العدد 760 - الإثنين 04 أكتوبر 2004م الموافق 19 شعبان 1425هـ

نقل الصراع خارج دارفور يضر بالقضية

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

جاء في الأنباء أن متمردي دارفور هاجموا قرى في منطقة غبيش بولاية غرب كردفان على بعد 700 كيلومتر جنوب غرب العاصمة السودانية الخرطوم وهي ولاية مجاورة للإقليم المضطرب. وذكر أن الهجوم تم بأسلوب الكر والفر وأسفر عن مقتل وإصابة عشرين شخصا في محاولة لتوسيع نطاق الصراع إلى كردفان التي تعتبر ولاية معقل للقبائل العربية التي تنحدر منها ميليشيات «الجنجويد» التي يسعى المجتمع الدولي لكبح جماحها والمتورطة بارتكاب فظاعات في دارفور. غير أن هذا التوجه الجديد للمتمردين بمهاجمة مناطق آمنة خارج الإقليم يضر كثيرا بقضية دارفور إذ من ناحية يعتبر خرقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار ومناقض من ناحية أخرى لتصريحات الأمين العام لحركة «تحرير السودان» إحدى حركتي التمرد ميني أركو ميناوي التي دعا فيها الحكومة السودانية الأسبوع الجاري للالتزام باحترام ذلك الاتفاق.

وربما يثير الهجوم على ولاية كردفان القبائل الرعوية ويدفعها إلى الأخذ بالثأر وابادة مواطنين من دارفور استوطنوا المدن الكردفانية بل وفي العاصمة. وربما هاجمت تلك القبائل حتى القوة الإفريقية التي أرسلت لحماية المدنيين والمراقبين الدوليين. وتقضي الاستراتيجية الجديدة للمتمردين على التعاطف الذي تجده قضية دارفور من أبناء الأقاليم الأخرى من حيث إن الإقليم له مطالب عادلة ويعاني فقدان التنمية والبنية التحتية الأساسية. كما يحرج نقل الصراع خارج دارفور القوى الخارجية التي تدعم موقف المتمردين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا التي يزور رئيس وزرائها طوني بلير الخرطوم يوم الأربعاء، إذ تتكشف الاستراتيجية التخريبية التوسعية للمتمردين أمام الرأي العام العالمي وخصوصا لدى الاتحاد الإفريقي الذي يرعى مفاوضات السلام. يجب على حركتي التمرد في دارفور أن تجنحا للسلم وتفعيل الحوار من أجل الحل السياسي إذ إن كل الظروف الآن مواتية للحصول على جميع أهدافهم الموضوعية من دون تعسف وإفساد

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 760 - الإثنين 04 أكتوبر 2004م الموافق 19 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً