العدد 813 - الجمعة 26 نوفمبر 2004م الموافق 13 شوال 1425هـ

«ملح وفلفل» دورات الخليج غائبان عن الدوحة

سيطرة المدربين العرب تلاشت سريعاً

عرفت دورات كأس الخليج عبر سنواتها الأربع والثلاثين الماضية أسماء كثيرة لمعت في سماء كرة القدم وحققت لمنتخبات بلادها إنجازات يتحدث عنها أهل المنطقة من محبي اللعبة.

قدمت دورات كأس الخليج لكرة القدم التي عرفت طريقها إلى النور العام 1970 في البحرين بفضل فكر وجهود الأمير السعودي خالد الفيصل الكثير من الإثارة والمتعة لعشاق اللعبة وارتقت بمستواها في المنطقة بشكل ملحوظ خلال سنوات عمرها.

وتحدث الناس عن أسماء كثيرة لشخصيات كبيرة ومدربين وطنيين وعرب وأجانب ونجوم كافحوا لتشريف أوطانهم في هذا المحفل الخليجي المهم.

وإذا كانت الدورة السابعة عشرة لكأس الخليج المقرر إقامتها من 10 إلى 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل في العاصمة القطرية (الدوحة) ستشهد أسماء جديدة ستلقى عليها الأضواء خلال الدورة فان هناك أسماء لن تمحى من ذاكرة هذا الحدث الكبير إذ لعبت أدواراً أساسية ومحورية خلال تلك السنوات الأربع والثلاثين الماضية.

ولا يمكن الحديث عن دورات كأس الخليج من دون الكلام عن الراحلين الرئيس السابق للاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ فهد الأحمد الذي لاقى حتفه إبان غزو العراق للكويت العام 1990 والرئيس السابق للاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير فيصل بن فهد الذي لقي ربه إثر أزمة قلبية بعد نحو عشر سنوات من وفاة الشيخ فهد الأحمد.

كان الاثنان بمثابة «ملح وفلفل» هذه الدورات وانعقدت المناظرات بينهما ولم تغب المشاحنات عن أحاديثهما بعد كل مباراة.

وكان لكل منهما ديوانيته الخاصة إذ يجتمع مع أحبائه وأصدقائه في كل ليلة من ليالي الدورة للتباحث في نتائج المباريات والحديث عن كل ما يدور في فلكها.

ولم تخل أية ديوانية بطبيعة الحال من جواسيس للمعسكر الآخر يستمعون لما يدور بل ويعملون على إثارة أعصاب صاحب الديوانية لانتزاع تصريحات عدائية ضد منافسه يستغلها الآخر في شن هجوم عليه في الليلة التي تليها.

ومنذ توفي الشيخ فهد الأحمد خفت حدة هذه المناظرات إلى أن لحق به الأمير فيصل بن فهد فانعدمت تقريباً من دون أن تختفي الديوانيات التي تولى إقامتها الشيخ أحمد نجل فهد الأحمد والأمير سلطان بن فهد شقيق الأمير الراحل.

وبعيداً عن الديوانيات والمناظرات وتحديداً على حدود المستطيل الأخضر لمعت أسماء مدربين كثيرين محليين وعرب وأجانب وعرف كثيرون منهم أضواء نهائيات كأس العالم بفضل دورات الخليج تحديداً. واللافت فعلاً أن مدرسة التدريب المصرية سيطرت تماماً على أجواء الدورة في بداياتها فقاد المصريان حمادة الشرقاوي وطه الطوخي منتخبي البحرين والكويت على التوالي في حين درب السوداني محمد حسن خيري قطر والإنجليزي جورج سكيرو السعودية.

وشهدت الدورة الثانية أسماء أربعة مدربين عرب وواحداً يوغوسلافياً فبقي الشرقاوي مع البحرين وخيري مع قطر ودخل المصريان محمد صديق الملقب شحتة وطه إسماعيل الملقب بالشيخ اللائحة عبر تدريبهما منتخبي الإمارات والسعودية في حين قاد اليوغوسلافي لوبيتشا بروشيتش منتخب الكويت.

وفرض المصريون سيطرتهم التامة على لائحة المدربين في الدورة الثالثة ولم يفلت منهم سوى منتخب الكويت الذي احتفظ ببروشيتش.

ودرب حلمي حسين منتخب قطر وقاد الشرقاوي البحرين وشحتة الإمارات ومحمد عبده صالح الوحش السعودية وممدوح خفاجي سلطنة عمان.

والغريب أن الدورة الرابعة شهدت اختفاء شبه تام للأسماء العربية إذ لم يبق سوى خفاجي مدرباً لسلطنة عمان.

وتولى المجري بوشكاش تدريب السعودية واليوغوسلافي تاديتش الإمارات والإنجليزي جاك مادل البحرين ومواطناه داني ماكلينين العراق وفرانك واجنر قطر.

وظهرت الأسماء البرازيلية للمرة الأولى من خلال الدورة ذاتها حين قاد البرازيلي ماريو زاغالو منتخب الكويت وصار بعد ذلك واحداً من أشهر المدربين العالميين وقاد منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم أكثر من مرة.

ومع مرور السنوات تراجع الحضور التدريبي العربي واحتكر المدربون الأجانب وخصوصاً البرازيليين اللائحة وفرضوا أنفسهم على الكرة الخليجية بصورة مذهلة.

واكتسب الكثيرون من هؤلاء المدربين شهرتهم عبر دورات الخليج فحل عليها عدد من المدربين انصاف المشهورين آنذاك أمثال البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا فصار أشهر من نار على علم فيما بعد وقاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم أكثر من مرة.

وبدأ باريرا مسيرته التدريبية مدرباً للياقة البدنية لمنتخب الكويت.

وكان العراقي عمو بابا أول مدرب وطني يقود منتخب بلاده في دورات الخليج.

ثم عادت الأسماء العربية في شكل متقطع وظهرت أسماء جديدة قادت منتخبات بلادها أو غيرها.

وقاد السوداني حسن عثمان منتخب قطر والسعودي خليل الزياني السعودية والكويتي صالح زكريا الكويت والتونسي عبد المجيد الشتالي البحرين والسعودي محمد الخراشي السعودية والمصري محمود الجوهري سلطنة عمان والبحريني فؤاد أبوشقر البحرين والتونسي المنصف الليثي سلطنة عمان والسعودي ناصر الجوهر السعودية والعراقي جليل محمود العراق وأخيراً العماني رشيد بن جابر اليافعي الذي قاد منتخب بلاده في الدورة الخامسة عشرة العام 2002 في السعودية.

لكن الأسماء العالمية بقيت أكثر وبرع الإيراني حشمت مهاجراني والاوكراني فاليري لوبانوفسكي والبرازيلي إيفرستو ماسيدو والهولندي جيرار فان در ليم ومواطنه غوهانس بونفرير والتشيكي ميلان ماتشالا الذي قاد منتخبات الكويت والسعودية وسلطنة عمان

العدد 813 - الجمعة 26 نوفمبر 2004م الموافق 13 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً