العدد 2812 - الثلثاء 18 مايو 2010م الموافق 04 جمادى الآخرة 1431هـ

اللقاءات المجتمعية هي الديمقراطية المحلية

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

إن كل مقصد يسلط الضوء على آلام وهموم المجتمعات يعد توجهاً محموداً، وكل عمل في سبيل هذا الأمر يعد أحد ركائز البناء لوطن جامع وواعٍ وفاعل. وكل طريق يوهن المواطن فهو غير مرحب به.

إنه لمن القصور في النظر، بل والفشل الذريع، أن يظن ظانون أن الحق في كلمة تقال، أو مظاهر تقام.

عند الحديث عن اللقاءات المجتمعية ليس المقصود بها لقاءات الجمعيات السياسية أو الصناديق الخيرية أو الطائفية بل تلك التي تنأى بنفسها عن الحسابات الضيقة سواء كانت سياسية أم انتخابية.

تلك اللقاءات التي تسهم وبشكل فاعل في الديمقراطية المحلية التي تعتمد على الموارد الاجتماعية والثقافية لدى المواطن، حيث من المفترض أن يكون آن الأوان للاستفادة من إمكاناته بكفاءة، لتأسيس مجتمع قوي ومتماسك، قادر على حل مشكلاته، ومن ثم الانطلاق بقوة وفاعلية لتحقيق التقدم والمشاركة في صنع مستقبلة ومستقبل أبنائه.

ولتحقيق ذلك يجب إعادة النظر في قيم بعض مخرجات المجتمع التي لا تزال تؤثر بالسلب في هذا الجانب من الحياة، كقيم الخضوع والطاعة حتى على حساب الحقوق، التي وللأسف صادرة ممن أوكل إليهم توصيل ما يجب أن يصل من هموم ومتطلبات وأمنيات لتحل محلها قيم الاستقلالية والحوار والتفاعل الإيجابي بما يخدم البلاد والعباد، وأن تقوم بدورها الأساسي في بناء الثقافة العامة للمواطن تجاه مجتمعة، الأمر الذي يستلزم تأكيد دوره في إعادة بناء القيم المساعدة للتطوير والتحديث، كقيم المساواة والتسامح والقبول بالآخر وحتى الاختلاف، جنباً إلى جنب مع قيم الدقة والإتقان والالتزام وغيرها من القيم الإيجابية التي تساعد المواطن في التحول إلى مجتمع جديد وفعال.

لذلك فإن توجيه المواطن نحو اكتساب وإنتاج ونشر المعرفة، التي تؤهله لنقل همومه وتطلعاته واحتياجات مجتمعة في منتهى الدقة، ليحقق بذلك المبادرة الخلاقة لاستقطاب صاحب القرار أو المساهم فيه، بعيداً عن الحسابات الضيقة التي يطمح لها البعض، سياسية أم اجتماعية.

كما أن هذه اللقاءات تؤدي إلى الديمقراطية المحلية، وذلك بمشاركتها بالأعمال الاجتماعية بتقديم الاقتراحات الواجب القيام بها لإنعاش التنمية بمحيط تلك المجتمعات، حيث تعد هذه المشاركات أحد السبل للنهوض بالديمقراطية المحلية التي يلعب المواطنون دوراً مهماً في تجسيدها وتفعيلها بلقاءاتهم وحواراتهم المفتوحة، حيث من الممكن تلك الحوارات استخلاص عناصرها لتحويلها لمقترحات يمكن البناء عليها. فبذلك يكون المواطن فاعلاً في مجتمعه، يسهم في بناء مجتمع متحضر يرسم خطوطه ويطرز نقوشه.

ولكن هل ينطبق كل ذلك على غالبية اللقاءات المجتمعة لدينا؟

إن اللقاءات المجتمعية ليست كما يظنها البعض حديثاً عابراً أو اللقاء بجمهور بعد خسارة مباراة أو منبر من لا منبر له، لا بل هي أكبر وأبعد وأعمق من كل ذلك، فمن خلالها تتم زرع مفاهيم الديمقراطية على أسس سليمة.

