العدد 782 - الثلثاء 26 أكتوبر 2004م الموافق 12 رمضان 1425هـ

آلات التزييف السياسي والعسكري لتبرير القمع الوحشي للانتفاضة

انغماس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في التزييف السياسي:

رجاء قاسم comments [at] alwasatnews.com

-

كشفت ورقة إسرائيلية عن انغماس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في التزييف السياسي، الآليات التي التجأت إليها آلة الافتراء والتزييف الإسرائيلية في الحقلين السياسي والعسكري لتبرير القمع الوحشي الإسرائيلي للإنتفاضة الفلسطينية.

وكان المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية «مدار» أصدر الورقة 23 من سلسلة «أوراق إسرائيلية»، بعنوان «التزييف كأداة استخبارية: الانتفاضة، العملية السلمية وتقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية» وتقع الورقة في 82 صفحة، ترصد هذه الورقة الجدل الدائر منذ حزيران 2004، بين عدد من القادة السابقين والحاليين في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» المتعلقة بوجهة القيادة الفلسطينية وفي طليعتها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، من ناحية نواياها ورغباتها الدفينة، عشية انتفاضة الأقصى وفي خضمها وفي مجمل ما يتعلق بالعملية السلمية.

الجدل لم يحسم وفق محتويات الورقة لكن خروجه غير المسبوق للعلن يكشف الآليات التي التجأت إليها آلة الافتراء والتزييف الإسرائيلية في الحقلين السياسي والعسكري لتبرير القمع الوحشي للانتفاضة.

يذكر أن مطلق شرارة الجدل الأولى هو عاموس مالكا، الرئيس السابق لشعبة «أمان»، حول دور اللواء في الاحتياط عاموس جلعاد، الذي سرعان ما حظي بدعم وتغطية من وزير الجيش شاؤول موفاز ووفق التعبيرات في الأوساط الإسرائيلية الأمنية يعتبر جلعاد «السيد استخبارات» في إشارة لمكانته الإعتبارية، وأثناء فترة موضوع الجدل أشغل مهمة رئيس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات، وحاليا يتولى منصب رئيس الطاقم السياسي - الأمني في وزارة الجيش الإسرائيلية.

في الورقة مقالات ومقابلات لكل من: عكيفا إلدار، عاموس ملكا، يؤاف شتيرن، داني روبنشتاين، يوئيل أسترون، ب. ميخائيل، شلومو غزيت، زئيف شيف، رؤوبين بدهتسور، عوفر شيلح، أرنون سوفير، د. أوري بار يوسف، داني رابينوفيتش، بن كسبيت، وأمير دروري.

قدم للورقة محرر السلسلة أنطوان شلحت وقال في مقدمته إن أي حكم يستنتج من هذه الوقائع أن المستوى العسكري الإسرائيلي يتحمل بمفرده وزر العنف الدموي الأخير ضد الفلسطينيين، يبقى حكما تبسيطيا ففي التحصيل الأخير كانت تلك حكومة «إسرائيل» التي بدورها تبنت وجهة نظر عاموس جلعاد وأخفت تقدير عاموس ملكا، كما يشير عالم الإجتماع د. داني رابينوفيتش ويعزو «رابينوفيتش» الخلل إلى غياب «ثقافة جدل تعددية حول القرارات المصيرية»، مؤكدا أن السياسيين، الذين يصلون إلى مراتب عليا بسبب الأيديولوجيا وبسبب نجاحهم في إنتاج صورة تتحلى بالمثابرة وتدعي العلم بكل شيء، ليسوا شركاء في بلورة ثقافة جدل كهذه وفقط إعلام يتحلى بالمسئولية ومثقفون لا يتوقفون عن التفكير بصورة مستقلة عندما تنغلق الصفوف في لحظات الأزمة هم الذين في مقدورهم أن يفعلوا ذلك.

ورأى بعض المعلقين أنه أيا يكن الحال، فإن القضية التي أظهرتها الخلافات بين «ملكا» و«جلعاد» ستترك، على المدى البعيد، أثراً بالغاً ليس فقط في احتمال تغيير البنية المؤسساتية لجهات التقدير الاستخبارية الإسرائيلية أو خلافها، وإنما في نظرة الشارع الإسرائيلي إلى كبار الضباط.

ولفت هؤلاء إلى أن «صورة الضابط» قد تراجعت بشكل كبير في الذهنية العامة الإسرائيلية، وخصوصاً ان لم يبرر هذا الضابط موقفه في كل لحظة

العدد 782 - الثلثاء 26 أكتوبر 2004م الموافق 12 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً