العدد 2803 - الأحد 09 مايو 2010م الموافق 24 جمادى الأولى 1431هـ

الفلسطينيون يعلنون بدء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل

عباس لدى اجتماعه مع ميتشل  في رام الله أمس (رويترز)
عباس لدى اجتماعه مع ميتشل في رام الله أمس (رويترز)

رام الله، غزة - رويترز، د ب ا 

09 مايو 2010

أعلن الفلسطينيون أمس (الأحد) بدء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي تتوسط فيها الولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «إن تحقيق السلام سيكون مستحيلاً دون إجراء اتصالات وجهاً لوجه»، مكرراً دعوة لواشنطن من أجل اتخاذ خطوة مستقبلية لمفاوضات مباشرة.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «عندما يعلن نتنياهو وقفه للاستيطان بما يشمل النمو الطبيعي وبما يشمل القدس واستئناف المحادثات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر/ كانون الأول 2008 سيصار إلى المحادثات المباشرة. هو (نتياهو) الذي يرفض المحادثات المباشرة من خلال إصراره على أن يقول بدأنا في هذه الوحدات الاستيطانية وسنستمر فيها. حال توقفه عن البناء الاستيطاني بشكل تام ستكون هناك محادثات مباشرة». وأضاف أن هناك فرصة، قائلاً إن قضيتي الحدود الخاصة بدولة فلسطينية في المستقبل، والأمن، تمثلان القضيتين اللتين سيركز عليهما الفلسطينيون في المفاوضات. وعلى صعيد متصل، ذكرت «حماس» أن شروع إسرائيل في بناء وحدات استيطانية جديدة في حي رأس العمود في القدس المحتلة يدل على عبثية المفاوضات وزيف الضمانات الأميركية.


تستمر 4 أشهر ونتنياهو يريد الانتقال بسرعة إلى المباشرة

انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل

رام الله، القدس المحتلة - رويترز، أ ف ب

أعلن الفلسطينيون أمس (الأحد) بدء المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وهي أول مفاوضات للسلام في الشرق الأوسط خلال 18 شهراً.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إن تحقيق السلام سيكون مستحيلاً دون إجراء اتصالات وجهاً لوجه مكرراً دعوة لواشنطن من أجل اتخاذ خطوة مستقبلية لمفاوضات مباشرة.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لإذاعة صوت فلسطين «عندما يعلن نتنياهو وقفه للاستيطان بما يشمل النمو الطبيعي وبما يشمل القدس واستئناف المحادثات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر/ كانون الأول 2008 سيصار إلى المحادثات المباشرة. هو (نتياهو) الذي يرفض المحادثات المباشرة من خلال إصراره على أن يقول بدأنا في هذه الوحدات الاستيطانية وسنستمر فيها. حال توقفه عن البناء الاستيطاني بشكل تام سيكون هناك محادثات مباشرة».

ورفض نتنياهو الذي يرأس حكومة ائتلافية تهيمن عليها أحزاب موالية للمستوطنين التجميد الكامل لبناء المستوطنات. واضطرت أزمة المستوطنات المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى البحث عن وسيلة جديدة لإجراء محادثات بين الجانبين اللذين كانت معظم محادثاتهما وجهاً لوجه منذ بداية عملية السلام في الشرق الأوسط في أوائل الستينات.

وتمثل الموافقة الفلسطينية على المحادثات انفراجة وإن كانت متواضعة في إطار جهود الولايات المتحدة لإحياء عملية السلام. ولم يدل ميتشل بأي تصريحات علنية منذ وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على أربعة أشهر من المحادثات غير المباشرة يوم (السبت) الماضي. ويقول الفلسطينيون إن المحادثات ستركز في البداية على الحدود والأمن.

وقال عريقات متحدثاً عقب اجتماع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس مع ميتشل في رام الله أمس إنه يستطيع أن يعلن رسمياً اليوم (الأحد) أن المحادثات غير المباشرة بدأت.

ويريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية. واحتلت إسرائيل تلك المناطق في حرب العام 1967 وتعتبر القدس بالكامل عاصمتها وهو الادعاء الذي لم يحظ باعتراف دولي.

وقال نتنياهو إن المحادثات غير المباشرة ستبدأ «دون شروط مسبقة» في إشارة فيما يبدو لتعهده بعدم وقف بناء المنازل لليهود في القدس الشرقية ومحيطها.

ولم تتم الموافقة على مشروعات إسكان إسرائيلية جديدة في القدس الشرقية منذ مارس/ آذار الماضي ما يثير تكهنات بأن نتنياهو فرض تجميداً فعلياً يسمح بسير المفاوضات مع تجنب مواجهة مع شركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف.

وقال نتنياهو لمجلس وزرائه في تصريحات معلنة «يجب أن تأتي المحادثات غير المباشرة بمحادثات مباشرة قريباً. لا يمكن تحقيق السلام من على بعد أو بجهاز التحكم عن بعد».

ويعتزم ميتشل العودة إلى بلاده في وقت لاحق وذكرت مصادر حكومية إسرائيلية أنه سيعود إلى المنطقة خلال عشرة أيام.

وقال المحلل السياسي، هاني المصري لوكالة «فرانس برس» إن «عريقات لم يعلن عن موافقة إسرائيل على مواضيع البحث وهي الحدود والأمن، واستعاض عن ذلك بأن الإدارة الأميركية ستعلن ذلك في بيان ضمانتها وتعهداتها عن المفاوضات».

وأضاف «ظهر التخوف الرسمي الفلسطيني من عدم استجابة حكومة نتنياهو للتفاوض على الحدود والأمن أكثر عندما أعرب عريقات عن أمله في أن تتجاوب الحكومة الإسرائيلية وأن تعطي فرصة لعملية السلام وجهود ميتشل وإدارة الرئيس الاميركي، باراكأاوباما».

وشدد على «أن هذا الأمل الفلسطيني يوضح عدم استجابة الحكومة الإسرائيلية لذلك حتى الآن».

وقال المصري «إن عدم الموافقة الإسرائيلية أشارت إليه تصريحات نتنياهو نفسه في اجتماع الحكومة الإسرائيلية» حيث أكد أنه ينبغي الانتقال «بأسرع وقت ممكن» إلى مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين بعد الإعلان عن المحادثات غير المباشرة المقبلة عبر الوسيط ميتشل.

كما أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سمير عوض إلى تهرب نتنياهو حتى الآن من مواضيع المفاوضات مستشهداً في ذلك بتصريحات زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني التي قالت أمس أنه «أمر جيد أن تجرى المحادثات لأن أي طريق مسدود له وقع سلبي على إسرائيل. لكن الحكومة ماطلت ورفضت اتخاذ مبادرات».

وأضافت ليفني «أجريت محادثات مع أحمد قريع (أحد المفاوضين الفلسطينيين) في إطار المفاوضات السابقة، وكان بإمكاننا التوصل إلى اتفاق بشأن حدود (لإسرائيل) معترف بها ودولة (فلسطينية) منزوعة السلاح».

واستطردت «آمل أن يكون رئيس الوزراء (الإسرائيلي) قد فهم أن اتفاقاً يرتكز إلى هذه المبادئ أمر حيوي بالنسبة لإسرائيل».

ومن جهتها، اعتبرت حركة «حماس» بلسان المتحدث باسمها، فوزي برهوم أن «بدء المفاوضات شكل صدمة لكل الشعب الفلسطيني وهو بمثابة تحد لمشاعر أهلنا في القدس وفي فلسطين الذين سرقت أراضيهم ودمرت بيوتهم». وأضاف برهوم «هذه عبارة عن قارب نجاة لحكومة نتنياهو التي كانت في أزمة جراء المطالبة الدولية لها لوقف الاستيطان وإنهاء الانتهاكات وأيضاً جاءت بمثابة إخراج أوباما من ورطته بعد وعده بوقف الاستيطان مقابل عودة المفاوضات».

ورأى المتحدث باسم الحركة أن بدء المفاوضات غير المباشرة «خطوة مخيبة للآمال ويستفيد منها الاحتلال وستحبط كل الجهود التي بذلت من أجل فضح جرائم العدو وتعريته أمام العالم».

من جهته رأى المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة، يوسف رزقة أن «المفاوض (الفلسطيني) يعيش خدعة كبيرة اسمها المفاوضات وأكذوبة مماثلة اسمها الضمانات الأميركية للبدء في المفاوضات مقابل أن توقف إسرائيل استفزازاتها»، معتبراً استئناف المفاوضات «مضيعة للوقت وغير مجدية».

واعتبر عوض «أن المطلوب من الإدارة الأميركية الآن تهيئة الأجواء لنجاح وتقدم هذه المفاوضات».

وفي الإطار ذاته، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إطلاق حملة شعبية ودبلوماسية لمناهضة قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بإجراء المفاوضات غير المباشرة.

العدد 2803 - الأحد 09 مايو 2010م الموافق 24 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً