العدد 758 - السبت 02 أكتوبر 2004م الموافق 17 شعبان 1425هـ

استشاريون في المهجر

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الصحافة علمت الناس والمؤسسات طيلة 30 عاماً أن تقدم لهم ما يرضونه، لهذا نرى أن من يقترب من المحرمات ينفى من الصحافة. هذه منهجية قديمة خلقت لنا مثقفين يتحركون بصوتين ولهم خطابان: خطاب معلن وخطاب غير معلن. وهذه الثقافة الشيزفرينية الانفصامية ساعدت على انتشار ظواهر المديح ومسح الجوخ والعزف على الإيقاع الذي يتناسب مع جوقة السلطة. صحافي يدعي أنه شمشون الجبار والقلب الحنون على الوطن، تراه يرقص رقصة الذئاب القطبية ينام 9 أشهر ويستيقظ في آخر الشهر للرقص على أية فتنة يراد منها تقسيم المجتمع فئوياً. بهذا المنطق أصبحنا ضائعين... بلا هدف، نقابل الأزمات بالأهازيج والرقص تماماً، كما فعلها تلفزيون البحرين عندما انقطع التيار الكهربائي فراح يرقص «عيدي يا بلادي».

ما سيحفظ البحرين هو العقلانية في الطرح والواقعية في الأداء ومصارحة السلطة والمجتمع بأخطائهما. السلطة شبعت نفطاً منذ 70 عاماً وعلى رغم ذلك نجد تيار الماء مازال يتقطع عن سترة وبعض قرانا ومدننا... النفط ارتفع ارتفاعاً جنونياً، فلو أعطي الشعب من كل برميل دولاراً لتغير واقعنا وهذا ما نطالب به... أعطوا الناس مالاً، أسسوا لجنة رسمية مشتركة لتحصي كل البيوت الجائعة في البحرين للحد من الفقر، فالبحريني هو الخليجي الوحيد الذي لا تشم فيه رائحة النفط وهناك الكثير من الأموال أُهدرت، لكن مادمنا وضعنا القطار على سكة الحديد الصحيحة بمشروع جلالة الملك، فلماذا لا نتساعد في ذلك؟

هذه مقدمة للدخول في ملف البحرنة... قبل أسبوع دخلت إلى عدة مجمعات كبرى في البحرين... المطاعم مليئة بالعمال الأجانب، الـ «كوفي شوب» عماله أجانب، ذهبت إلى مجمع قرب المركزي، حراس الأمن فيه أجانب، هل هذه الوظائف تحتاج إلى عبقرية ليوظف البحريني فيها؟ هذا الأمر يقودني إلى إشكال يسمى في الحقول العلمية بظاهرة نزيف الأدمغة (هجرة العقول البحرينية إلى الخارج) وهنا اضطر إلى الدخول إلى تراجيديا وزارة الصحة، ولا أريد أن أرد على الأخ شوقي المناعي فأوصيه بالرجوع إلى كتاب توفيق الحكيم «أنا والحمار». أعتقد أنه بقراءته المقابلة سيفرق بين ما كنت أقصده وما فهمه، وأقول له: لست بحاجة إلى وعظ وأستذة من أحد، وإذا كان عندك وعظ فوفره إلى الطالبان.

هنا أريد أن أطرح سؤالين على وزارة الصحة: لماذا الطاقات البحرينية من أطياف المجتمع البحريني هاجرت إلى الخارج؟ لماذا لا يتم استقطاب هؤلاء الأطباء البحرينيين من الخارج ليخدموا وطنهم؟ وأتمنى من الوكيل عزيز حمزة أن يجيب على السؤالين. وهنا أطرح عينة من هؤلاء الأطباء فقط:

1- باسم مبارك، استشاري تخدير، كندا.

2- إبراهيم الهاشمي، استشاري أمراض الدم وسرطان أطفال، كندا.

3- علي مجيد، استشاري جراحة تجميل، كندا.

4- مسعود الزيرة، جراح قلب، أميركا.

5- هيثم يوسف، استشاري عناية قصوى/ أطفال، أميركا.

6- عادل غلوم، استشاري عناية قصوى/ أطفال، أميركا.

7- وفيق محمود، استشاري عناية قصوى/ أطفال، السعودية.

8- أسامة العرادي، استشاري جهاز هضمي، السعودية.

9- دينا الخيامي، استشارية مناعة أطفال، السعودية.

10- لجا الطريف، استشارية طب نووي، أميركا.

هذه بعض الأسماء التي أحصيتها وسأقوم بالبحث عن بقية أسماء الأطباء البحرينيين المنثورين في الخارج. السؤال المهم: لماذا لا يحتضن هؤلاء الأطباء في البحرين؟ لماذا هاجروا؟ لماذا لا نوفر لهم الاحتضان الذي يتناسب مع عطائهم من ناحية الاستقرار الوظيفي والمالي؟ هل نحن بحاجة إلى جلب أجانب وأطباؤنا منثورون في الخارج وفي الغربة؟

قبل أسبوع تلقيت اتصالاً من طبيب بحريني يتكلم من وراء البحار، كاد يبكي في الهاتف من حزنه الشديد، وبقي نصف ساعة يتكلم عن الأطباء البحرينيين المنثورين في بقاع العالم. أليست البحرين أحق بكل هؤلاء ممن نعرفهم وممن لا نعرفهم؟

سأفرد لكم تفاصيل من هاجر إلى الخارج بسبب غربة الوطن. والأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت.

والسؤال المهم: لماذا لا نعمل على تشجيع واحتضان من يرغب من هؤلاء في الرجوع إلى البحرين وإعطائه الامتيازات نفسها الموجودة في الخارج؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 758 - السبت 02 أكتوبر 2004م الموافق 17 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً