العدد 844 - الإثنين 27 ديسمبر 2004م الموافق 15 ذي القعدة 1425هـ

خواطر من الدوحة إلى البحرين

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

ما عساني أن أقول عن خواطر اتخمرت في فكري إبان خليجي (17) والتي اقيمت أخيراً في الدوحة من الفترة 10 ديسمبر/ كانون الأول لغاية 24 من الشهر نفسه.

مازلت أعيش الحيرة والذهول عن ماذا استطيع كتابته، وهل اضع المقارنة بين ما شاهدته هناك وما عندنا موجود من منشآت متهالكة وغير صالحة بتاتاً وخصوصا ملاعبنا؟ ان الحديث عن خليجي (17) وحوادثها هناك يعجز اللسان في وصفها ووصف شواهدها والتي تنبئ عن منشآت متكاملة ومجهزة على الطراز الحديث والتي تذهب بفكرك بعيداً عن دول الخليج إلى الدول المتطورة في هذا الجانب.

هناك سؤال يطرح نفسه بنفسه، لماذا هذا التباين الكبير بين ما هو في قطر وما هو موجود عندنا في البحرين من حيث الامكانات والمنشآت؟بل نسأل، أليس بمقدورنا ان نوجد مثل هذه المنشآت المتكاملة والمجهزة بإمكاناتها الحديثة؟

ولماذا نحن بعيدون عن مثل هذه الاستراتيجية المنتظمة والتي أوجدت منشأة رائعة وتحفة جميلة بهرت الحضور في يوم افتتاح خليجي (17)، فوقف لها الجميع مصفقاً محترما لهذا الجهد الكبير، وهي استاد نادي السد (تحفة الدوحة) والتي جعلنا نسرح بفكرنا إلى وادٍ بعيد وكأننا لسنا في قطر... هذه التحفة الرائعة والتي ضمت الأرضية الصالحة والنجيل الطبيعي المتساوي والمتوازن في أرضيته ورائعة المدرجات، والصورة الكاملة للتصميمات الفنية للمنظر الداخلي والخارجي وما حوته هذه التحفة البديعة من مركز اعلامي مجهز بجميع اللوازم المتاحة للتغطيات الصحافية اليومية لجميع بلدان العالم من دون أية عرقلة او سلبية تذكر وهذا ينطبق ايضا على ملعب الريان وصالته وملعب الغرافة وصالته والمبنى الرئيسي لهم اضافة إلى الملاعب الفرعية المفروشة بالنجيل الطبيعي الصالح للعب عليه.

وعندما أتحدث عن البنية التحتية ومن فرض وجوب ايجاد الملاعب الجاهزة خصوصا مدارس القاعدة للحفاظ على الموهوبين أتذكر جيدا ملاعب الاكاديمية هناك (اسباير) والتي تحتوي على 9 ملاعب كل ملعب افضل من الآخر في روعته وهذه الاكاديمية من مهماتها الحفاظ على الموهوبين باسس علمية من الصغر عند اكتشافها حتى وصولها للفريق الأول، ما تجعل هذا الموهوب في حال مستقرة ويستطيع ان يبدع ويخرج مكنوناته الفنية وإظهار ابداعاته وامكاناته، وبالتالي تعود الفائدة على الكرة هناك. انا كلما افكر في مثل هذه الأمور يقودني ذلك إلى سؤال مهم: متى سنصل نحن إلى ما وصلت إليه قطر؟ وهل بإمكاننا الوصول؟ وإلى متى سنبقى على حالنا المتردي والمتهالك مع اننا نملك ما لا تملكه قطر من الطاقات البشرية الموهوبة والتي تنتظر الفرج باصلاح البنية التحتية ووضع الاسس العلمية لايجادها، وهذا حلم كل لاعب في هذا الوطن الحبيب.

كنا في السابق نسمع ولا نرى عن هذا التطور الكبير الذي حدث في قطر، ولم نشعر به ابدا الا عندما شاهدناه بأم اعيننا فانذهلنا من قوة البنية التحتية مع الفارق في الكفاءة وفي الطاقة البشرية والتي نحن نتفوق بهما على قطر، ولكن هذا لا يلبي الرغبات في ظل غياب أبسط الأمور للبنية التحتية المتكاملة. لذلك نطالب بتحرك سريع من أعلى المستويات للتدخل من اجل ايجاد ارضية قوية وصلبة للبنية التحتية، وترك كل الامور الترفيهية ان اردنا مواكبة الدول المتطورة ومنها قطر التي نسبقها في التاريخ الرياضي

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 844 - الإثنين 27 ديسمبر 2004م الموافق 15 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً