العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ

تجارب فنية متطابقة... تامر حسني ما بين نجوميته وتهم التقليد

ما بين التشابه والتقليد وتقارب الأفكار والنماذج وحتى الانتحال والتقمص، نرى يومياً مئات الأعمال الفنية على أشكالها، غنائية أو درامية تصويرية، عروض أزياء وغيرها، تتطابق وتقترب من نماذج بعضها بعضاً.

ولعل ظاهرة التقليد ومحاكاة أي أنموذج ناجح بغرض تقمص نجاحه، ما عادت بالغريبة، فكثيرة هي الديكورات المتطابقة ما بين أغنيتين، وعديدة هي الملابس والتسريحات المتشابهة، والأكثر من ذلك الأفكار والنماذج المقلدة بكل حذافيرها. بل إن هذا الأمر -التقليد - وخلق ما هو مشابه لعمل آخر، بعد أن كان أمراً يتنكر له صاحبة ويرد عليه في مختلف وسائل الإعلام بأنه أمر عار من الصحة وأنه مجرد مصادفة كبيرة جعلت عملين وشخصين متطابقين، فإن التذمر من تهمة التشابه لم يعد يثقل كاهل من وقعوا فيه، فهناك الكثيرون ممن باتوا يحترفون التقليد ويضعونه ضمن خانة “محاولة لخلق جيل جديد” من العمل الفني أو الفنان أو التصميم.

ولعل من أكثر الشخصيات العربية المثيرة للجدل في هذا الموضوع، التي تشن عليها بين الحين والأخر حملات تهاجم حضورها القوي حديثاً على الساحة الفنية العربية، والمصرية تحديداً، المغني المصري تامر حسني، الذي استطاع بطريقة أو بأخرى أن يجمع له جمهوراً من المتابعين والمحبين، ممن يفضلون أغانيه أو مشاركاته التمثيلية أو حتى استعراضاته الفنية التي ترافق حفلاته.

وفي مقابل هذا الجمهور، هناك طرف آخر لعله يوازي حجم جماهيرية تامر حسني، ما لم يتفوق عليه، وهو جمهور المغني المصري الموجود في الساحة الفنية العربية والمصرية طوال العشرين سنة الأخيرة عمر دياب، الذي يرى جمهوره أن غالبية ما لم يكن كل ما يقدمه تامر حسني من مواد وأعمال ما هو إلا عملية تقليد مستميتة للفنان عمر دياب، الذي من دون شك كان ظاهراً لفترة طويلة في أوساط الشباب العربي، الذي مازال حتى يومنا هذا يشكل جزءاً ولاعباً رئيسياً في الساحة الفنية العربية.

وعلى رغم حق الطرفين بأن يقدما ما يمتع جمهورهما حتى لو تقارب أو تطابق في بعض التفاصيل فإن السؤال الذي يطرحه المدافعون عن عمر دياب يقول: هل وصول التقليد إلى مرحلة تطبيق أي تحرك أو عمل أو إنجاز يقدمه دياب، ما هو إلا مصادفة وصلت إلى كلا الفنانين من دون سابق إنذار، أم أن النجومية التي يحققها البعض ويطمح إليها آخرون لن تأتي بسرعة لمن بدأوا من الصفر، فعليهم أن يحاكوا ويقلدوا ويطبقوا ما يقوم به الطرف الآخر لضمان الاقتراب من الهدف بأسرع وقت ممكن؟!

ولعل هذه التعليقات تدعم حديثاً بمجموعة من الأخبار التي أطلقت من قبل الطرفين (دياب وحسني) عن إطلاق كل منهما على حدة لمحطة إذاعية تحمل اسميهما وتقدم أغانيهما وأخبارهما بشكل مفصل. مع ملاحظة أن إعلان دياب كان له الأسبقية في الموضوع.

في حين أن موضوع السلسلة التلفزيونية التي ينتجها عمر دياب عن مسيرة حياته وبداياته وإنجازاته طول سني عمله في هذا المجال، وتوقع لها أن تحدث ضجة كبيرة، وجد لها ما يقاربها لدى تامر حسني الذي أعلن هو الآخر أنه سيطلق أيضاً ما يشابه مسيرة حياة عمر دياب، إنما الفرق سيكون أن دياب سيوثق في عمله 20 سنة من العمل في الساحة الفنية، في حين يلخص حسني 4 سنوات من حياته الفنية.

وسواء أكان تامر حسني نسخة مطورة أو مغيرة أو متطابقة ومتشابهة مع عمر دياب، فإن إنتاج أنموذج جديد من الفنان يقترب من أنموذج شخصية معروفة وقديمة يلقى رواجاً في الغرب، ولعل أكبر مثال يمكن التحدث عنه أنموذج المغنية الأميركية اللامعة في هذه الأيام ليدي غاغا، التي يرى الكثيرون أنها محاولة لتقليد أنموذج عرف التألق وجذب الأضواء لسنوات، وهي مادونا، التي تتشابه جرأة غاغا مع جرأتها لحد كبير.

العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً