العدد 836 - الأحد 19 ديسمبر 2004م الموافق 07 ذي القعدة 1425هـ

الانفتاح العالمي يحمل فرصاً وتحديات كبيرة

قال الصحافي الأميركي توماس فريدمان خلال ورشة عمل أقيمت على هامش المنتدى الاستراتيجي العربي المنعقد في دبي ما بين 13 و15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري إن العالم بات أكثر انفتاحاً وتقارباً، وإن دبي استطاعت أن تستفيد من هذه المرحلة لتعزيز إمكاناتها وتطوير مكانتها على المستوى العالمي.

وأضاف فريدمان أنه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول دخلت العولمة مرحلة جديدة، إذ اشتدت المنافسة على مختلف الصعد. وقال: «نشهد في الوقت الحالي فترة تحول تاريخية، تماثل الفترة التي اخترع فيها جونتمبرغ الطباعة أو فترة الثورة الصناعية، ولعل كل ما سمعناه عن الثورة المعلوماتية مجرد بداية، وأن الثورة الحقيقية لم تبدأ بعد».

وللدلالة على وجهة نظره بأن العالم أصبح أكثر انفتاحاً وتقارباً، ضرب فريدمان مثالاً حقيقياً من واقع المنطقة العربية، إذ تحدث عن أن الصناعات الصينية تمكنت من منافسة الصناعات التقليدية في مصر، وأنتجت منتجاً تختص به مصر وهو فانوس رمضان، إذ غزا هذا الفانوس الصيني الصنع، والمزود بشريط مسجل لأغانٍ فولكلورية، الأسواق المصرية وتغلب على مثيله المصري الصنع.

وللاستفادة من الوضع الجديد للعالم قال فريدمان: «إنه ينبغي علينا أن نأخذ من الأفكار والتجارب المتميزة للآخرين، مع الحفاظ على الطابع والهوية الوطنية لكل بلد. منوهاً بأن دبي استطاعت ان تنجح في تحقيق هذه المعادلة».

وأضاف أن هناك بلداناً أخرى حققت النجاح في هذا المجال مثل لبنان، وبلداناً هيأت نفسها لخوض التجربة مثل فلسطين، إلا أن هناك بلداناً عربية أخرى لاتزال منغلقة على نفسها، ولا تسمح بدخول الأفكار والممارسات الجديدة إليها.

وقال فريدمان: «إن الولايات المتحدة لم تستطع حتى الآن تجهيز نفسها لدخول المرحلة الجديدة التي يشهدها العالم، إذ دفعتها الرغبة بمنافسة السبق السوفياتي في عالم الفضاء بعد إطلاق المركبة الفضائية السوفياتية سبوتنيك العام 1957، إلى صرف مبالغ هائلة خصصت في استثمارات لتمويل الأبحاث الفضائية والتعليم التقني. وكانت هذه المنافسة وراء الكثير من الاختراعات التي توجت بالوصول إلى عالم الانترنت، من دون أن تسمح لأي من البلدان الأجنبية أن تدخل أسواقها».

وأضاف «خلال فترة السبعينات والثمانينات بدأت الاستثمارات في المجال العلمي والتقني تنخفض، وكان هذا الأمر مقبولاً، إذ عوضت البلاد عن ذلك باستقطاب أفضل المواهب من العالم العربي، والهند والصين. ولكن هجمات 11/9 غيرت الموازين، وغيرت من سياسات الولايات المتحدة، إذ لم تسمح للكثير من المهندسين الهنود المبدعين بالعودة إلى أميركا، ما أدى إلى نقص شديد في القدرات والطاقات الموهوبة».

وقال فريدمان ساخراً: «إن إدارة بوش تبلي بلاء حسناً، إذ قامت بخفض موازنة مؤسسة العلوم الطبيعية للعام 2005، بنحو 7 في المئة، كما تم اقتطاع جزء من موازنة المؤسسة المخصص لعمليات التعليم، الأمر الذي لم تقم به أية إدارة أميركية منذ سنوات طويلة. ومن بين كل الأعمال الحمقاء التي تقوم بها هذه الإدارة، فإن هذا العمل الأخير هو الأكثر حماقة».

وعن موضوع الإرهاب قال فريدمان: «انطلاقاً من أننا نعيش في عالم مفتوح، فإن هذا العالم مفتوح للإرهابيين أيضاً، إذ تمكن أسامة بن لادن من تنفيذ هجماته على مركز التجارة العالمية بالاستفادة من المواصفات التي يتمتع بها عالمنا المفتوح».

وأكد أن الثروة البشرية هي أساس الثروات، إذ ينبغي علينا إعداد الموارد البشرية بحيث نستطيع الاستفادة من هذا العالم المنفتح على جميع الاتجاهات، وإن عدم القدرة على تنفيذ ذلك سيؤدي بشبابنا إلى شعور متزايد بالإذلال والإحباط

العدد 836 - الأحد 19 ديسمبر 2004م الموافق 07 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً