العدد 774 - الإثنين 18 أكتوبر 2004م الموافق 04 رمضان 1425هـ

سراق بالقانون!

إن جل ما يعجبني في السراق الجدد، هو استخدامهم للقانون... وأي قانون؟ إنه القانون المدني الذي نضعه لتنظيم أمورنا والحفاظ على ممتلكاتنا وحقوقنا وحقوق أبنائنا من الضياع، ولكن... هم ومن حولهم من حثالة مثقفة تعرف ما للقانون من مخارج ومداخل ونوافذ ما لا يعرفه لا أنا ولا أنت... عندما تضبطهم متلبسين بالجرم المشهود هم أول المنادين للشرطة وهم أول المطالبين بالقانون وتفعيل كل بنوده، وأول المقترحين تدخل شركات تدقيق الحسابات للتأكد من نزاهتهم وضبط الحسابات ورد كل التهم المنسوبة إليهم من فساد مالي متجسد في السرقات المنظمة.

ليأتيك بعد ذلك تقرير المدقق المالي بأنك متجن عليهم والقانون كما أنه لا يحمي المغفلين فإنه يطلب الأدلة المادية أيضا... وعلى عكس تلك الأيام الخوالي التي كان السراق مساكين سطحيين في تفكيرهم وأهدافهم، يحاولون الحصول على الغنائم (كاش) فقط... فتأتي مغامرات نط السطوح والركض والملاحق بالليحان المهيأة لهذه المهمات فقط... وحتى القصص والاساطير القديمة في شأن السراق فإنها «تنص» على أن يكون (الحرامي) أسود اللون كبيراً وعريض الوجه ذا خنفرة كبيرة متجعدة يلبس الشورت فقط ولا غير الشورت ويدهن جسمه بمادة دهنية حتى إذا ما حاول أحد الإمساك به «يتمزلق» من أيديهم.

ومن هنا أذكر لكم حادثة طريفة تجسد غباء أحد الحرامية المتخصصين في سرقة فريج رأس الرمان، إذ كان هذا الحرامي يعرف متى يكون أهالي هذه المنطقة موجودين ومتى يكونوا غائبين في البحر.

فذلك اليوم نط على أحد البيوت وسرق الدجاج وشوي من الخلاقين الموجودة أمامه... وعندما سمع صراخ الزوجة «حرامي لحقونا» فر هاربا ولا من أثر له... وعندها تجهز جمع من فريج رأس الرمان لأنهم يعرفون اطباع الحرامية على أيامهم وكم هم أغبياء بأنهم يرجعون في مدة لا تتجاوز يومين أو ثلاثة... وفعلا حدث ما كانوا يتوقعون رجع الحرامي الغبي وصادوه وهو يتسلق الجدار وقبل أن تفزع الزوجة بوجود الحرامي مرة أخرى.

هذا نموذج من سراق الماضي... واعذروني فلا استطيع أن أبوح بأي مثال حي لسراق الحاضر... فالقانون يحميهم والمحامون يترزقون على قضايا القذف والتشهير بـ «سراق» الحاضر... وإن ذكرنا نماذجهم التي تعرفونها بالتأكيد... فستجدهم كما قلنا أول المنادين للشرطة ورفع الدعاوى وأول الحاضرين على أبواب المحاكم، وإلا فما رأيكم... فهل أنتم مقتنعون؟

إضاءة

ناس صيامهم في شهر رمضان ليس إلا امتناع عن الأكل والشرب والتدخين... متناسين أن الصيام يشمل كل شيء... حتى لسانهم وعيونهم

العدد 774 - الإثنين 18 أكتوبر 2004م الموافق 04 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً