أكدت قمة طرابلس الخماسية في ختام أعمالها رفضها أي تدخل أجنبي في أزمة دارفور باعتبارها قضية إفريقية صرفة، كما دعت حركتي التمرد إلى التوقيع على بروتوكول أبوجا الإنساني. وأكدت الليلة قبل الماضية «الالتزام بسيادة السودان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه». وشدد القادة الخمسة «على أهمية عدم التدخل في شئونه الداخلية بشكل يعرقل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والأمن في السودان». وتم أيضاً تكليف وزراء خارجية الدول الخمس بتشكيل آلية لمتابعة الجهود المبذولة على الأرض في إطار الاتحاد الإفريقي، ورحبت مصر باستضافة أول اجتماع في هذا الشأن في القاهرة. وأضاف البيان أن «زعيم الثورة الليبية كلف إجراء الاتصالات مع الأطراف المعنيين في دارفور ومواصلة هذه الاتصالات إلى أن يتم التوصل إلى حل دائم للأزمة».
وأشاد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل بنتائج هذه القمة، وقال إنها وجهت رسالة إلى المجتمع الدولي «تؤكد أن إفريقيا تريد أن تتحمل كامل مسئولياتها وترفض أي تدخل أجنبي». وأضاف أن النظام الاتحادي ربما «يكون أفضل نظام في دارفور»، مشيراً إلى أن «ذلك يعني الحق في انتخاب حاكمهم والبرلمان الخاص بهم وتولي شئونهم الداخلية». ومن جانبه قال متحدث باسم حركة «العدالة والمساواة» إنهم لا يطالبون بحكم ذاتي وإنما سلام شامل.
ومن جهة أخرى ذكرت صحيفة «الشعب» الرسمية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني أن جهوداً حثيثة تبذلها المجموعة العربية داخل الأمم المتحدة مدعومة بتأييد الكثير من الدول الإفريقية بهدف تنسيق المواقف مع الصين لبحث كيفية التعامل مع القرار. وقالت الصحيفة في تعليق نشرته أمس إن الجانبين العربي والإفريقي يعولان كثيراً في هذا الصدد على الصين بحكم ثقلها السياسي والاقتصادي. ولم تستبعد أن تتكثف المشاورات والاتصالات العربية - الصينية والإفريقية - الصينية خلال الفترة المقبلة وذلك في ضوء النتائج التي أسفرت عنها القمة الخماسية
العدد 774 - الإثنين 18 أكتوبر 2004م الموافق 04 رمضان 1425هـ