العدد 805 - الخميس 18 نوفمبر 2004م الموافق 05 شوال 1425هـ

لعبة وانتهت

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

استكمالاً للحديث عن جلسة «العصف الذهني» التي تنوي الجمعيات الأربع إقامتها، والمطلوب منها لكي تتحول إلى واقع منتج، يمكن متابعة المحاذير التي ذكرت في المقال السابق.

ثالثا: يجب ألا يكون ذكر الأخطاء التي سترد في الجلسة بشكل قطعي من أجل تسلية النفس المحزونة والمحبطة، وألا تتحول هذه الاعترافات إلى حال من البوح السري عند الطبيب النفسي، وسرعان ما تعود حليمة إلى عادتها القديمة، فالمطلوب أن يتحول الاعتراف بالأخطاء إلى إقلاع عنها مستقبلاً وتجاوزها، فالناس بدأت تتجاوزها عملياً، ولا تريد أن تحاصر من خلالها، وترجمت ذلك على أرض الواقع بتجاوزها لأجندة المعارضة، وتحركها بعيداً عن حصارها وقيمومتها بشكل أبوي عنيف ومتسلط.

رابعاً: على المعارضة مراجعة خياراتها بشفافية أكبر، وتحديداً خيار المقاطعة والمشاركة، قبل أن يأتي وقت الاستحقاق وواقع المعارضة متهالك لا يقوى على حمل أية راية كانت وفي أي خيار، فالمعارضة حالياً ليست مقاطعة ولا مشاركة، وقرار المقاطعة على رغم صوابيته استراتيجياً وإثبات شواهد البرلمان صحته، لم تتخذه المعارضة عن قناعة، ولهذا فهي تستنزف الشارع نفسياً طوال الأربع السنوات، لأنه لا يجد منها تحقيقا لأجندة المقاطعة، وإنما نكوصاً عنها كما حصل بمخالفة مقررات المؤتمر الدستوري الذي وصفه بعض الرموز في حديثه لزميل له بأنها «لعبة وانتهت».

نعم، يجب أن تنتهي هذه اللعبة، ويعرف الناس بوضوح ما هو خيار الجمعيات السياسية، فالتأخر في إعلان الخيار في ظل انعدام الرؤية وانعدام وسائل تحقيق الخيار الحالي، سيجعل من الانتقال إلى الخيار الآخر - فيما لو حصل - انتقالاً غير سلمي، لعدم تهيئة الأجواء له، فضلاً عن كون الساحة غير مهيأة لخيار غير الخيار الحالي، بالنظر إلى العجز الذاتي والدستوري الذي عليه البرلمان الحالي، فليراجع الجميع خياراته بدقة، فقد أغرقتنا البينيات وأوصلتنا إلى حافة جهنم

العدد 805 - الخميس 18 نوفمبر 2004م الموافق 05 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً