العدد 834 - الجمعة 17 ديسمبر 2004م الموافق 05 ذي القعدة 1425هـ

العُمانيون الأفضل بفنياتهم العالية... والعنّابي سلاحه الجمهور والروح القتالية

بعد ختام الدور الأول في المجموعة الأولى

وسط حضور جماهيري كبير افرغ شحناته المعنوية في نفوس لاعبيه العنابية والذي ملأ جنبات ملعب جاسم بن حمد بنادي السد بأكمله حجز المنتخب القطري البطاقة الثانية المؤهلة للدور قبل النهائي من خليجي (17) للمجموعة الأولى بعد الفوز الثمين والمستحق على متصدر المجموعة عمان والتي تلقت أول خسارة لها في البطولة، بينما ظل سجل الفريق القطري خاليا من الخسارة بعد انتهاء الجولة الثالثة من الدور الاول.

وفي المقابل ودع الفريق العراقي البطولة بنقطتين فقط بعد تعادله امام الامارات بهدف لكل منهما وتبعه ايضا الفريق الاماراتي بالرصيد نفسه لتنتهي مباريات المجموعة الأولى متأهلا عنها الفريق العماني برصيد (6 نقاط) والفريق القطري (5 نقاط)، بينما حصد الفريق العراقي والاماراتي نقطتين لكل منهما.

وسنقف قليلا مع فريقي المجموعة الأولى المتأهلين للدور قبل النهائي لنضعهما في الميزان الفني بصورة سريعة بعد انتهاء مبارياتها خلال خليجي (17).

«السحرة» في الصدارة

الفريق العماني جاء إلى البطولة حاملا في آماله ان يتنفس البطولة بعد ان أظهر الكثير من النوايا التي أباحت السر بأن الفريق سائر على درب البطولة ولم يخف أي مسئول بأنه قادم بقوة من أجل التتويج الذهبي بعد ما ظل الفريق يصارع طوال السنوات الماضية من أجل اثبات الوجود حتى وصل الى مرحلة النضج الفني وخصوصا بعد ان تسلم زمام التدريب المدرب التشيكي ميلان ماتشالا الذي وخلق توليفة متجانسة ومتفاهمة معظمها من الوجوه الشابه ذات الحيوية والنشاط ما أعطى الفريق الجمالية في الابداع الفني، ختمها بتسجيل الاهداف وحصد النقاط.

الفريق من الناحية الفنية اكثر من جيد ويجيد اللعب بأكثر من اسلوب ويعتمد بشكل كبير على حركة الوسط من خلال الانتاج الهجومي الذي يقوده أحمد مبارك ذو النزعة الهجومية وفوزي مبارك ويوسف شعبان. وأما خليفة عايل فذلك اللاعب وضع ليكون ميزانا بين الدفاع والهجوم ونوزعت المهمات فيما بينهم ووضحت لمساتهم في التمرير والاندفاع الى الهجوم الى ذلك يعتمد الفريق بل يجيد بشكل جيد فتح الطرفين من ناحية حسن يوسف المظفر في الجهة اليمنى الذي كان له النصيب الاكبر في الدخول الى منطقة جزاء الفرق الاخرى واستطاع تسجيل هدف في الفريق الاماراتي وعبدالله كونه من الناحية اليمنى وبذلك تصبح الكثافة الهجومية لها فاعليتها والذي يجعل هجمات عمان مصدرها الخطورة الهدوء في اللعب وعدم الاستعجال في التسجيل وهذا ما حققه امام الامارات الذي عانى كثيرا في فك رموز الحصار المطبق عليه طوال الـ 90 دقيقة وخصوصا بعد تسجيل الامارات هدف السبق في مرماه والذي لم يجعله يتسرع ويستعجل الامور بل لعب لإيجاد مخرج من مستنقع الدفاع الاماراتي حتى وجد ضالته.

الهجوم العماني كما قلنا اعتمد بشكل كبير على حركة الوسط فكلما كانت هذه الحركة ذات فاعلية كلما كانت تلك الطلعات ذات خطورة مستمرة ومتى ما تعطل هذا الخط فان الامدادات للهجوم يصيبها العطل والعطب ولكن من يملك خط وسط مثل الذي موجود في عمان فانه يطمئن وينام في أمان.

واستطاع هذا الخط من احراز 6 أهداف بنسبة هدفين لكل مباراة وهذه نسبة جيدة نوعا ما ولكن خط الدفاع عانى كثيرا ووضح فيه بعض الخلل وخصوصا في الهجمات المرتدة عليه تراه يرتبك بعض الاحيان ويسبب لنفسه الحرج ويحتاج الى جرعات علاجية سريعة في الدور قبل النهائي لكيلا يقع في المحظور وقد دخل مرماه 4 أهداف وهي نسبة عالية بالنسبة الى هجومه.

وأما الحراسة فتعتبر من افضل الحراس في البطولة لتمتعها بالخبرة واليقظة والحيوية والقيادة للدفاع والهدوء والثقة في النفس أثناء حراستها لمرماها، فالحبسي لديه المقومات الكبيرة للحارس العارف بخبايا المرمى وهو يحتاج الى سند من خط الدفاع ليكون مرماه خاليا من الاهداف.

عموما استحق الفريق العماني البطاقة المؤهلة الى الدور النهائي ونحن في انتظار الفريق ما سيقدمه خلال ذلك الدور ليكمل مسيرة الابداع في اللعب المفتوح الجميل.

قطر تخطت الخطر

الفريق القطري الذي دخل البطولة وتصريحات مسئوليه ينتابها الخوف من المصير والتي تؤكد بناء فريق مستقبلي وخصوصا انه يلعب على أرضه وبين جماهيره ولكن الطموح الجماهيري عكس ما صرح به المسئولون.

وبين الخوف والرجاء جاء الفرج الذي رسم الصورة الفنية الواضحة المعالم وسط حضور جماهيري وقف بكل ما يملك من وسائل مشروعة مع الفريق في مبارياته الثلاث حتى استطاع ان يعطيه الثقة في نفسه ويحجز مقعدا له في الدور قبل النهائي لفوزه المستحق على المتصدر العماني. من المباراة الأولى وكما كلف المسئولون والجهاز الفني للفريق في تصريحاتهم الدائمة للاعلام الموجود في الدوحة ان الطموح هو بناء فريق للمستقبل وكانت تهدف هذه التصريحات اطفاء حماس الجماهير فيما لو اخفق الفريق من حجز احدى البطاقتين والامر الآخر هو رفع حال الضغط النفسي عن لاعبيه وترك ان يلعب براحة نفسية يعبر عن نفسه فيستطيع التأهل من دون مشكلات تذكر فهذا الطموح الواضح اصطدم مع الرغبة الجماهيرية في اعادة امجاد المنتخب باعتلاء المنصة التتويجية فجعل المسئولين على الفريق في حيرة من أمرهم ولكنهم تعاملوا برؤية وعدم الانجرار الى ما يريده الجمهور مع ان خلجاتهم وتفكيرهم يقول لهم المسير نحو الكأس هو أمل يتمنى الجميع تحقيقه، فجاءت المباراة الأولى والافتتاحية امام الامارات وتوضح معالم الفريق الذي لعب تحت ضغط كبير على رغم التصريحات اليومية في الصحافة القطرية ان الفريق ليس مطالبا بتحقيق النتائج بقدر ما هو يعد للمستقبل ولكن الحضور الجماهيري الكبير اعاد ترتيب الاوراق الفنية للفريق واذا به يمنى مرماه بهدفين ولكلنه أبى بان يخرج من ذلك اليوم الذي اذهل الحضور بتحفة الافتتاح والتي صفق لها الدني والبعيد فاستطاع ان يدرك التعادل خلال دقيقتين سريعتين في آخر الوقت ليخرج بنقطة الرضا والانطلاقة.

الفريق القطري يعتمد بشكل اساسي على الحماس والروح القتالية داخل الملعب التي طغت على فنياته والتي مازالت خافية حتى في مباراته الاخيرة امام عمان.

فالفريق في خطوطه الثلاثة مازال يحتاج الى الكثير من الامور الفنية قد يكون عذره في ذلك كثرة الوجوه الشابة فيه قليلة الخبرة وخصوصا في مثل هذه المباريات الرسمية ولكن استطاعت هذه الوجوه ان تجد لنفسها الثقة في النفس وهي السمة الكبيرة التي تمتع بها لاعبو الفريق وخصوصا في مباراة عمان.

وعبر هذه الوجوه الشابة استطاع مدرب الفريق جمال الدين موسوفيتش ان يصنع لمساته الفنية بمجازفته بابعاده للاعبي الخبرة والكبار أو كان بعض الكبار على دكة الاحتياط وافساح المجال للاعبين صغار السن بان تأخد محلها الطبيعي وخصوصا في هذه الدورة وكان واضحا ان المدرب له الثقة في نفسه وفي لاعبيه وعبر التكتيك الذي عانى فيه كثيرا في جعل التوازن الدفاعي والهجومي في وضع لا يكون هناك تناقض بين الحالتين ولكنه بداية فشل في هذا الامر. والدليل على انه احرز 7 أهداف ودخل مرماه 6، وهذه النسبة تكشف لنا القوة في الهجوم والضعف في الدفاع ومازال لاعبوه يبحثون عن الاستقرار داخل الملعب ليقوى عودهم الفني بالانسجام والتفاهم مع مرور الزمن.

ويحتاج الفريق الى قائد له من الخبرة الكافية يقوده كما كان سابقا في مبارك عنبر وخالد سلمان ومنصور مفتاح وغيرهم من النجوم.

في مباراة عمان الاخيرة شاهدنا عودة مبارك مصطفى الذي اكدت جاهزيته الفنية والبدنية وكأنها رسالة من المدرب بان هذه الورقة بامكانه الاستفادة منها في اي وقت من أوقات المباريات المقبلة.

نعتقد ان الارباك الذي يحصل في الدفاع قد يؤرق بقلق المدرب وخصوصا في الهجمات المرتدة ما يصنع هذا الخط طعما لهجوم الناس لذلك يحتاج الى علاج سريع فستة أهداف خلال ثلاث مباريات تعتبر نسبة كبيرة وتدل على ان الجانب الدفاعي للفريق في غير محله مع انه يعلم في هذا الخط بعض الوجوه المتميزة امثال مشعل مبارك صاحب المجهود الوافر من في الدفاع من الناحية اليسرى اضافة الى سلمان المصري وابراهيم الغانم وسعد الشمري. وأما الحراسة المتمثلة في عامر الكعبي فمازالت غائبة عن جو البطولة مع ان الكعبي له من الخبرة الكافية لقيادته الفريق ووقع في اخطاء كثيرة كلفته بعض الاهداف وخصوصا هدف الفريق العراقي الثالث في الوقت الحرج والقاتل ولكن نعتقد ان الكعبي سيكون في مباراة قبل النهائي عضوا فعالا مفيدا للفريق وخط الدفاع يحتاج الى التفاهم اكثر والانسجام وخصوصا في العمق ولكن ما يميزه هي الروح القتالية وعدم اعطاء الفرصة للمهاجم للعب بحرية ولكن ايضا قد تكون الغفلة في بعض لحظات المباراة تكلفه الكثير بارتكاب الاخطاء كما حدث في مباراة الامارات عندما اخطأ الغانم خطأ كلفه هدفا في مرماه ما زاد من حرج الفريق في المباراة. وأما خط الوسط فاضل الخطوط هو صاحب المجهود الذي السخي والكبير يقوده وسام رزق ووليد جاسم وحسين ياسر الذي استطاع من اول مشاركة في الدورة ان يفرض وجوه بقوة ولكن يحتاج الى ان يترك الاحتفاظ بالكرة طويلا من غير مبرر ليضفي على جمالية اللعب الجماعي بصورة افضل. وفي الهجوم كان لوجود سيدعلي بشير صاحب الخبرة اثر فعال في ارباك دفاع الخصم واستطاع بحركته ان ايجاد فراغات لزملائه استطاعوا التسجيل فيها.

عموما كان العنابي معقولا في التعامل مع البطولة ومهمته المقبلة لن تكون سهلة في الدور قبل النهائي ووصوله الى النهائي بعد انجاز كبير له في ظل التجديد في صفوف الفريق.

نجوم المجموعة الأولى

أفرزت مباريات المجموعة الأولى في الدور الاول الكثير من النجوم التي برزت بشكل واضح واثبتت وجودها من خلال عروضها المتميزة مع فرقها في هذه المباريات. ففي الفريق العماني هناك اكثر من عنصر برز بفنياته ومجهوده الوافر امثال خليفة عايل واحمد مبارك وبدر الميمني وعماد الحوسني. وفي الفريق القطري مشعل مبارك وسيدعلي بشير وحسين ياسر ووسام رزق ووليد جاسم.

وفي الفريق الاماراتي فهد مسعود وسبت خاطر واسماعيل مطر وعلي عباس. وأما في الفريق العراقي فقد برز منه حيدر عبدالامير وهوار ملا محمد طاهر وقصي منير وصالح سدير فهؤلاء هم عن برزوا بشكل ملفت للنظر واستطاعوا ان يفرضو وجودهم اعلاميا خلال الدور الاول من خليجي (17)

العدد 834 - الجمعة 17 ديسمبر 2004م الموافق 05 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً