العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ

“الجينز” من عمال المناجم إلى مناسبات المساء والسهرة

فاتن الفتيات وحارس “شياكة” الشباب

ظلت بنطلونات “الجينز” المصنوعة من قماش “الدنيم” القطني المتين، لفترة طويلة، مرتبطة بالحرفيين والعمال أو الأشخاص الذين لا يكترثون بالأناقة أو من المتمردين عليها، لكن شتان بين الأمس واليوم، فهو الآن قطعة أساسية في خزانة كل امرأة عصرية ترتديها في كل الأوقات والمناسبات، بما فيها مناسبات المساء والسهرة.

وحول هذا الموضوع نشرت إحدى الصحف الخليجية تقريراً عن “الجينز” تقول فيه: الطريف أن المرأة الشابة، في خضم هذا الإقبال المحموم على هذه القطعة (الجينز)، لا تعرف أنها محظوظة جداً مقارنة بجدتها، إذ إنه لم يكن يليق بأية أنيقة، أو بالأحرى بنت أصول، في بداية القرن الماضي، وبالتالي كانت جدتها محرومة منه على رغم ما عرفته تلك الحقبة من انفراجات تحرر وانفتاح فيما يخص الأزياء.

البداية كانت عندما اشترى جاكوب ديفيز، وهو خياط أميركي في العام 1872، شحنة من قماش “الجينز الأزرق” ووضع تصميماً جديداً للبنطلونات بوضع مسامير معدنية صغيرة في أماكن محددة في زوايا الجيوب، ولأنه لم يكن يملك المال الكافي لتسجيل براءة اختراع هذا التصميم، لجأ إلى خياط آخر يدعى استراوس وطلب منه مشاركته ودعمه بالمال الكافي مقابل وضع اسمه معه، وهو ما حدث.

وكانت المفاجأة أن المجموعة المطروحة لاقت إقبالاً واسعاً من قبل عمال المناجم لأن خامته الخشنة كانت مناسبة جداً لعملهم، وبالتالي ظل مرتبطاً بهم لفترة طويلة، وكان من المستحيل أن تتجرأ أية امرأة، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها، أن ترتديه حتى العام 1935 حين نشرت مجلة “فوج” الأميركية تصميمات نسائية صنعت من قماش “الجينز”، ليبدأ إقبال النساء على هذه النوعية من البنطلونات، وزادت شعبيتها بعد أن لبسته الراحلة مارلين مونرو في أحد أفلامها، ليتحول من العملية إلى الأنوثة.

وحالياً، أصبح من الممكن ارتداؤه في كل أوقات النهار، حتى في مناسبات المساء والسهرة، بعد أن كان قاصراً على أوقات الصباح وبعد الظهيرة، لكنه شهد قمة الإقبال عليه في العقد الأخير، إذ أصبح شبه قطعة كلاسيكية لا تستغني عنها المرأة، ولاسيما بعد أن أصبحت مقبولة رسمياً في أماكن العمل والسهرات على حد سواء، ولاشك أن إقبال النجمات الشابات عليه وظهورهن فيه في مناسبات افتتاح الأفلام والحفلات مع قميص مبتكر، أدخله مناسبات المساء من أوسع الأبواب.

جمالياته تكمن في أن تنسيقه سهل، إضافة إلى أنه يمنح حرية حركة، واختياره ليس بتعقيد اختيار فستان سهرة. بيد أن القاعدة الذهبية فيه عدم التسرع في شرائه أو الجري وراء ماركة أو تصميم معين فقط لأنه طرح جديداً، بل يجب اختياره على أساس أنه استثمار طويل المدى، وبالتالي يحتاج إلى وقت طويل إلى حين الحصول على التصميم المناسب لشكل الجسم.

فكما تعرف كل امرأة، ليست كل التصميمات تناسبها. فلكل ماركة وشركة مزايا فيما يتعلق بمقاسات ومقاييس معينة، ومساوئ في ما يتعلق بأخرى، وبالتالي ما يناسب صديقتك ذات الشكل الكمثري لا يناسب جسمك ذا شكل التفاحة وهكذا.

النقطة الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار، وخصوصاً إذا كانت النية استعماله في الحفلات، تخصيص موازنة محترمة له حتى يكون بالمستوى اللائق، وتذكري أنك مهما صرفت عليه، فإن ثمنه فيه، لأن واحداً يكفي للقيام بعدة وظائف والتألق في عدة مناسبات، ويبقى عليك فقط تغيير “التوب” أو القميصول أو القميص أو الكنزة، وطبعاً الإكسسوارات للحصول على إطلالة متجددة وجديدة كل مرة.

ومن تاريخ “الجينز” وانتشاره الواسع وأنواعه المتعددة؛ فإن اللون الأزرق منه لايزال هو الغالب والأكثر استخداماً، وعلى رغم كل ميزاته التي ذكرناها، التي فرضته عالمياً، فإن صناعة “الجينز” تعد من أسوأ صناعات الأزياء التي تؤثر في الجانب البيئي، لأنها تمر بعدة مراحل تدخل فيها مواد كيماوية مختلفة، وخصوصاً في مرحلة الدباغة.

العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً