العدد 776 - الأربعاء 20 أكتوبر 2004م الموافق 06 رمضان 1425هـ

مناشدة لاعادة الامور الى نصابها

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كل املنا ان تعود الأمور إلى نصابها إذ ان اية احتقانات قادمة هي ليست لصالح أحد. يجب ان نتحرك وفق القانون وبعيداً عن اي تشنج، لاننا في مرحلة انتقالية وفي مرحلة اصلاحية واية انتكاسة في الحريات لن تخدم احداً.

وها نحن اليوم نشهد كيف ينحرف المسار الى حيث التصعيد غير المبرر والذي ليست لأحد فيه مصلحة لا للسلطة ولا للمعترضين، ويجب ان نؤمن بقناعة تامة ان العنف لن يخدم بلداً. ملاحظاتنا على السلطة واضحة وطالما كررناها، يجب ألا تكون الاخطاء الفردية مدعاة إلى القاء حزمة القوانين التي تحد من الحريات، فالحرية هي اغلى ما نملك. لا احد منا يقبل بأن يغلق ناد عريق كنادي العروبة عرف بمواقفه الوطنية الداعمة للوطن على طول التاريخ. فكم يحزننا أن نمر على هذا النادي وهو مظلم بيد أننا ايضا نتمنى من المثقفين الواعين في النادي - وهم كثر - ألا يسمحوا بأي صوت يرتفع يفهم منه دعمه لما حدث للكويت الشقيقة. لو لم يكن الا لشيء بسيط هو ان الكويت هي الدولة التي بقيت سنين تعمل على خدمة المواطن البحريني... هل يمكن ان ننسى المراكز الصحية التي بنتها واين نحن تعلمنا؟ الم نتعلم في المدارس التي بنيت على نفقتها فضلاً عن وقفاتها الكبيرة مع الشعب والحكومة. الكويت زرعت في كل منطقة بحرينية مدرسة ومركزاً صحياً، وكي نكون ايضا منصفين لنادي العروبة فليس كل الاعضاء ومجلس الادارة قبلوا بذلك الطرح الخاطئ، كذلك الامر بالنسبة لجمعية مركز البحرين لحقوق الانسان. فالمركز له دراسات خدمت المجتمع البحريني وإغلاقه لا شك سيزيد الطين بلة، والافضل هو الرجوع إلى القانون في كل الامور والجلوس على طاولة الحوار والاتفاق على عدم الرجوع الى اي موقف قد يعمل على توتير العلاقة بين القائمين على المركز والحكومة.

اما عن الناشط عبدالهادي الخواجة فالامل مازال يراودنا انه سيتم الافراج عنه ويعود إلى اهله وذويه، وخيراً فعلت جمعية المحامين عندما ناشدت الحكومة الافراج عنه. ان توتير العلاقة مع السلطة ليس لصالح أحد وليس لصالح المكتسبات التي يرنو إلى تحقيقها الجميع عبر الأطر السلمية المتعارف والمتفق عليها بين الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في البلاد، وهذا ما نأمل أن نتفق عليه عبر وثيقة شرف وطنية وذلك لشيء بسيط هو اننا كلنا في سفينة واحدة. نحترم قناعة الجميع لكن ما يخرج عن الايقاع يجب ان يكون محل توافق الجميع دفعا لاي ارباك. ورفقا بالساحة لكي لا تجر إلى ما لا تحمد عقباه. نحن لسنا في بريطانيا نحن في البحرين وللتو بدأنا نتنفس الحرية في ثلاث سنوات جنينية. واية قفزة غير مدروسة قد تسقط الجنين.

اناشد هنا - ومن هذا المنبر - سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الموقر اصدار توجيهاته لاعادة الامور الى نصابها فيما يخص نادي العروبة ومركز البحرين لحقوق الانسان واطلاق سراحالخواجة، وليس ذلك بغريب على الجيع في البحرين. إن ذلك من اجل ان تبقى البحرين مملكة حب وخير ووئام ولاجل المصلحة العامة. في الوقت ذاته نناشد الحكومة الاسراع في خلق مشروعات خدمية تحد من تفاقم الفقر في البلاد لان الفقر وخصوصا في القرى والمدن بدأ يفرز آلاما على مستوى العمل والسكن لاسيما مع ارتفاع سعر برميل النفط. والجميع الآن ينتظر من الحكومة مبادرات واسعة وكبيرة في رفع مستوى المعيشة للمواطن وايضا العمل الواضح والجاد للحد من مظاهر البيروقراطية الادارية للحد من التمييز الذي بات يمثل اشكالية واسعة وكبيرة لا تخفى على أحد.

أملنا كبير في تفهم الحكومة لكل ذلك، وذلك لما تعيشه من سعة صدر ورشد في التعاطي مع مثل هذه الازمات

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 776 - الأربعاء 20 أكتوبر 2004م الموافق 06 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً