العدد 819 - الخميس 02 ديسمبر 2004م الموافق 19 شوال 1425هـ

استطلاعات «الوسط»

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

ماذا تعني نتيجة استطلاع الرأي التي أعلنتها «الوسط» بشأن عريضة المؤسسات ضد قانون «التجمعات العامة»، إذ إن نسبة التصويت الموافقة على العريضة تصل إلى 83 في المئة من الأصوات، مع استبعاد خيار ضروري ومهم في العمل السياسي والحقوقي والقانوني، ألا وهو خيار الطعون الدستورية في القانون، ربما لأن الجماهير لم تتعرف بعد على طبيعة التفاصيل القانونية وأهميتها في العمل السياسي. النتيجة تؤكد بكل وضوح أن الجماهير مازالت تعلق آمالها على الجمعيات السياسية، وتحديداً جمعيات التحالف الرباعي، حتى لو كان أداؤها السياسي دون الطموح، وتخذل جماهيرها في الكثير من المحطات، إلاّ أن الجماهير مازالت متعلقة بها، لأنها لا تملك خياراً غيرها.

كان هناك استطلاع لـ «الوسط» أكثر جلاء في ترجيح الجماهير لخيار الجمعيات الأربع لقيادة العمل السياسي، وهو الاستطلاع بشأن الحوار الرباعي أو التساعي مع الوزير مجيد العلوي في المسألة الدستورية، فكانت النتيجة قصر الحوار على الوزير والجمعيات الأربع فقط، وكذلك الاستطلاع الذي أجرته «الوسط» بشأن قيادة الجمعيات العمل السياسي، فرجحت الجماهير خيار الجمعيات السياسية على غيرها، ما يعني أن الناس مازالوا أوفياء لخط انتفاضة التسعينات، ورموزها وقياداتها، وكل تمثلاتها التنظيمية الحالية المتمثلة في جمعية الوفاق وباقي حلفائها من الامتدادات الوطنية الأخرى.

الجماهير لا تدرك تفاصيل الأخطاء القاتلة التي تحرّك العمل السياسي، ولهذا فهي تدين بالولاء إلى المؤسسات وتدافع حتى عن أخطائها، وهي في سلوكها هذا لا تريد أن تصدق كل الانتقادات بشأن المؤسسات السياسية، لأنها متمسكة بالأمل حتى مع استشعارها بتراجع المواقف السياسية، لذلك: فالأولى بالرموز والمؤسسات، وهم أعلم بتفاصيل العمل السياسي والصعوبات التي تواجههم، والخيارات التي يتحركون من أجلها، أن يكونوا شفافين مع الناس، فهذا الحب والانقياد يستحقان الشفافية والمصارحة ليكون الناس على بصيرة

العدد 819 - الخميس 02 ديسمبر 2004م الموافق 19 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً