العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ

إجماع على رفض حرق المدارس ودعوات لتشديد المراقبة والعقوبة على الجناة

في برنامج «عبر الأثير» الذي يبث اليوم على «الوسط أون لاين»

تواصلاً مع التقرير الذي تناوله برنامج «عبر الأثير» في حلقة الأسبوع الماضي بشأن حوادث حرق المدارس بعد أن تم تسجيل عدد من الحوادث المؤسفة في مدارس الحد الثانوية للبنات، مدرسة عراد، مدرسة الدراز، مدرسة كرانة، ومدرسة الخليل بن أحمد، تفاعل عدد من المواطنين مع القضية نظراً لأهميتها وطرحوا وجهات نظر نتناولها في حلقة اليوم عبر «الوسط أون لاين».

وعلى رغم أن المتورطين في تلك الحوادث لا يزالون مجهولين، إلا أن مديرية محافظة المحرق أعلنت في وقت سابق عن إلقاء القبض على اثنين من المتهمين بالاعتداء على مدرسة الحد الثانوية للبنات، فيما سلم الثالث نفسه طوعاً، لكن الأمر الأكثر إيلاماً في هذه الحادثة المؤسفة، هو السبب! فمن خلال التحقيق مع الشبان الثلاثة المعتدين، أرجعوا السبب في اعتدائهم على المدرسة إلى خلاف مع إحدى الإداريات، وهذا أخطر ما في الأمر.

وخطورة الأمر تكمن في أن يتصرف بعض الصغار والناشئة والشباب -وخصوصاً في مرحلة المراهقة- تلقاء أنفسهم في الاجتماع والتخطيط والتنفيذ، فيما يقابل ذلك الخطر إجماع من قبل مختلف فئات المجتمع على رفض هذه التصرفات والاعتداءات أياً كان مصدرها أو فاعلها، وأياً كانت دوافعها، فيما ارتفعت الدعوات في المجالس الأهلية وفي الإعلام والصحافة وفي المدارس ذاتها وعلى ألسن أولياء الأمور، لتشديد المراقبة -ليس على المدارس فحسب - بل على الأبناء من قبل أولياء أمورهم أولاً ثم المراقبة من جانب المجتمع لمرافق الخدمات كالمدارس والمراكز الصحية وكل ما ينفع الناس، ومن جانب المؤسسة الأمنية وحراس المدارس، ولا خلاف على الدعوة لتشديد العقوبات على الجناة سواءً كانوا مواطنين أم وافدين أم مجنسين وأياً كان أنتماؤهم الطائفي.

ويؤكد تفاعل القراء على أن منابر العلم والتحصيل ومراكز الإشعاع والتنوير ألا وهي المدارس، لا يجب أن تكون هدفاً للفاشلين من البشر سواءً للفاشلين دراسياً أم المندسين من هواة التخريب أم لأي طرف كان يريد أن يؤثر على استقرار المجتمع أو تحقيق أهداف خبيثة من خلال التحريض أو الدعوة أو القيام بمثل تلك الأفعال الخارجة على القانون.

ولعل المشرف الاجتماعي السيد أحمد سلمان يرى أن المشكلة التي يغفل عنها الكثير من الناس في المجتمع، هي أن هناك تشكلات لمجموعات من الشباب العدوانيين ذوي القبول التصادمية وذوي الميول العنيفة، فهم السبب في المشاكل التي تظهر، ولربما كانوا ضحايا تربية خاطئة أو ظروف اجتماعية سيئة، أو لأسباب تعود إلى مستوى وأسلوب العيش مع اختلاف مستويات أسرهم المعيشية، لكن ليس من السهولة التعامل مع هذه الفئة التي قد يصل الخطر في أنفسها إلى أنه لا يوجد لديها ما تخسره، مشيراً إلى أن القول بأن هناك مندسين أو جناة لديهم مآرب فهذا لا يتضارب مع قولي بوجود فئة من ذوي العنف المدرسي والمجتمعي الذين يمكن استغلالهم من أية جهة أو من أي طرف كان.

فيما تتفق ولية الأمر (أم محمد) من البديع مع أن ما يحدث لا يمكن السكوت عليه إطلاقاً، وأن الجناة ليس لديهم أية أهداف بل ولا علاقة لهم بأية مطالب لأنهم بذلك أنما يشوهون أية حركة مطلبية، وتشير إلى أن المشكلة الكبرى التي تواجه المجتمع البحريني هي إهمال أولياء الأمور لأبنائهم، وهذا مظهر واضح لا يجب أن نغفله، وكذلك سلبية التعامل في المجتمع... فلا يرغب الكثير من الناس في رد منكر حين يشاهدونه أمامهم بأم أعينهم حسب وصف (أم محمد)، بالإضافة إلى أن هناك من يخشى على نفسه من الوقوع في الضرر في حال رد ذلك المنكر، وهو لا يعلم أصلاً عن طبيعة الجناة وإلى أي مسار أو طائفة ينتمون.

ومن الرسائل التي وصلتنا، رسالة من ولي الأمر يوسف جعفر (أعمال حرة)، لكنها شديدة نوعاً ما إذ يقول إن الشباب والمراهقين هم السبب، إلا أنه لا يملك الدليل، غير أنه يشير إلى أنه لا دليل أصدق من رؤيته شخصياً مرات ومرات لأعداد من الصغار والمراهقين يعيثون فساداً ولا يرضون بالنصيحة دون اكتراث بمخالفتهم للعلماء، وإذا كانت لديهم مطالب -بحسب جعفر- لهم أن يطالبوا بها بالطرق الآمنة وليس بإجبارنا على إغلاق محلاتنا والأضرار بنا، واليوم يلجأ البعض منهم لحرق المدارس، ويستدرك ليقول: «صحيح ليست حوادث حرق المدارس كلها بسبب هؤلاء الشباب، لكنهم هم من أعطى المجال للآخرين لأن يكيدوا للمدارس حيث البيئة مناسبة، داعياً أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم بل ومساعدة الأسر التي ليس لديها عائل أو يكون العائل أو ولي الأمر مهملاً إلى نصيحته لمراقبة أبنائه، فغالبية أولئك الشباب الذين يمارسون التخريب هم من أسر مفككة أو يعيشون في كنف ولي أمر مهمل».

ولا شك في أن الملاحظة التي يقولها المواطن تستحق التأمل والتحقق، وعلى أية حال، هناك العديد من الملاحظات التي وردت من أولياء الأمور أجملت الكثير من النقاط منها زيادة حراس المدارس وعدم إلقاء اللوم الكامل على الحراس وذلك لكبر حجم المدارس وعدم كفاية حارس واحد، والأهم من ذلك، تشجيع الناس أو مما يمكن تسميتهم (جيران المدرسة) على رعايتها وعدم القبول بالإضرار بها حتى لو كان ذلك في الإجازة الصيفية الطويلة، ففي ذلك ثواب عظيم، والعمل على تشجيع الشباب والناشئة والصغار على عدم العبث وإثارة الفوضى في المدارس على أيدي الفاشلين دراسياً، وذوي الميول العنيفة الذين يريدون الانتقام من المجتمع، وضرورة القيام بإلقاء القبض على أولئك الذي يختبئون تحت جنح الظلام، ويثيرون المشاكل أياً كانت الجهة التي يتبعونها.

العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:43 ص

      مسرحيات

      والله مسخرة اول شي سوو مسرحية في الحد علشان يقولون ان هذول سنة ومنحاكمهم وبعدين بيلعبون بالبحارنه لعب . ليش ماحطو اسماء ووجوة مال الحد . وانا من المناطق القريبة للحد واعرف ناس قالو بأنهم افرجو عنهم يوم ثاني خبر اكيد. وتستمر المسخرة

    • زائر 5 | 5:38 ص

      مواطن

      ادبوا عيالكم ........ يسوونها الصغار ويطيح فيها الكبار وهالحركات لا علاقة لها بالمطالب الوطنية واطالب بالتصدي لاعمال التحريق وخصوصا لجنكل سترة والدراز

    • زائر 4 | 3:59 ص

      اعتذر واسحب كلامي

      نتمنى تكون المدارس وطلبتنا سالمين دائماً، وسامحوني اسحب كلامي يوم قلت سابقاً ان بعض المشاكل المعيشية اللي يعيشها الشباب تخليهم يسوون هالتصرفات ومن خلال تعليقات على اكثر من موضوع عن حرق المدارس في جريدتنا الوسط شفت ان رأيي غير صحيح واعتذر لأن ويش ما يكون الوضع ما يصير نبرر الإعتداء على المدارس..

    • زائر 3 | 3:52 ص

      تنقصنا الصراحة والصرامة

      في الحقيقة، أنا كمدرس وكولي أمر أقول أنه تنقصنا الصراحة في مناقشة بعض ممارسات الطلبة من الصغار والمراهقين، وكذلك الشباب في المرحلة الثانوية، وتنقصنا الصرامة في التعامل مع ذوي الميول المدرسية العنيفة.. هاقد رأينا أن مدرسة الحد الثانوية اعتدى عليها ثلاثة شبان لسبب تافه، وعدد آخر من المدارس كان بعض العابثين من المراهقين (نعم والفاشلين دراسياً وأقولها بحكم تجربتي كمدرس) يتعمدون الإضرار بالمدارس، واذا تحدثنا مع أولياء الأمور قالوا: تعبنا معهم ماذا نفعل.. وهم أولياء الأمور المهملون.

    • زائر 1 | 12:51 ص

      المدارس

      المدارس صرح علمي مقدس لايسمح بالمساس به المدارس للجميع وهي تخدم المجتمع . فلماذا المساس بها. لا نقبل التخريب في المدارس ولا اي شئ يخدم المجتمع.

اقرأ ايضاً