تضمن إعادة الطرح وسموه، وفي هذا المجال، لا بد من القضاء على ظاهرة تجييرها لأهداف سياسية أو غير معلنه، وذلك برقابة الذات أولا وأن ترتكز على القضايا المحورية والجامعة كالسياسة والتنموية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ولا تنفصل عن ذلك قضية إدماج الشباب وتعميق انتمائهم للمجتمع الجامع، وتقديم الحلول العاجلة لمشكلات عمالة الشباب، وتطوير الرؤى التنموية المتصلة بهم، حيث لا يخفى على أحد بالوقت الذي صفق فيه البعض للنقلة الاقتصادية للبحرين نرى معدل فرص العمل المتاحة من قبل القطاع الخاص لم تلاقِ القبول وذلك ليس بسلبية الشاب تجاه تلك الفرص ولكن بسبب دونية تلك الفرص التي بالتالي لا يراها الشاب، ممكن البناء عليها لإتمام مستقبله الاجتماعي.

كما يجب صياغة السياسات الاجتماعية الفعالة للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين في المجتمع.

ومراجعة مشكلة تزايد معدلات الفقر حسب إحصاءات وزارة التنمية الاجتماعية، وصياغة استراتيجية فعالة لمواجهتها. وكي نرتقي بهذه اللقاءات هذا السقف من الطرح الذي يجب أن يطرح عند حضور صناع القرار أو المساهمين فيه، لكي نبتعد عن اختزال مشاكلنا المجتمعية في مخالفة مرورية أو ببائع متجول... الخ. إذا ما أردنا آذاناً صاغية.

تعد مؤسسات المجتمع المدني أحد الركائز التي تقوم عليها المجتمعات المتحضرة، فعلى المعنيين عدم الإغفال عنها وذلك لضمان أدائها الديمقراطي السليم، الأمر الذي يفرض الشفافية التامة، والتطبيق الفعلي لمبدأ المصارحة التي بالتالي تؤدي إلى تحسين الأمور المراد تصحيحها.

لذلك نقول لمخرجاتنا المجتمعية القائمة على هذه اللقاءات، إن كنا قدركم فالله يعينكم علينا، وإن كنتم قدرنا نسأل الله أن تلطفوا بنا.

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2812 - الثلثاء 18 مايو 2010م الموافق 04 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • محمد الزياني | 6:14 ص

      أهذا بإيعاز آم تساهل من المسئول 6

      لماذا ؟ الله اعلم, كيف ؟ يقولون هذا هو رزقك, ما هو السبب؟ يردون عليك عندما تقابل الوزير اسأله هم أنفسهم لا يعلمون وانأ واثق كل الثقة إن سبب إحالتي علي التقاعد لا احد يعلمها سوى واحد فقط حتى الوزير نفسه لا يعلمها لعلهم أقنعوه إنني طالب الأحاله وليست جهة العمل هي التي طلبت تعرفون اخوتي لو كان ممكن إن اكتب المشكلة علي العام لما ترددت ولكن كما يقال((( امي وبوي وكبر بلواي ))

    • محمد الزياني | 6:13 ص

      أهذا بإيعاز آم تساهل من المسئول 5

      ولعلهم لم يعرضوا تلك الرسالة علي الوزير والقصة كلها من عمل الموظف المسئول , كيف لنا إن نعرف ولايوجد هناك تواصل بيننا وبين هذا الوزير أو ذك , موضوع أخر لي طلب مقابله الوزير زادت عن عشر سنوات والموضوع كان في الشأن العام للوزارة وانا مستعد لمقابلته الان لا فرق عندي فهذا شان عامة ومصلحة عامة علي العموم لكثرة مراجعاتي وصبري واصراري علي المقابلة أحالوني علي التقاعد

    • محمد الزياني | 6:12 ص

      أهذا بإيعاز آم تساهل من المسئول 4

      واحد من زملائي أحيل لتقاعد قبل أربة أيام من انتهاء سنته يعني حرم من امتيازات سنه في تقاعده بسبب أربعه أيام كان من السهل إن يؤخر وقت الاحال أربعة أيام لكن ولغاية في نفس يعقوب لم يوافق الموظف المعني بذلك رغم إن زميلي تقدم برسالة للوزير يطلب تأجيل الأحاله أربعة أيام تعرفون ماذا فعل ذلك الموظف عرضها علي الوزير في أول يوم انتهت مدة خدمة زميلي وبهذا فوت علي الوزير نفسه الموافقة أو رفض طلب التمديد

    • محمد الزياني | 6:12 ص

      أهذا بإيعاز آم تساهل من المسئول 3

      التي انتهت بجمله واحد فقط وهي طلب افاده باني طالب في باكستان فأمر ((( أعطوه أفاده بذلك )) , الموضوع لم يكن يحتاج حتى لأمر منه هذه أمور صغيره تحتاج لتفهم من الموظف ليس به اعاقة فكرية , نرجع لموضوعنا عندما تنقطع العلاقة بين صغار الموظفين ومسئوله الأعلى يلعب بهم مسئوليهم المباشرين وتصبح كل الأوامر الصحيحة والخاطئة لتي تصدر منهم هي أوامر من الرئيس الأعلى لا يستطيع احد مناقشتها . تعرفون إخوتي إلي أين أوصلتنا هذه العلاقة المقطوعة إلى درجة لا يقبلها حتى الرئيس الأعلى

    • محمد الزياني | 6:11 ص

      أهذا بإيعاز آم تساهل من المسئول 2

      تعرف إن هناك وزراء أسهل لك إن تقابل خالقهم من إن تقابلهم وكذلك بعض نواب الشعب تعرفون اخر مره التقيت نائبنا الفاضل وجه لوجه يوم إن اعلنوا نتيجة فوزه علي الدكتور منيرة فخرو اخذوه جماعتة في السكس ويل ودارو به في الطرقات والساحات . حصلت لي مشكله في باكستان عام 81 مع سفيرنا في باكستان وطلبت مقابلته رفضه سكرتيرته بس رفعت صوتي وانأ عندها بجمله إننا أهل البحرين نستطيع مقابله أميرنا الوالد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان عفر الله له متى أردنا سمع ذلك السفير فأتى يجرى يسال عن مشكلتي

    • محمد الزياني | 6:10 ص

      أهذا بإيعاز آم تساهل من المسئول 1

      صح لسانك يا بوخالد تعرف أخي بوخالد ولينشرك قراءك , تعرفون يا جماعة مشكلة أهل البحرين وخاصة أهل السنة ؟ إنا أقول لكم وانأ اعرف بعض خبايا الموضوع واضرب لكم مثل من الواقع مشكلة المشاكل هي عدم تواصل المواطن مع زعماء الشعب اقصد أهل السنة مع جلالة الملك , تسألوني لماذا ذكرت فقط أهل السنة أرد عليكم أخوننا ألشيعه لهم أعيانهم وشيوخهم يوصلون ما يريده المواطن إلي جلالة الملك واعيان أهل السنة ومشايخهم لا يفعلون ذلك وليس فقط جلالة الملك بل كذلك مع الوزراء والمسئولين

    • زائر 14 | 9:25 ص

      أهذا بإيعاز آم تساهل من المسئول 2

      تعرف إن هناك وزراء أسهل لك إن تقابل خالقهم من إن تقابلهم وكذلك بعض نواب الشعب تعرفون اخر مره التقيت نائبنا الفاضل وجه لوجه يوم إن اعلنوا نتيجة فوزه علي الدكتور منيرة فخرو اخذوه جماعتة في السكس ويل ودارو به في الطرقات والساحات . حصلت لي مشكله في باكستان عام 81 مع سفيرنا في باكستان وطلبت مقابلته رفضه سكرتيرته بس رفعت صوتي وانأ عندها بجمله إننا أهل البحرين نستطيع مقابله أميرنا الوالد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان غفر الله له متى أردنا سمع ذلك السفير فأتى يجرى يسال عن مشكلتي

    • زائر 13 | 6:32 ص

      أهذا بإيعاز آم تساهل من المسئول 6

      لماذا ؟ الله اعلم, كيف ؟ يقولون هذا هو رزقك, ما هو السبب؟ يردون عليك عندما تقابل الوزير اسأله هم أنفسهم لا يعلمون وانأ واثق كل الثقة إن سبب إحالتي علي التقاعد لا احد يعلمها سوى واحد فقط حتى الوزير نفسه لا يعلمها لعلهم أقنعوه إنني طالب الأحاله وليست جهة العمل هي التي طلبت تعرفون اخوتي لو كان ممكن إن اكتب المشكلة علي العام لما ترددت ولكن كما يقال((( امي وبوي وكبر بلواي ))
      محمد الزياني

    • زائر 6 | 2:58 ص

      ـسلم يا بو خالد

      تسلم يا بو خالد على كلامك العقلاني ونحتاج التفهم من الاخرين ،

    • زائر 5 | 2:43 ص

      سبايس تي

      طرح صحيح ودقيق وعميق، دولة المؤسسات لا تقوم إلا على مجتمع متحضر يتستسقي الولقع الملموس عبر أنظمة مجتمعية واعية تدرك الأولويات وتأخذ بها عبر فتح قنوات شفافه مع المسئولين وصناع القرار، شكرا لك أخي.

    • زائر 4 | 2:25 ص

      كيف نضع اللبنة الأولى للشراكة الإجتماعية

      من خلال المستجدات الراهنة و التحديات سواء الداخلية أو الخارجية السؤال الذي يطرح نفسه كيف نضع اللبنة الأولى للحراك المدني من خلال رؤيتي البسيطة لهذه القضية يجب اولا عمل إطار صحيح حول المشكلة ثم تحليل المشكلة قياسيا و نوعيا ثم عمل فرق عمل مسساعدة و فرق مساندة ثم إتخاذ بعض الإجراءات السريعة الفعالة المدروسة ثم المراقبة و التقيم فلو تم عمل هذا أعتقد سيكون هناك تفاعل جيد وسنصبح لنا رسالتنا التى تتفق مع المشروع الإصلاحي و تكون لنا الريادة الخليجية ونكون جند حمد ا حفظه الله ورعاه الحقيقيون

    • زائر 3 | 2:09 ص

      الشراكة المجتمعية ودورها

      سوف انظر لهذه النقصة من زاوية الأمن السلمي و اإجتماعي نظرا لكثرة الأحداث الأمنية وما يتبعها من توابع وجدنا من يستخدم الحراك المدني و الشراكة من خلال المنابر فنصب نفسه القاضي و الجلاد فكابر و أهان الأخرين و منهم من تخصص في الجانب الإعلامي فخلط بين الحق و الباطل هذه الشراكة سوف تأتي أجيال قادمة و ستسخر من هؤلاء ولكن تعالوا نسأل أنفسنا بصدق و نخاطب الذات هل نحن مشاركون حقيقيون السؤال مطروح للقارئ العزيز مرة أخره اشكرك بو خالد على الطرح

    • زائر 2 | 2:02 ص

      الحراك المدني وتفعيلة

      سؤال دائما يتردد على الساحة المحلية كيف نفعل الحراك المدني الصحيح المبني على إطار ورؤية تتفق مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك السؤال هل المؤسسات المدنية بكافة أنواعها ومنها الدينية قادرة على التفعيل الحقيقي من خلال التجربة نجد هؤلاء يتحركون مثل السلحفاة و ببطئ شديد نتجة للكسور و ايضا لغة الآنا و حب الذات اشكرك خوي بوخالد من أخوكم بو أحمد لهذا الطرح الجيد و الفكر المستنير الذي يجب ان يدعم و يفعل من قبل ولاة الأمر لان البحرين غنية بكم و فيها من الرجالات الأوفياء القادرين أن يكون لهم الريادة

    • زائر 1 | 1:00 ص

      صح السانك يابولسان صح وكثر الله من امثالك يابوخالد
      طلال السليطي

اقرأ ايضاً