ماذا يفعل الناس قبل دخول شهر رمضان؟ كنت أنا وزوجتى ذاهبين إلى السوق لشراء احتياجات شهر رمضان مذ علمنا بحلوله قريبا، وكنت أنظر إليها وأبتسم، وفي كل سنة هذا هو ديدننا! أبتسم وأتساءل: ما علاقة شهر رمضان بالأكل وبالأطعمة بأنواعها؟! هي تعرف أنني لم أكن أريد جوابا منها بل لمجرد إثارة وتعجب مما يحصل، وهذا يحصل عند معظم الناس.
«رمضان شهر الصوم» فكيف نذهب لنفعل الضد! وكأنما الداعي يقول: هبوا فقد جاءكم شهر الإسراف وشهر الموائد وامتلاء البطون بالخيرات»، جاءكم شهر الأكل والنوم. ويقول الواحد منا: اللهم إني صائم، ولكن هذا الصيام النهاري يمحقه هجوم ليلي على الموائد المستديرة والمطولة!
فنقوم من على المائدة والحركة مشلولة والانتفاخ إلى الأمام، والوزن بازدياد يوميا حتى لا يصل آخر يوم في شهر «الصوم» إلا والأرقام القياسية سجلت في بطوننا وفي المستشفيات! وأيضا رمضان شهر «النوم»، فالموظفون - بعض الموظفين - في هذا الشهر يريحون أنفسهم من تعب وعناء العمل ويشرعون لأنفسهم أحكاما تتناسب والشهر الكريم من حيث التركيز على صلاة الجماعة، وقراءة القرآن الكريم والدعاء حتى لو كان على حساب العمل ووقت العمل وعلى حساب المراجعين، فتأخيرهم في هذا الشهر العظيم جائز بل وواجب! وتشريع آخر للنوم بعد العودة من الدوام، لأن النوم في هذا الشهر عبادة! أما في الليل فتبدأ كثير من المجالس بسحب الثواب من بعض الصائمين الذين يبيعون صيامهم في الليل إن بمعرفة وعلم أو بغير قصد. ولا ننسى السهر حتى الصباح والذي يؤثر تأثيرا مباشرا على الالتزام بالدوام وعلى الأداء الضعيف أصلا. أما التحصيل الدراسي فهو فقير يشكو أيضا، والمتهم الأول والاخير هو شهر رمضان المسكين! أما عن المرأة «المسكينة وغير المسكينة» فإنها تتقوقع في بيتها الثاني المحبب لها جدا ألا وهو مطبخها من الصباح حتى المساء وتطبخ ثم تطبخ وتسجل وتدون طبخات أخرى ليوم رمضاني جديد، فرمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.
إبراهيم حسن
العدد 790 - الأربعاء 03 نوفمبر 2004م الموافق 20 رمضان 1425هـ
مريم