العدد 803 - الثلثاء 16 نوفمبر 2004م الموافق 03 شوال 1425هـ

نحن مستعدون... فلتهز الزلازل!

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

«الأمطار تربك المرور وتهوي بمنزل وتصعق آسيويا»... «انهيار سقف في منزل بالدراز وفيضان منازل في عالي»... «سقوط الأمطار يربك الحركة المرورية في المملكة»... «79 حادثا مروريا وبعض الحالات في العناية القصوى»... «290 حادثا مروريا خلال أيام العيد»... كانت تلك عناوين تصدرت صفحات «الوسط» فقط ليوم أمس، وإن استثنينا العنوان الأخير نجد بقية العناوين، وبالأصح المصائب، كانت كلها تصب في بوتقة الأمطار المتوسطة التي سقطت على المملكة اليوم الأول من أمس!... أمطار متوسطة لم تتجاوز مدة سقوطها النصف ساعة أتت بكل تلك المصائب فما بالك لو ابتلينا بفيضان مثلا - لا سمح الله - ترى ماذا سيكون مصيرنا؟! أظننا سننعم بالغوص في بحر حرمنا منه بفعل الحسد - والعياذ بالله - ربما!

والحال هذه والمصائب نفسها تتكرر في كل عام وخصوصا في موسم الأمطار وإن اختلفت الأرقام والإحصاءات... هذه الأمطار التي ربما لرأفة الباري بنا آخذة في الشح والانقطاع سنة بعد سنة ونحن بدورنا بتنا ندعو الله جل وعلا أن يبعدها عنا وذلك إثر ما نحسبه في بالنا من أهوال ستنزل على رؤوسنا وكأن الأمطار بذلك تحولت إلى نقمة علينا نتوسل إلى الله أن ينجينا منها بدلا من أن نحمده على نعمة يحسدنا عليها الآخرون فنرجوه أن يحفظها لنا ويديمها علينا!... الحال هذه تجعلنا نطرح ألف سؤال وسؤال جلها يتعلق بمصيرنا وأرواحنا التي باتت على كف عفريت كما يقولون... من لنا؟ وما ذنبنا إن حرمنا من الرزق الوفير الذي يؤهلنا لبناء مسكن لنا... مسكن آدمي وليس عششا للفراخ والأرانب تتسرب الأمطار إليها من خلال خرومها وفتحات تهويتها!... وإن ملكنا المنزل من سيعوضنا عن عومه في بحيرات الأمطار من جراء خطأ في رصف شارع هنا، أو توصيلة مجاري هناك؟! وإن سلمنا من انهيار منزل من سيضمن لنا النجاة من حادث مروري ربما لست أنا ولا غيري المتسبب فيه وإنما اللوم على طريق لم تعرف إشارات المرور المعترف بها والمتعارف عليها دوليا وسيلة للمكوث عليه أو أنه (الطريق) تجرع كأسا (غير شكل) فجعله يتخبط يمينا ويسارا في وسع وضيق وعلى غير هدى ببدايته ومنتهاه؟!

تقرير نشر في «الوسط» يوم أمس أيضا ذكر أن هناك نحو 150 بيتا آيلا للسقوط في منطقة المحرق وحدها، والأكيد أن هناك أمثال هذا العدد إن لم يكن أضعافه في المناطق الأخرى من المملكة وكل هذه البيوت تنتظر تنفيذ مكرمة جلالة الملك بترميمها أو إعادة بنائها ولكن التنفيذ تأخر بحسب ما ذكر بسبب الاعتمادات المالية المخصصة أو لأمور فنية وإدارية... وبالربط بين هذا التقرير بما يحويه من أرقام ودلالات وبين ما وقع أمس الأول من أهوال نتساءل: هل سيتأخر تنفيذ المكرمة كثيرا إلى أن تحصد أرواح ساكني تلك البيوت الآيلة للسقوط جميعها مع كل هبة مطر فلا يعود لتنفيذها لزوم ولا داع؟! هل باتت أرواح هؤلاء وغيرهم مرهونة بفك الموازنة والدراسات والإجراءات والتخبطات الإدارية والفنية التي في العادة تبدأ وتظل طريق النهاية؟!

ثم مع هول الازدحام وكثرة الحوادث هل سنجد سيارة إطفاء أو إسعاف تأتي لنجدتنا وفي الوقت المناسب من مسكن واقع على رؤوسنا هنا، وحريق شب بسبب الأسلاك المتدلية في منزل «عتيج» هناك، وحادث ضحاياه بينهم وبين الموت باب واحد على وشك أن يفتح على مصراعيه؟! أظننا والحال هذه سترحب بنا قبورنا قبل أن تصل إلينا سيارة إسعاف لتنقذنا!

ونرجع ونقول: أمطار متوسطة لنصف ساعة تسببت في أهوال ومصائب وكشفت عن «استعدادنا الممتاز جدا جدا» لمواجهة الأزمات الطارئة، كما كشفت عن ذلك سابقا أزمة الكهرباء في يومها الأسود، إذاً لو واجهنا طوفانا أو زلزالا - والبعض يقول إننا لسنا بمنأى عن هكذا حوادث - ما الذي سيجري علينا ومن لنا؟! لا تخافوا فاستعدادنا دائما ممتاز ونحن الأقدر على مواجهة الأزمات والدليل ما ولى وفات

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 803 - الثلثاء 16 نوفمبر 2004م الموافق 03 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً