هذه الحياة الزائلة . نعم والدي الغالي سنظل على نهجك، نحب بعضنا البعض ...نكون يداً واحدة ..ونحب الناس ونحترمهم، هذا ما علمتنا إياه .. وسنبقى عليه . ها أنت ذهبت إلى رب كريم، ولكن لم يذهب ذكرك، فأنت باقٍ بيننا، وبين كل إنسان يعرفك، فإن الناس جميعهم تذكرك بالخير، فهذا يعني لي الكثير، فأنا فخورة بك في وجودك وغيابك بين الناس بأنك أبي .
والى هنا تتوقف الكلمات، عاجزة عن وصفك ورثائك، فأنت اكبر من هذه الكلمات البسيطة التي لا توفي بحقك . فلا يسعني ألا أن أقول لك ...إني احبك كثيراً، وافتقدك كثيراً، ولن أنساك مهما حييت على هذه الأرض، فأنت متواجد في فكري، ومتربع في قلبي الحزين، الذي يفتقد حضورك ورؤيتك ...فأسأل الله عز وجل أن يجمعني وإياك في جنات الخلد .
بنات المرحوم
الحاج إبراهيم جابر عبدالله معيوف

في رثاء «السيد الماجد»

[ أنت الجود والمجد ومنك نستقي الجود!
أنت جواد وستبقى في قلوبنا أجود
أفي منتصف الشهر تغادر وترحل دون موعد؟
أفي منتصف الشهر ترحل عنا ولا تعود؟
ألم يمهلك الدهر قليلاً حتى تكتمل فرحة العيد
سنظل نذكرك دوما إلى الأمد البعيد
فألم الفراق سيظل يجمعنا وهو الشيء الوحيد
فإلى الجنان يا سيد يا أمجد
هكذا إذن فارقتنا يا سيد
وهكذا إذن فقدناك دون موعد
دون مهلة مع هذا الزمن الغادر الذي خطفك منا فجأة
أم أنت استعجلت الرحيل ياسيد
هكذا إذن عاشت القلة القليلة من هذه الفئة من الرجال الملتزمة بالله المخلصة لتعاليم دينه وأوليائه والسائرة على نهج آل بيت محمد (ص) والمتفانية في عملها وخدمة وطنها رغم قسوة العيش وصعوبة الحياة التي عايشتها طوال حياتك إن كنت مهاجرًا أو حاضراً في بلدك، كأن همك هو الإخلاص فقط وليس سواه في بناء مجتمعك وبلدك... (الشيخ محمد جواد) أنت أحد رجالات الدين الشرفاء والعلم والمعرفة والخلق الرفيع الذي دشنت مشروعك الاجتماعي في القرية وأحد رجالات البريد الذي عايشت هذا المرفق الحيوي منذ انطلاقاته في السبعينيات، ثم التحديات في الثمانينيات، ثم المرحلة الأخيرة والتي تسمى مرحلة التحديثات الجديدة التي واكبت عودتك للبريد، أنت كنت جوادا مع الجميع لما تحمله من تواضع وخلق رفيع وأداء ثابت وإخلاص لا حدود له في عملك إذ استطعت من خلال سيرتك الحسنة هذه أن تنفذ إلى قلوب جميع العاملين الذين عملوا معك وأن تؤلف قلوب الموظفين فيما بينهم وممن عمل معك طوال حياتك على قلب واحد فقط وهو العمل والإخلاص و»بس»!
سيد معتوق ومنذ أن عرفتك وعرفناك وعملت معك وجدتك أهلاً للعمل والتفاني فيه دون تقصير، ولا إهمال ولا كلل وملل ولكن فجأة فجعنا بك وفجع موظفو البريد قاطبة بوفاتك وبرحيلك عنا وذلك في ليلة الخامس عشر من رمضان الموافق الرابع من سبتمبر/ أيلول 2009 وكأنها رسالة مسافر لن يعود ولمن يسأل عنك حيث اختارك الله في يوم من أفضل الأيام وهو يوم الجمعة المباركة وفي شهر من أفضل الشهور عند الله وهو شهر رمضان، فياله من تكريم لك ولنياتك الحسنة السليمة وياله من تشريف نلته نظير أعمالك، ونياتك وخدماتك الرفيعة، إن في ساحات الخدمة البريدية التي عملت فيها وتنقلت بين أقسامها أو في الساحة الدينية أو في الساحة الاجتماعية التي كانت مشروعاً يشغل بالك ووقتك في قريتك كما كنت تردد مقولتك «سنجعل من هذه القرية قرية نموذجية» ملازماً ومواظباً عليها إن إقامة الصلاة او المساهمة في التثقيف الفقهي في القرية أو متابعة أمور المحتاجين طوال حياته على رغم حملك هماً كبيراً وهو مرضه الطويل الذي لازمه حتى خطفك عنا!
سيد معتوق إنك لم تمت بل باق (إذا مات المؤمن انقطع من الدنيا إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ابن صالح يدعو له) وها أنت تحرز غالبيتها فصدقاتها تصل إلى البعيد والقريب من المحتاجين ورسالتك في قلوب طلابك وحبك لآل بيت المصطفى (ص) وأبنائه المعصومين، وأما خلقك وسيرتك فالكل يعرفها ويعرف خدماتك وتواضعك في المجتمع القريب منهم وحتى البعيد عنك الذي عرفك وكان متمثلاً في وقوفه ومساندته لك والحضور الكبير في ليلة رحيلك وفي ساعة تشييعك الرهيب إلى مثواك الأخير وفي أيام التعزية، من مختلف طبقات المجتمع ويكفي فخراً انك نلت تقدير واهتمام ومنزلة سماحة العلماء الأفاضل، ربي وسيدي ومولاي اللهم ارحمه برحمتك الواسعة وأسكنه واسع جنتك وأسبغ عليه من لطائفك واحشره مع المؤمنين.
مهدي خليل

الاحتيال باتخاذ اسم كاذب

[ تناولنا في مقالات سابقة جريمة الاحتيال في 4 أجزاء، واستكمالاً لها سوف نلقي اليوم الضوء على الاحتيال باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة.
إن الاحتيال بهذه الوسيلة يتحقق بصدور كذب من المتهم يتعلق بموضوع معين وهو اسمه أو صفته، فإذا اتخذ المتهم اسماً غير اسمه أو صفة غير صفته، فانخدع بها المجني عليه ووقع في الغلط وأقدم على تصرف تحت تأثير هذا الغلط فإن جريمة الاحتيال تقوم.
الاسم الكاذب: هو اسم غير الاسم الحقيقي للمتهم والذي يكون إثباته عن طريق الهوية الشخصية (البطاقة الذكية) أو جواز السفر أو رخصة القيادة.
وهذا التعريف المتسع يضم حالات عديدة: فهو يضم حالة اتخاذ المتهم لنفسه اسم شخص آخر له وجود حقيقي ومعروف في المملكة، وحالة اتخاذه اسم شخص خيالي ليس له وجود، ويدخل في نطاق النصب حالة إبقاء المتهم اسمه الشخصي وتغيير اسم عائلته؛ ما يجعل أي نصّاب ومحتال في الانتماء كذباً إلى هذه العائلة بهدف الاحتيال والنصب ولذلك يجب التأكد من هذه الأمور بشكل صحيح ومن خلال الطرق الرسمية.
الصفة غير الصحيحة: الصفة الصحيحة تحدد معالم الشخصية، وإذا كانت معالم الشخصية عديدة ومتنوعة، وغير قابلة للحصر فإن الصفات التي يتصور أن يتعلق الكذب بها ويقوم بها الاحتيال غير قابلة للحصر.
أهم الأمور الواقعية التي يتم النصب بها في مجال الصفات:
1 - الادعاء بصلة القربى كادعاء المتهم علاقة قربى أو زوجية أو مصاهرة بشخص هو محل ثقة المجني عليه، إذ إن هذا الأسلوب من شأنه أن يضفي ثقة المجني عليه، ويضفي الثقة المالية على المتهم لوجود شخص سيضمن وفاء المتهم بما تعهد به، وذلك على عكس الحقيقة، ومثالاً لذلك ادعاء شخص أنه ابن أو أخ لأحد رجال المال المعروفين، والتوصل بذلك إلى الحصول من تاجر على سلع بإيهامه صراحة أو ضمناً أن ذلك الثري سيدفع ثمناً فإن ذلك يعد جريمة احتيال.
2 - الكذب بشأن المهنة: فإذا ادّعى المتهم مهنة ليست له، كما لو أنه ادّعى أنه طبيب أو مهندس أو صحافي أو تاجر وتوصّل بذلك إلى الاستيلاء على مال فهو نصّاب، ومثال على ذلك من يدّعي أنه تاجر ويتوصل بذلك إلى الاستيلاء على مال كعربون عن صفقة يكون نصّاباً.
وتقوم أيضاً جريمة النصب عن طريق ادّعاء صفات كاذبة إذا ادّعى المتهم كذباً عن مركزه الاجتماعي في جوانبه المتعددة، سواءً الجانب الشرفي كحمل رتبة أو وسام أو عضوية لجنة أو الجانب العلمي كحمل إجازة علمية (شهادة) دراسة كالبكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه لأن الثقل الاجتماعي يعطي الشخص حتماً ثقة مالية، أي أن درجة الثقة والأمان تزداد حينما يكون الشخص من عائلة وذا مكانة ودرجة علمية، فإذا كانت كل هذه الأمور كاذبة فإنه حتماً نصّاب إذا استولى على المال بناءً على هذا الكذب.
لذا ننبّه المواطنين والمقيمين بضرورة تحلي الدقة قبل البدء في مشروع تجاري والتأكد من شخصية الطرف الآخر في المعاملة المالية.
وز ارة الداخلية

العدد 2801 - الجمعة 07 مايو 2010م الموافق 22 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً