العدد 836 - الأحد 19 ديسمبر 2004م الموافق 07 ذي القعدة 1425هـ

قمة «زايد» والاستحقاقات القادمة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

ستبدأ قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية (قمة زايد) وعيون الكثير من مواطني مجلس التعاون في ترقب لما ستفرزه القمة من قرارات. لاشك أن هناك عتاباً طفح على السطح في الأشهر الأخيرة من عتاب السعودية على البحرين بسبب توقيع الأخيرة اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، ولكن البحرين عندما أقدمت على هذه الخطوة انما كان هدفها مصلحة الخليج وكذلك مصلحة البحرين، ولاشك أن البرغماتية الاقتصادية قد تتجاوز بعض الظروف في سبيل المصلحة الخاصة والمصلحة العامة وهذا ما فعلته البحرين. قد يقول بعض المحللين ان الموقف كان موقفاً نرجسياً ولكن اعتقد أن البحرين يجب أن تفكر في مصالحها الاقتصادية وخصوصاً أنها تعد أقل دولنا الخليجية من حيث الموارد الاقتصادية وهي لا تنعم بما تنعم به دول الخليج من ثروة مالية وآبار نفط وغاز وما إلى ذلك. طبعاً البحرين كانت حكيمة في استيعابها لـ «زعل» الشقيقة السعودية والتي تعد من أقرب الدول للبحرين ولها مواقف تاريخية مضيئة ولاتزال مع المملكة وشعب البحرين.

لاشك أن الجانب الاقتصادي سيكون حاضراً في القمة ولكن ما ينبغي طرحه أيضاً:

- معالجة ظاهرة البطالة في الخليج.

- كيف يتم رفع مستوى المعيشة للمواطن الخليجي.

- بعض الظواهر المرعبة من ثقافة التكفير وقطع الرؤوس.

دول الخليج بحاجة لأن تدعم استقرار الوضع الأمني والسياسي في العراق وان تدعم الانتخابات تماماً كما حدث في شرم الشيخ. اما الركون للشعارات الثورية فلن يؤكل العراقيين عيشاً، ومحاصرة العراقيين وحشرهم في زاوية العنف قد يحشرهم في زاوية الانتقام، لأن العراقيين من حقهم ان يعيشوا وألا يُزايد على وطنيتهم وقوميتهم أحد. فأميركا حاضرة في كل المنطقة منذ سنين، والقضاء على الاحتلال يجب أن يكون بالأسلوب السلمي، لهذا فإن دول الخليج هي من أول المعنيين للدفع باتجاه حلحلة الوضع العراقي تماماً كما تفعل دولة الكويت الشقيقة.

طبعاً لاشك أن هناك بعض المؤشرات التي تدل على تفاعل دول الخليج مع الوضع العراقي بشكل عقلاني وموضوعي، فقد أصبحت دول الخليج مواقع لاستقبال الرموز العراقية بشتى اطيافها وأصبحت هناك قنوات عراقية تبث من الاراضي الخليجية، «الفيحاء» تبث من أراضي الإمارات، وقناة الانوار تبث من أرض الكويت، والبحرين كانت على استعداد لاحتضان مؤتمرات عراقية وقبلت كبقية الدول بفتح سفارة عراقية.

دول الخليج في أمس الحاجة إلى مزيد من الانفتاح السياسي وتوسيع هوامش الحرية واشراك المواطنين في صوغ القرار السياسي عبر برلمانات ذات صلاحية ورقابة. والديمقراطية التعددية هي الضمان لاستقرار الخليج، ولابد من تقوية العلاقة مع المجتمع وسماع رأيه في قضاياه حتى يضمن عدم خطفه إلى مواقع متشددة أو ارباكية قد تربك جميع الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي. هناك نقطة جوهرية هي أن الخليج هو من ربى واحتضن الجماعات التكفيرية لسنين طويلة ومكنها من إلغاء وتكفير الآخرين، وعليه اليوم ان يعيد صوغ هذا الخطاب وان يسعى إلى خلق اجواء تسامحية وانفتاحية الآخر، فقد شهدنا جميعاً خطورة الخطاب التكفيري الاقصائي

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 836 - الأحد 19 ديسمبر 2004م الموافق 07 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً