العدد 767 - الإثنين 11 أكتوبر 2004م الموافق 26 شعبان 1425هـ

ضحايا العنف الأسري...وغياب الوعي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

«أن تضرب الزوجة (...) أن تشتم الزوجة (...) هو أمر مقبول اجتماعيا عند بعض الأسر، فالتأديب من قبل الرجل ضرورة (...) والمرأة عليها ان تقبل من دون اعتراض او دفاع عن نفسها (...) وان تصمت من دون شكوى حتى لا تحرم من ابنائها او حتى تحفظ سمعتها في المجتمع لان العرف يفرض واقعا يقول: «هو رجل وانت امرأة فذلك فرق كبير».

تلك السطور التي خطت في بداية المقال ما هي الا مجموعة افكار تنوقلت ونوقشت امس الاول من قبل مجموعة في مجلس عفاف كانو التي احتضنت مشكورة ندوة تثقيفية عن ظاهرة وأشكال العنف الاسري في البحرين التي قدمتها اختصاصية علم النفس بنة بوزبون.

وطبعاً، إن ظاهرة العنف ضد الزوجة تحديداً لا تفرق بين طبقة اجتماعية دون اخرى فالجميع معرضون لذلك من دون استثناء بل انها تعد احدى القضايا المتفشية في مجتمعنا البحريني بصورة لا تقل في حجمها عن بعض الدول الغربية مثل بريطانيا التي تصل نسبتها الى 30 في المئة، بينما في كندا 29 في المئة.

وهي النتيجة التي توصلت اليها دراسة بوزبون المنشورة في كتابها «العنف الاسري وخصوصية الظاهرة البحرينية» على 178 حالة من الزوجات المتعرضات للعنف من قبل ازواجهن، أي من اصل 605 وهو ما يعادل 29,4 في المئة من افراد العينة وهي نسبة كبيرة إلى حد ما، اذ يتعرض ثلث افراد العينة للعنف.

ومع ذلك فإن بوزبون التي بصدد تأسيس جمعية لمناهضة العنف الأسري في البحرين ترى ان النسبة قد لا تعبّر عن الحقيقة الكاملة كون أن التحدث في مثل هذه المسائل الخاصة يعبر عن نوع من «الفضيحة» التي تمس بكرامة وخصوصية الاسرة بالاضافة الى النظرة التي قد تلاحقها من المجتمع.

وقد يكون الحل الاسلم لذلك هو اقامة ملجأ لاحتضان الضحايا من النساء والاطفال مع توفير الحماية اللازمة لهن بالتعاون مع وزارة الداخلية التي قد تساهم في الحفاظ على الكيان الاسري.

فعملية التصدي والمعالجة لهذه الظاهرة هي عملية مستمرة ومع وجود مراكز خاصة او عيادات في هذا الاختصاص كالتي موجودة في مبنى المحافظة الشمالية التي تتلقى حالات بشكل مجاني كل يوم اثنين هي خطوة ايجابية تساهم بصورة او بأخرى في التخفيف من حدة مشكلة العنف الاسري لكن ذلك لا يكفي وهي بادرة شخصية جاءت من بوزبون.

كما ان على وسائل الاعلام في البلاد وتحديداً المرئي منها ان تركز على إبراز السلبيات الاجتماعية التي تعايش يوميا داخل مجتمعنا ومناقشتها بصراحة تامة بدلاً من مناقشة جزئيات المشكلة او تجاهلها تماماً لان دورها قد يكون فعالا بالاضافة الى الابتعاد عن عرض مسلسلات مبتذلة تركز على ضرب المرأة وكأنه شيء طبيعي وجزء من ثقافة المجتمع.

لهذا، فإن المسئولية تنصب على اكثر من جهة ولابد من العمل المشترك على المستويين الحكومي والشعبي حتى نحد من ظاهرة العنف في البلاد التي بدأت تأخذ شكلا وصورا مختلفة على ارض الواقع

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 767 - الإثنين 11 أكتوبر 2004م الموافق 26 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً