العدد 766 - الأحد 10 أكتوبر 2004م الموافق 25 شعبان 1425هـ

جايتكس دبي وجواهر البحرين

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري احتضنت دبي معرض جايتكس، وفي 5 أكتوبر احتضنت المنامة معرض الجواهر العربية. ولسبب ما استحضرت ذاكرتي المعرض الزراعي الذي كانت المنامة - حينها - العاصمة الخليجية الوحيدة التي تقام على أرضها المعارض.

الفرق بين جايتكس في بدايته وجايتكس اليوم أنه تحول إلى جانب كونه معرضا لمنتجات وخدمات تقنية المعلومات إلى بؤرة راقية تتمحور حولها صناعة المعلومات في الشرق الأوسط. لقد ترعرت وأينعت في ربوع جايتكس مشروعات صناعية وتجارية وخدماتية عالمية، أصبحت تدر على حكومة دبي سنويا وبشكل مباشر مئات الملايين من الدولارات وبشكل غير مباشر المليارات منها.

هنيئا لدبي ما زرعت وجنت - ما يهمنا هو البحرين - فمن يتابع انطلاقة المعرض يجده يقام ويدار بعقلية - باستثناء بعض التحسينات الشكلية - لم تتجاوز عقلية المعرض الزراعي الذي كان يقام في الخمسينات.

معارض القرن الواحد والعشرين لم تعد مجرد حجز مساحات على أرض المعارض والقيام ببعض الحملات الإعلانية التقليدية في بعض القنوات الإعلامية، إنها أكثر تعقيدا من ذلك وينبغي أن تكون طموحاتها أبعد من ذلك أيضا.

لا يكفي ان يعيش معرض الجواهر العربية على أمجاد سمعة صناعة الذهب البحرينية فليس أسهل من تجاوز هذه السمعة من خلال أكثر من طريق.

ليس القصد من هذه المقارنة جلد الذات بقدر ما هي محاولة للاحتفاظ بما في اليد أولا خشية أن يجردنا منه الآخرون الأكثر خبرة وديناميكة، وتطويره ثانيا كي نحافظ على مركز المقدمة بالكفاءة التي يتطلبها ذلك المركز.

ينبغي ألا تبهرنا أرقام المبيعات - على رغم أهمية ذلك - فنكتفي بالبيع فقط. من لهم علاقة بالمعرض وفي مقدمتهم الدولة مطالبون بالانتقال من مواقع العرض إلى مستوى تحويل المعرض إلى صناعة متكاملة من بين أهمها: «مركز دراسات ومعلومات عن سوق المجوهرات العالمية» مركز تدريب لتأهيل اليد العاملة المحلية للانخراط في هذه الصناعة «هيئة مهنية مؤهلة وذات صلاحيات لتنظيم سوق المجوهرات البحرينية كنقطة انطلاق نحو السوق العالمية» البدء بوضع الأسس الصحيحة لبناء صناعة مجوهرات متينة قادرة على المنافسة في السوق الإقليمية أولا، والعالمية في مرحلة لاحقة ولكي نوضح ما نصبو إليه وما نطمح إلى ان نرى صناعة المجوهرات البحرينية عليه بعد خمس سنوات على سبيل المثال لا الحصر، يكفي أن نشير إلى أن اليوم هناك 4 جايتكس: دبي، جدة، بيروت، حيدر أباد وقائمة المنتظرين طويلة. وعلى هامش ذلك وفي محيطه هناك مدينة دبي للإنترنت، واحة دبي للمعرفة مركز دبي المالي قبة دبي لسباق السيارات..... إلخ.

أما في البحرين فهناك معرض مهدد بأن ينتقل إلى دبي إذا لم ندخله غرفة الإنعاش، لإنقاذه اولا وتطويره ثانيا.

واللبيب بالإشارة يفهم

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 766 - الأحد 10 أكتوبر 2004م الموافق 25 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً