العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ

“أبواب الغيم” صيغة مغايرة للدراما البدوية

من خيال وأشعار محمد بن راشد... وبمشاركة 9 جنسيات عربية وعالمية

قطع مسلسل “أبواب الغيم” شوطاً مهماً للوصول إلى شاشة شهر رمضان الكريم عقب انتهاء مرحلة تنفيذ العمل في صحراء المغرب بنجاح كبير، وهكذا يبقى أمام هذا العمل المأخوذ من خيال وأشعار نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مرحلتان اثنتان في صحراء تدمر وريف دمشق ليستكمل المراحل الأربع التي وعد بها، لانتهاء تصوير الملحمة البدوية الجديدة التي يقدمها المكتب الإعلامي لحكومة دبي هدية للعائلة العربية في شهر رمضان المقبل.

وعلى مقربة من مدينة مراكش المغربية، بدأت قبل أشهر العمليات الفنية لتمهيد مكان تصوير المرحلة الثانية من “أبواب الغيم” التي شارك بها زهاء 50 ممثلاً، إضافة إلى ما يقارب ألف فارس وكومبارس مدعومين بـ 200 حصان مدرب تدريباً احترافياً على المعارك الحربية، فنفذوا معارك ومشاهد احتفالية كبرى بالعمل، إلى جانب 200 جمل، حيث قدموا خلال هذه الفترة حربين طاحنتين نفذتا بأحدث الطرق العالمية في التصوير. واحتضنت 3 مواقع تصوير في مراكش وسيدي بوعثمان كل تلك المشاهد، والمعروف عن هذه المواقع أنها شهدت تصوير أعمال سينمائية عالمية خلال السنوات الخمس الماضية نظراً إلى أهميتها الجمالية.

كانت كاميرا المخرج المبدع حاتم علي بدأت بتصوير مشاهد العمل في صحراء المرموم بدبي، في أولى مراحل العمل في شهر مارس/ آذار، ثم انتقل طاقم العمل إلى المنطقة الصحراوية بمراكش في المغرب لتنفيذ المرحلة الثانية وسط أجواء مثالية للتصوير.

يأتي مسلسل “أبواب الغيم” من إنتاج المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ليشكل استمرارية للصيغة الفكرية التي قدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الأعمال التي عرضت من خياله وأشعاره، التي تبدو ذات ملامح إنسانية خالصة، وقد تبنى المكتب الإعلامي تقديم تصورات فنية ترقى إلى هذا التوجه الفكري في إنجاز الأعمال الدرامية الراقية التي تعانق حضور العائلة العربية بأفكار جيدة ولبوس فني راق، ليكون بمثابة رسالة إنسانية عصرية لهذه العائلة، ولهذا المشروع المستقبلي الذي بدأ بمسلسل “صراع على الرمال”.

قال المخرج الفنان حاتم علي إن “أبواب الغيم” ينتمي إلى صيغة مغايرة للأعمال البدوية بشكلها التقليدي الذي قدمت فيه في السابق، منبهاً إلى جهود كبيرة قدمها المكتب الإعلامي لتحقيق فرجة درامية مختلفة فناً وفكراً، وواعداً بتقديم اقتراحات جديدة في الموسم الرمضاني المقبل.

وقال حاتم إن العمل استعان بخبرة الخيول الإسبانية، وهي تحقق حضوراً مهماً في معارك العمل التي قامت بين القبائل العربية في مرحلة مهمة من القرن التاسع عشر، وقد عكست جانباً من الحياة التي كانت موجودة بين القبائل العربية. وأشار إلى أن المجازفين الإسبان الذين أدوا الحركات المطلوبة منهم بدقة شديدة، حققوا جهوداً لافتة بقيادة المدرب العالمي ريكاردو كروز المختص بتنظيم معارك حربية مفتوحة، وسبق لخيوله أن قامت بالمشاركة في الكثير من الأعمال السينمائية مثل “الساموراي الأخير” و”مملكة السماء”، ولعل السينما العالمية ستقدم في الفترة المقبلة عملاً كبيراً منفذاً بهذه الخيول هو “أمير الفرس”، إضافة إلى العديد من الأعمال السينمائية الكبيرة. وأكد حاتم أن التقنيات المستخدمة في تصوير “أبواب الغيم” تعتبر الأولى من نوعها في العالم العربي، والكاميرات التي تم التصوير بها تعتبر ذات سمعة مهمة في مجال التقنيات التي تستعين بها الأفلام والمسلسلات العالمية، لافتاً إلى غرفة المونتاج التي تعتبر سابقة في الدراما العربية بمثل المعدات المتوافرة فيها، التي تم تجهيزها لتتنقل مع العمل، ولتنتهي مبكراً عمليات مونتاج المسلسل.

وأنهى حاتم تصوير سبع حلقات حتى الآن، حيث انتقل طاقم العمل بالكامل إلى تدمر في سورية من أجل تصوير المرحلة الثالثة من “أبواب الغيم” ضمن سيناريو يمتد لمئة سنة بين العامين 1815 و1915. وأشار حاتم إلى أن “أبواب الغيم” يؤسس لمرحلة جديدة في الدراما البدوية العربية التي دعم توجهها وانعطافتها تلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من خلال النصوص والأشعار التي أثرى بها الذاكرة العربية في هذا الاتجاه، لافتاً إلى أن أشعاراً مهمة ومرتبطة بذاكرة المكان في الصحراء بقصصها وحكاياتها قد صاغها سموه ليقدم من خلالها رسائل إنسانية مهمة في الدراما العربية، مشيراً إلى أن العمل سيعرض بصوغ مختلف للمشهد الدرامي والشعر المرتبط به ارتباطاً وثيقاً، وحالة انسجام وترابط بين كلا الاثنين لأول مرة في الدراما العربية . وتجدر الإشارة إلى أن المخرج حاتم علي باشر قبل أيام قليلة في تصوير المرحلة الثالثة من “أبواب الغيم” في صحراء تدمر السورية، مستفيداً من ظروف المناخ المعتدل هناك، ومن المتوقع أن ينتهي من هذه المرحلة مطلع الشهر المقبل.

يرصد مسلسل “أبواب الغيم” تطور الحياة في الجزيرة العربية من خلال رصد مصائر عدد من الشخصيات في فترة زمنية مضطربة، شهدت وجود قوى مختلفة في تجاذباتها (أتراك وإنجليز)، تركت تأثيرها في حياة هؤلاء البشر.

غير أن العامل الأهم في بلورة الشخصيات التي يتحدث عنها العمل، صراع هذه الشخصيات مع ظروف حياتها القاسية، حيث يجهد العمل في إبراز طموح هذه الشخصيات إلى حياة كريمة، حرة، عبر شبكة معقدة من العلاقات الإنسانية من حب، وغيرة، وأنانية، وكرم، وتضحية... تحوّل العمل إلى ملحمة كبيرة، بتعدد شخصياتها، وحكاياتها، ضمن إطار تاريخي يعتمد على مرجعيات زمانية ومكانية محددة. ويركز العمل على علاقة البدوي بتفاصيل حياته، بأرضه، وعاداته، ومنظومة تقاليده الاجتماعية، والأهم علاقته بالخيل بوصفها شريكاً أساسياً في حياة مضنية متقشفة.

يجمع مسلسل “أبواب الغيم” جنسيات عربية متعددة في عمل درامي واحد، وقدم السيناريو للعمل الشاب عدنان عودة، وهو من تمثيل غسان مسعود، سلافة معمار، قصي خولي، عبدالمحسن النمر، محمود سعيد، ندين نجيم، ديمة بياعة، تاج حيدر، ورد الخال، فادي إبراهيم، أندريه سكاف، تولين البكري، جولييت عواد، نادرة عمران، هبة نور، نجاح سفكوني، عبدالكريم القواسمي، ألين لحود، هشام هنيدي، سوسن أبوعفا، وليد علايلي، عبدالحكيم قطيفان... وآخرون.

ويقود طاقم الديكور المهندس الخبير ناصر الجليلي، والموسيقى التصويرية لطارق الناصر، والملابس لرجاء مخلوف، في حين يتولى فريق المكياج المكون من خمسة فنانين بقيادة الخبير الإيراني عبدالله سكندري، تقديم تصورات جديدة على وجوه الممثلين، والتصوير لنزار واوية، والإضاءة لعباس شرف، وتعاون فني: علي محيي الدين علي والمونتاج لعصام الصيداوي.

العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً