العدد 2809 - السبت 15 مايو 2010م الموافق 01 جمادى الآخرة 1431هـ

عبدالهادي خلف في ضيافة «وعد»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

استضافت جمعية «وعد» مساء الأربعاء الماضي أستاذ علم الاجتماع في جامعة «لوند» السويدية، النائب البارز بمجلس النواب السابق عبدالهادي خلف.

الحضور كان كثيفاًً، فالرجل شخصية معروفة، له آراء مهمة في الوضع البحريني، بعضها يتسع له سقف الحرية المتاح، وبعضه يتجاوز هذا السقف، سواءً من حيث الموقف أو المصطلح أو... حتى لو صيغ الخبر بحذر، وبصورةٍ علميةٍ وموضوعية ومهنية.

ربما ذهب البعض ليسمع نبرة خطاب عالية تشفي الغليل، وربما ذهب بعضٌ آخر ليسمع نبوءةً جديدةًً غائبةً عن الأذهان عن الوضع السياسي المعقّد. وذهب آخرون ليتعرفوا على الرجل، الذي يعيش في المنفى منذ أربعين عاماً، وربما احتفاءً وتقديراً لهذا الشخص الكريم.

الرجل كان صريحاً جداً ومتابعاً جيداً للأحداث، فهو على بُعد مغتربه في تلك الدولة الاسكندنافية في أقصى شمال الكرة الأرضية، مازال يتابع الشأن العام، ويكتب ويطرح رأيه. ومن أهم الآراء دعوته إلى المساواة، في واقعٍ طبقي يعتمد نظام الامتيازات الفاحشة، وهو ما فتئ يدعو إلى إصلاحه قانونياً ليتمكن جميع المواطنين من الاندماج في بوتقة الوطن. فلا يمكن أن تقوم دولة قانون أو مؤسسات في ظلّ وجود طبقة من المواطنين في درجة «سوبر» مقابل أكثرية تعيش في الحضيض.

الندوة كانت عن الوضع السياسي بعد عشر سنوات من التصويت على الميثاق، وهو موضوع يؤرق البحرينيين اليوم، ويبحثون عن إجابات تستشرف المستقبل وتعيد الأمل للقلوب. وكلّ طرفٍ يحتفي بهذه الذكرى على طريقته الخاصة، فهناك من ينظر إلى البحبوحة التي نالته، وهناك من يرى الجانب الآخر الفارغ من الكأس. وفي قراءته للميثاق، أشار خلف إلى أن إقراره كان للخروج من عنق الزجاجة، واعتبره انتصاراً للباكر وبونفور والعويناتي والإسكافي، وغيرهم كثير... «فلا يمكن لأحدٍ أن ينكر أن هذا الانتصار حققته المعارضة، إلا أنه تحوّل تدريجياًً إلى انكسار، كان آخر دليل عليه... ردّ اللجنة الوزارية على تقرير لجنة التحقيق البرلمانية في أملاك الدولة». وأضاف: «كان يمكن للميثاق أن يكون انتصاراً لمبادئ العمل الوطني فيما لو استمر في حفظ حقوق جميع المواطنين وتحقيق المساواة وحفظ الكرامة للمواطن في العمل والسكن بل وحتى في المشي على الساحل».

مواقف الرجل من السلطة والمعارضة معروفة للجميع، فهو لم يأتِ بقولٍ جديد، بل يعترف أنه ألقى كلمة في مايو/ أيار 2001، في أحد الأندية العامة، وهو يكرّرها هذه الليلة... من أن الدولة الحديثة هي تنظيمٌ للعلاقة بين السلطة والشعب في إطارٍ تعاقدي، يضمن حقّ الأفراد والتنظيمات السياسية في التغيير، وفق انتخابات دورية، وضمان من القضاء المستقل، بعيداً عن احتكار الإعلام والمال والقوة بالمزاوجة بين ذهب المعز وسيفه.

من أكبر المشكلات التي تشغل خلف وهو يراقب الوضع البحريني، قضية التمييز الآخذة بالتفاقم، فيراها من أكبر العقبات في طريق الإصلاح، ما يستوجب توفير آليات قانونية وإجرائية لإنهائها. وهي دعوةٌ تصطدم بالكثير من العوائق والعقبات والمصالح، بالإضافة إلى طبقةٍ جديدةٍ من حديثي النعمة الشرهين ممن خلعوا العذار.

ربما الجديد والمفاجئ في تلك الأمسية دعوة خلف الجمعيات المعارضة للعودة إلى ما طرحه الميثاق من آمال ووعود. سوى ذلك لم يضف الرجل جديداً في ندوته... ربما أراد أن يلقي زيتاً قليلاً في قنديلٍ قديم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2809 - السبت 15 مايو 2010م الموافق 01 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 9:30 ص

      التباس

      اعتقد ان عبدالهادي خلف كان عن ذكره للاسكافي فإنما كان يشير إلى شهداء الحركة الاسلامية في التسعينيات بذكر واحد منهم، ولم يقصد المرحوم احمد الاسكافي الذي ظن القارئ رقم (9) انه المقصود لأنه توفي الثمانينات. الله يرحمه. وهو مات غرقاً كما أعتقد في الهند وليس في الاحداث. وربما اتفق جزئياً مع (موالي من الديه) في رأيه، لأنه حسب تصوري هناك مبالغة، ربما من أشخاص سمعوا عنه لاحقا ولم يعاصروه، والله يرحمه ويرحمنا بواسع رحمته. الفاتحة لروحه.

    • زائر 12 | 5:46 ص

      مال الدية مايقولون يتغمد روحة الجنة

      اقولون اللة يرحمة ويسكنة فسيح جناتة او بحق محمد والة محمد -ادا كانت الدية الى في الرفاع او ماكان اخرى-اللة اساعدك على الحقد والحسد الى فيك-

    • زائر 11 | 5:02 ص

      موالي من الديه

      الله يرحم الاسكافي ويتغمد روحه الجنة، بس ما ادري ما دخله بالموضوع؟ وأنا لا أعرفه الله يرحمه، بس أشعر بأنكم مال السنابس واجد مضخمين دوره. بدليل إقحامه هنا دون مناسبة إطلاقاً.
      إذا عندكم ان دوره كبير جداً فربما على مستوى ديرتكم فقط، قليل من الموضوعية وضعوا الأشخاص في حجمهم الطبيعي لكي لا تعيشوا في أوهام العظمة الفارغة. انتبهوا لواقعكم وما جرى لكم قبل شهرين. وساكتفي بذلك لعل الرسالة وصلت.

    • زائر 10 | 3:13 ص

      اللة يرحمك يا ابو عادل احمد الاسكافي

      لايمكن الى اي انسان يعرفك ويجلس معك ولايحبك لقد كانت الابتسامة تسبق فمك وكانت الانسانية تتطفر في دمك والحب الى الناس لايوجد الية حدود مع من عرفك من جنسك او من الاجانب الدين عرفوك في البحرين والمهجر-لقد كنت روح السنابس النابط في السبعنيات وسفير البحرين في الثمانينيات -وكل مانتدكر اللوحة التي رسمتها بيدك في نهاية السبعنيات التى تتقدم موكب العزاء وسميتها اهداف ثورة الحسين -الحق معك يادكتور عبدالهادي هولاء هم مفخرة البحرين -ياقاسم اسئل منصور عن ابن الاسكافي ومشروع لم يكتمل من العطاء

    • فيلسوف | 3:04 ص

      تحية خالصةو خاصة للدكتور الكبير عبدالهادي خلف

      تحية خاصة لهذا الرجل الكبير والدكتور الكبير عبدالهادي خلف ونقول له الحمدلله على السلامة وياريت في مثلك يا دكتور خلف اثنين بس والله . الله يحفظك يارب من كل شر . وشكرا لك يا استاذنا العزيز قاسم حسين وشكرا لجريدة الوسط الغالية

    • زائر 8 | 1:49 ص

      علمت بأنه كان من اليسار سابقاً

      وهو حالياً يعاديهم!!!؟؟؟

    • زائر 7 | 1:33 ص

      الميثاق أكبر خطأ ارتكبه شعب البحرين ..

      ألحين الكل يقول كان التصويت على الميثاق غلطة ... إلا هذا يقول ارجعوا اليه ...

    • زائر 6 | 12:50 ص

      عذاري وين الماي وينه؟

      دكتور ومؤهل من السبعينات وعنده كل هذه الكفاءة ويبقى في المنفى حتى الآن. يبدو ان اللعبة ما صدقها، وقال نظل بره أفضل من هالضياع.

    • زائر 5 | 12:48 ص

      سياسة الامتيازات

      في المحاضرة اشار الدكتور الى قضية الامتيازات والاستئثار بالمال العام من قبل البعض على حساب غالبية السكان من مختلف الطوائف والاجناس. وهي قضية مهمة ومؤثرة في سلك البلد واكثر مشاكلنا تعود لهذه البلية.

    • زائر 4 | 12:44 ص

      لماذا

      لماذا لم تشر ياسيد إلى انه كان نائب في برلمان 73، وتم عملة حركة التفافية لإسقاط عضويته في البرلمان بحجة أنه صغير سن. وبعدما حل البرلمان تم اعتقاله ضمن ىخرين. وبعد المعتقل لم يبق امامه غير الهجرة في أرض الله الواسعة.

    • زائر 3 | 12:42 ص

      أهلا بك في بلدك

      أهلا بك يا دكتور بين اهلك ومحبيك، قدمت اهلا وحللت سهلا. مازلت شعلة من نشاط وكلمة تصدح بالحق.

    • زائر 2 | 12:30 ص

      الدكتور مثال على تفريط الدولة في الكفاءات

      الوطني والمخلص لوطنه والمحب لوطنه معايير لا تنتعش لدينا في البحرين وما مثال الدكتور إلا واحد من الأمثلة التي طفشت وهربت من القهر

    • زائر 1 | 10:38 م

      حياك الله

      تعال اشتغل هني اخدم البلد، الكلام اللي تقوله اصغر واحد في البحرين يعرفه، صحيح التمييز مشكلة لكن ليس هو المشكلة الأكبر ، نحن نعاني من التجنيس فهو المشكلة الأكبر في البحرين التمييز مشكلة قديمة وأثرها في الوقت الراهن وتتضرر منه فئة، لكن التجنيس أثره الآن وفي المستقبل ويتضرر منه الجميع فأيهما أخطر ؟!.. على العموم اجدد دعوتي للعمل هنا إذا كنت تطمح للتغير

اقرأ ايضاً