العدد 799 - الجمعة 12 نوفمبر 2004م الموافق 29 رمضان 1425هـ

ماذا تعني رمزية عرفات...؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

على رغم كل ما قيل... وعلى رغم كل ما كتب... وعلى رغم التحفظات... وعلى رغم الانتقادات بإيجابياتها وسلبياتها... فإن الرئيس ياسر عرفات سيبقى الرمز وسيبقى الزعيم وسيبقى المناضل الذي افنى حياته من أجل قضية شعبه التي من دونه ولولاه لما أخذت هذا البعد الدولي، ولما نفض الغبار عن ملفات القضية الفلسطينية التي ظلت مركونة في الادراج لسنوات طويلة...

لا أحد ينكر بدايات أبوعمار الثورية حاملا غصن الزيتون في يد وبندقيته في يد أخرى، ولا أحد ينكر أن رؤيته الهيكلية والتنظيمية في قيادته لم تكن واضحة بعد ذلك... فما قام به وما ارتكبه عرفات هو ذاته ما ارتكبه ويرتكبه كل يوم القادة العرب. فلمَ الاستغراب والتشدد في مواقف حتى لحظة منيته من قبل بعض الدول الخليجية باستثناء المملكة العربية السعودية، على رغم الحضور العربي والدولي الكبير لجنازة عرفات في القاهرة إلى التقدير الذي قدمته بسخاء الحكومة الفرنسية في جنازة تليق بوداع مناضل وقائد.

بينما نجد دولا بعيدة ككوريا الشمالية مثلا أعلنت الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام وغير وغير... لقد لقي نبأ وفاة عرفات ابن الشارع الفلسطيني صدى كبيراً عند جميع شعوب العالم، فمراسم جنازته من باريس إلى القاهرة إلى رام الله إلى الحشود التي جاءت لتعزيته لا يمكن تجاهلها او نكرانها!

مات عرفات... لكن رمزية نضاله ستبقى... على رغم كل ما تعرض له من حصار ووحدة ومرض في سنواته الاخيرة.

بكى الفلسطينيون... فرح الإسرائيليون... لكن الواقع قد يفرض حقبة أخرى وفرصة أخرى للطاقات الفلسطينية الجديدة التي قد تتغلب على مشكلاتها في ظل غياب قائدها.

قد تحتاج إلى وقت... قد تبطئ... لا يهم... لكن الأهم أن يحظى الشعب الفلسطيني بكل توجهاته واطيافه السياسية بقيادة أكثر واقعية وأجندة جديدة تضرب بها أجندة الحكومة الإسرائيلية المتمثلة برئيس وزرائها ارييل شارون الذي لايزال يلعب بورقة القضية كما يحلو له من دون حساب ومن دون أدنى مسئولية... قد تكون حقبة أفضل... أسوأ لا ندري ولكن علينا أن ننتظر ما قد تخبئه الأيام

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 799 - الجمعة 12 نوفمبر 2004م الموافق 29 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً