الحرب التي تجري حالياً في العراق بين قوات الاحتلال الأميركي والمقاومة العراقية دفعت بالكثير من المدن والبلدات العراقية إلى الواجهة، فمن منا على الأقل في منطقة المغرب العربي كان يسمع بمدينة الفلوجة وهيت والحلة، وضاحية الحميدية والإسكندرية واللطيفية، إلا أن توالي أسمائها في نشرات الأخبار جعل شهرتها تفوق عدداً من كبريات المدن العالمية، إلا أن ما أثار الكثيرين من المغاربة هو أسماء عدد من المدن التي يوجد لها مثيل في المغرب.
فهذه الصويرة التي تقع جنوب بغداد، تعتبر مثيلتها بأقصى غرب الوطن العربي وعلى ساحل المحيط الأطلسي من أكثر المدن المغربية محافظة على هويتها ما جعلها مقصداً للسياح، إذ إنه بهذه المدينة التي أسسها السلطان المغربي العلوي محمد بن عبدالله (محمد الرابع) لتكون الميناء الرئيسي للمغرب في القرن السابع عشر، تعايش المغاربة مسلمين ويهوداً بأمن وسلام وطمأنينة في أحسن صور للتعايش، وزاد من شهرتها اليوم المهرجان الدولي لموسيقى غناوة الذي ينظم صيف كل سنة. اليوسفية وهي إحدى البلدات المتاخمة لعاصمة الرشيد، تعتبر مثيلتها في المغرب عاصمة معدن الفوسفات، والتي يرجع تاريخ تأسيسها إلى النصف الأول من القرن العشرين إذ أسسها السلطان المولى يوسف والد الملك الراحل محمد الخامس. مدينة اليوسفية تحمل كذلك اسماً آخر يرجع إلى فترة الحماية الفرنسية وهو «الوجانتي» المحرّف عن اسم المهندس الفرنسي الذي اكتشف الفوسفات بهذه المدينة وهو «لويس جونتي».
توالي ترديد أسماء المدن العراقية التي لها مثيل في المغرب خلال الحوادث الحالية التي تعرفها بلاد الرافدين جعل البعض يتذكر ما حدث في ستينات القرن الماضي عندما كان بعض البدو يتابعون أخبار حرب الأيام الستة في يونيو/ حزيران من العام 1967، إذ ذكر القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطاني (بي بي سي) أن القوات الإسرائيلية باتت على مشارف مدينة القنيطرة، ما جعل القرويين المغاربة في جهة عبدة الفلاحية يستنفرون قواهم من أجل الدفاع عن المدينة التي تقع شمال الرباط، لولا أن بعض المتعلمين منهم نبههم إلى أن الأمر لا يتعلق بأي حال من الأحوال بالقنيطرة المغربية بل بالقنيطرة السورية عاصمة الجولان التي حررت لاحقاً في العام 1973 خلال حرب أكتوبر/ تشرين.
إضافة إلى تشابه أسماء المدن والبلدات في المغرب والعراق، فإن الكثير من المغاربة انتبه إلى التشابه بين الجانبين في أسماء القبائل والألقاب العائلية، ومن بين أشهر هذه الألقاب «علواني» و«الدليمي»
العدد 821 - السبت 04 ديسمبر 2004م الموافق 21 شوال 1425هـ